التقنية وبرامجها، إنها التطبيقات... تلك الشجرة التي تخفي غابة سوق التجسس الإلكتروني على البشر، لكني أسأل ماذا لو علم هؤلاء أن أحداً يتجسس عليه وشهر به؟.. فالجزاء من جنس العمل، وقضايا التجسس المرتبطة بالتقنيات الحديثة أصبحت حديث العوام وحياتهم، والكُل مُرتعد رغم استخدامها لها، فبعد تداول أنباء عن «واتساب» وموضوع الخصوصية، ها هي القضايا تنهال على آبل (سيري) وأمازون وغوغل وفيس بوك وغيرها... كذلك. على شاكلة ألاعيب منها صوتية تستخدم أشكالاً مختلفة من تقنية المساعد الصوتي التي يتم تنشيطها عندما يقول المستخدمون كلمات رئيسية مثل «Hey Siri» لأجهزة Apple أو «OK Google» لمنتجات Google أو «Alexa» لأجهزة Amazon الذكية.. بل ويصدمنا تقرير صادم.. عن انتقادات لاذعة واجهها تطبيق «واتساب» بعد فرض «سياسة خصوصية» جديدة على مستخدميه في يناير الماضي، ليعود الجدل بتقرير جديد لـ «ProPublica» يخبرنا أن مشرفي التطبيق يطلعون على كافة أمور حياتنا الواتسابية الجاسوسية، بل ويقومون بتسليم بعض البيانات (Meta data) إلى سلطات إنفاذ القانون، مشيراً إلى أن الشركة وظفت ألف مشرف عبر شركة أكسنتشر (Accenture) التي تتعاقد مع مشرفي فيسبوك، لمُشاركة بيانات عدد من المستخدمين منذ فترة طويلة، مما يخلق الكثير من الالتباس حول مُراد وأهداف «فيسبوك» الخفية مُنذ شرائها التطبيق، عندما تقول «تشفير من طرف إلى طرف» (end-to-end encryption)، والذي يعني بحكم التعريف أن المستلم والمرسل فقط يمتلكان رموزاً رقمية تسمح للرسالة بأن تصبح مقروءة، وفق موقع «Gizmodo»وللمشرفين الحق في حظر الحساب أو «المراقبة»، وفي حال وافق المُستخدم على المراقبة، يمكنهم رؤية آخر خمس رسائل في سلسلة الرسائل المرسلة. إلا أن هذا الأمر لا يُبين ما إذا كانت مثل هذه المعلومات، التي يمكن للمشرفين مشاهدتها، تتضمن أرقام الهواتف وصور الملف الشخصي وحسابات فيسبوك وإنستغرام المرتبطة، وعنوان بروتوكول الإنترنت (IP) الخاص بالمستخدم، أو معرف الهاتف المحمول. وفي النهاية، يمكن لواتساب رؤية رسائلك دون موافقتك، وهو الموجود بشروط الخدمة وسياسة الخصوصية، بنص ما يلي: «لا يمكننا قراءة محادثاتك الشخصية أو الاستماع إليها، لأنها مشفرة بين الطرفين»، وهو إشعار يبدو في بعض الحالات، حبرا على ورق!. إن عملية التجسس التقني وتوظيف المكتسبات والمعارف التي بدأت من 1981، باليابان لخدمة التقنية اليبانية الواعدة.. ونفس الشيء قامت به الصين قبل أربعة عقود وكذلك بعدها كوريا، والهند، ودول أخرى آسيوية، حيث وجهت الولايات المتحدة عام 1982م اتهامات إلى شركتين يابانيتين معروفتين - هيتاشي وميتسوبيشي بسرقة أسرار تجارية بملايين الدولارات من شركة «اي بي ام» ونقلها إلى اليابان. ولا زال التجسس مُستمراً حتى اليوم ومع تزايد الحاجة إلى التقنية ونقلها لمختلف الدول يزداد خوف المستخدمين على أسرارهم التي توجد بأنحاء التقنية دون رادع لمشغليها.
مشاركة :