هناك الكثير من الشركات التي غيرت انشطتها التجارية التي بدأت بها جزئيا أو كليا، ولذلك اسبابا ومبررات متعددة، لكن لعل أهم هذه الاسباب البحث عن فرص تجارية افضل، وعوائد اكبر لمساهمي الشركة عن ما كان يحققه نشاطها السابق، وربما يكون السبب الاهم وصول ادارة الشركة الى قناعة أن النشاط الذي تمارسه الشركة غير قابل للنمو والتحسن، وأن بقائها في هذا النشاط سيؤدي بها الى مزيد من الخسائر، وقد يوصلها في نهاية المطاف إلى الافلاس والتصفية في حال بقائها على نشاطها. وبالنظر الى وضع الشركات في السوق السعودي المدرجة في سوق الاسهم نجد أن هناك عدد من الشركات التي غيرت نشاطها الرئيسي أو اضافت انشطة أخرى الى نشاطها المسجل في سجلها التجاري، بتوصية من مجلس الادارة، وبموافقة من جمعيتها العمومية بعد أخذ الموافقات اللازمة من الجهات المعنية، ولعل من ابرز هذه الشركات التي غيرت نشاطها هي شركة انعام عندما تم تغيير مجلس الادارة عام 2006، وتم معه تغيير اسم الشركة من المواشي المكيرش الى انعام الدولية القابضة، حيث تم ايقاف نشاط الشركة في استيراد المواشي نهائيا والتحول الى انشطة اخرى مثل مزاولة النشاط الزراعي عن طريق زراعة الاعلاف، واستيراد اللحوم المجمدة، والاستثمار في العقارات، وخدمات التخزين، وغيرها، ويبدو أن الحظ العاثر يلاحق الشركة فقد توقف استيرادها للحوم المثلجة وغيرها لاحقا، لتركز الشركة على زراعة الاعلاف والذي اصبح يمثل حوالي 80% من دخلها حتى تم ايقاف المشروع مطلع عام 2018 بقرار حكومي للمحافظة على المياه، وبعد ذلك اعلنت الشركة عن خسائر فاقت 90% من رأس مالها، وتم زيادة رأس مالها بمبلغ 90 مليون ريال لهدف الاستحواذ بشكل رئيسي على أصول عقارية، وقد استحوذت الشركة مؤخرا على ما نسبته 51% من مصنع واسط لأنظمة الترفيه والتجميل، وهذا يبين بوضوح ابتعاد الشركة عن نشاطها السابق، والبحث عن فرص تجارية اكثر ربحية، وأقل مخاطرة. ومن الشركات الاخرى التي غيرت أو أضافت أنشطة أخرى لنشاطها الشرقية الزراعية، والتي تم تغيير اسمها الى الشرقية للتنمية واضافة انشطة كثيرة وجديدة للشركة لم تمارس أي منها حتى الان، وكذلك القصيم الزراعية التي تحولت الى القصيم للتنمية، اضافة الى جازان الزراعية التي تحولت الى جازان للطاقة والتنمية. وعالميا لعل من اشهر الشركات التي غيرت نشاطها بشكل جذري شركة نوكيا تلك الشركة الفلندية التي بدأت نشاطها قبل اكثر من 150 عاما كشركة صغيرة في صناعة الورق ثم قررت أوائل القرن التاسع عشر تنويع نشاطها الى توليد الطاقة الكهربائية، وانتهى بها المطاف الى صناعة الهواتف النقالة أواخر القرن العشرين حيث حققت نجاحا باهرا في هذا النشاط قبل ان تتراجع بشدة بعد ظهور الهواتف الذكية. وفي المجمل فإن تغيير الشركات لأنشطتها أمر ممكن ومستحب إذا أصبح نشاطها الرئيسي عبئا عليها، ولاحت الفرص في قطاعات أخرى، شريطة دراسة الأمر جيدا، وتحديد الجدوى الاقتصادية من الدخول في النشاط الجديد، مع التأكد بداية أن خسائر الشركة في نشاطها الأساسي يعود لأسباب موضوعية لا يمكن للشركة تجاوزها أو اصلاحها.
مشاركة :