العلاقة بين الزوجين علاقة قائمة على الاحترام والمعاملة الحسنة، فهي التي تحدد إما نجاح العلاقة واستمرار الأسرة وإما فشلها؛ ذلك أن معاملة الزوج السيئة لزوجته طريق وعر لا يمكن تجاوزه إلا باللين، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (اسْتَوْصُوا بالنِّساءِ خَيْرًا؛ فَإِنَّ المرأة خُلِقَتْ مِن ضِلعٍ، وَإنَّ أعْوَجَ مَا في الضِّلَعِ أعْلاهُ، فَإنْ ذَهَبتَ تُقيمُهُ كَسَرْتَهُ، وإن تركته، لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء خيراً). حالات الطلاق في تذبذب حيث ارتفعت حالات الطلاق في عام 2021م عن الأعوام السابقة، فقد كان عدد حالات الطلاق في عام 2010م هي 9233 حالة، وحسب التقارير في العام الحالي فإن هناك سبع حالات طلاق تتم كل ساعة، مما يجعل كل 10 حالات زواج 3 حالات طلاق وهذا رقم مخيف. أتساءل لماذا تحدث حالات الطلاق وما هي الأسباب؟. للأسف هناك أزواج سيئون في تعاملهم مع زوجاتهم، ومن تلك الصفات السيئة الكذب والحماقة وعدم تحمل المسؤولية وفوق هذا كله البخل العاطفي وعدم معرفة الرومانسية التي لم يتعلمها ربما من البيئة التي تربى وعاش فيها أو الخوف منها. مع هذا الكم من عدد حالات الطلاق إلا أن مركز المصالحة له دور كبير في ردم الفجوة بين الزوجين وهذا أحد مهامه، واستطاع أنْ يخفض عدد حالات الطلاق إلى نسبة 22 % العام الماضي إنجاز يشكرون عليه وأتمنى من المزيد. للأسف من صفات الأزواج السيئين عدم تحمل المسؤولية، ولا يسأل عنها ولا عن بيته وأولاده إلا ضمن الحد الأدنى فهي المعلمة والمربية، وهي الممرضة وربما هي التي تتسوق للبيت، وهي الحاصلة على الشكر والعرفان ممن يحيطون بها. لا يمكن أن ننسى كلام الرسول -صلى الله عليه وسلم- (رفقاً بالقوارير) أي النساء. إضافة إلى أن الزوج السيئ سليط اللسان يريد أنْ يملك جميع ما حوله وفرض شخصيته والهيمنة، وهذا دليل على ضعف الشخصية والهروب إلى الأمام. أتساءل أي نوع من الأزواج الذين يقدمون الإهانة لزوجاتهم بدلاً من باقة الورد ذات اللون الأحمر. كيف تتصرف الزوجة مع الزوج السيئ برفع روح معنوياته وتبيان الأمور الجيدة في حياته وتذكيره بها ومحاولة نشر التفاؤل في الأجواء والكلام اللين والجميل وزرع روح المحبة والتغاضي عن تلك التصرفات غير المسؤولة، وبث روح الأمل والعشرة الحسنة والابتعاد عن الحوار السيئ واستبداله بالحوار الجيد وزرع روح الحوار بين أبنائهم. للأسف في بعض الأحيان تجد الزوجة نفسها في مواجهة زوجها، وهذا عن طريق المعاملة بالمثل، جراء المعاملة السيئة التي تتلقاها منه وهذا يؤدي الى التصادم والتباعد وكسر هيبة الزوج التي يظنها أنها في التقليل من أهمية زوجته. مرة أخرى هناك أزواج سيئون يستخدمون ألفاظاً بذيئة وجرح مشاعر زوجته أمام أولاده وبناته، والنتيجة هي غرس دروس مجانية في عقول ذريته والتي ستؤثر عليهم في المستقبل، أي نوع من الأزواج هؤلاء؟. همسة في أذن الزوجة: لا تشعري زوجك بالنقص الذي يدمره من وجهة نظره، وهي عكس ذلك وكوني حليمة ولينة وتغاضي وأشعريه أنه الأفضل وارضي غروره واردمي الفجوة التي بينكما وتحملي، وهذا سوف يجعله يعود إلى الصواب ويقدر مشاعرك وتعود حياتكما حياة سعيدة. أحمل أولياء الأمور نسبة مئوية كبيرة في عدم اختيار الزوج الصالح المناسب والتعجل في إتمام عملية الزوج. يُقَال إن المَرأة نِصفْ المُجتَمعْ، ولكنْ حيثُ المرأة هي التي «تُربّي النصف الآخر» فأنا أقول إنَّ المرأة هي كُل المُجتَمع. - أحمد مازن الشقيري.
مشاركة :