أسد عليَّ وفي الحروب نعامة فتخاء تنفر من صفير الصافر بيت شعر له دلالة وقصته وقائل هذا البيت هو الشاعر عمران بن قحطان. في وقتنا الحالي هناك بعض الأزواج أسود يستأسدون على زوجاتهم لكنهم في الواقع هم نعائم في محيطهم الخارجي, فلماذا يستأسدون على الأسدة. بعيداً عن هذا التوصيف الذي هو في الواقع توصيف حقيقي ماذا يريد الرجل المستأسد؟ في معدلات وصل إجمالي عدد صكوك الطلاق حسب ما جاء في بيانات الهيئة العامة للإحصاء إلى 57 ألفاً و595 صكاً، وذلك خلال الشهور الأخيرة من عام 2020، مرتفعة عن عام 2019 بنسبة 12.7 %. بالتأكيد هناك أسباب كثيرة للطلاق ومنها تسلط الزوج وهيمنته داخل الأسرة، وعدم مراعاة جانب الزوجة وضربها، والغيرة الزائدة عن حدها وصولًا إلى مرحلة الشك والتأويلات المتعسفة, إنه عالم التأسد والفوضى العاطفية وعدم النضوج والمزاجية المقيتة. فرفقاً بالقوارير، وتأسياً برسولنا الذي بعث بالهدى والتيسير، وما كسر المرأة إلا الكلمة الجارحة، الموقف المؤلم. عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي، ما أكرم النساء إلا كريم، ولا أهانهن إلا لئيم). فالزوج إما أنْ يكون كريماً أو لئيماً أسداً يظن نفسه في ساحة عراك قال الشاعر: إذا رأيت أنياب الليث بارزة فلا تظن أن الليث يبتسم حقيقة لا غبار عليها يبلغ سكان المملكة من الذكور 10 ملايين و575 ألفاً و95 نسمة، ومن الإناث 10 ملايين و192 ألفاً و732 نسمة فالنسبة المئوية تقريباً متساوية 50 % لكل من الذكور والإناث. هذه الحقيقة المرأة نصف المجتمع وتلد النصف الآخر.. وبهذه الحقيقة الدامغة تمثل المرأة المجتمع كله لا نصفه. المفهوم الخاطئ للرجولة هو المسيطر على الكثير من الأزواج، هل الرجولة أن يلجأ الرجل للصراخ والتهديد بالطلاق ومنعها من زيارة أهلها وتكرار كلمة لا دون مبرر؟ هل الرجولة والتسلط وفرض الرأي والغطرسة وطول اللسان هذا تفكير ذكوري مجرّد من المشاعر؟ هل الرجولة عدم احترام الرأي رأي الزوجة وفرض رأيه، هل الرجولة عدم الحوار مع زوجته هل هو خوف من الحوار أم تعنّت وفرض الرأي، هل الرجولة تلك الكلمات البذيئة، هل الرجولة مدْ اليد؟ إنها رجولة الرجال الضعفاء الخائفين من واقع وضعهم النفسي المتذبذب بين مفهوم الرجولة الحقيقي والمفهوم الخاطئ. الرجولة أيها الأزواج المستأسدون المعاملة الحسنة والشهامة والبذل والعطاء، الرجولة هي أن تعامل زوجتك معاملة حسنة، الرجولة هي أن تبوح لزوجتك عن حبك واحترامك لها والوقوف معها وعدم رفع الصوت وفرض السلطة والتهديد. وفي الختام من أقوال الدكتور غازي القصيبي رحمه الله (للرجل الكلمة الأخيرة وللمرأة ما بعد الأخيرة). إنصافاً للزوج كن منصفاً مع زوجتك وتأكد إنك لن تستطيع أن تنعم بالراحة والحب والعاطفة إلا مع زوجتك حين تعاملها برجولة بمعناها الحقيقي وليس بالمعنى الذي تريده. أقتبس (الرجولة معناها أن تكون مسؤولا أولاً وأخيراً عن أفعالك) - مصطفى محمود
مشاركة :