أبوظبي في 17 سبتمبر / وام / نظم مركز زايد للدراسات والبحوث التابع لنادي تراث الإمارات ضمن موسمه الثقافي، أمس، ندوة افتراضية بعنوان "الخرائط التاريخية للامارات والخليج العربي..قيمة تاريخية ووثائق موضوعية". أدار الندوة الدكتور عبدالله المغني أستاذ مشارك في قسم التاريخ والحضارة الإسلامية في جامعة الشارقة، وشارك فيها كل من الدكتور علي عفيفي أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر، والدكتور وائل الدسوقي باحث في التراث والتاريخ الثقافي، ومحمد حسين باحث أخصائي وثائق وأرشيف بمركز جمعة الماجد للثقافة والتراث. وأكدت فاطمة المنصوري مديرة مركز زايد للدراسات والبحوث أن تنظيم هذه الندوة يأتي من منطلق اهتمام المركز بتقصي جميع المصادر التاريخية الخاصة بدولة الإمارات والخليج العربي لاسيما الخرائط التاريخية التي تعد مصدرا تاريخيا ورافدا مهما لحفظ وتدوين وتوثيق تاريخ المنطقة، بالإضافة إلى كونها مادة علمية مهيأة للمتخصصين والمهتمين والباحثين، ولتسليط الضوء كذلك على المراكز البحثية الموجودة في الدولة والتي تحتضن مجموعة ضخمة من الخرائط التاريخية باعتبارها وثائق رسمية وتاريخية يمكن الاعتماد عليها في التوثيق. وأشاد الدكتور عبدالله المغني بجهود القيادة الرشيدة في دولة الإمارات العربية المتحدة في الاهتمام بتوثيق تاريخ الدولة والحفاظ على الهوية الوطنية وتعزيز مقوماتها، من خلال دعم المراكز المتخصصة في هذا المجال، مؤكداً أن الخرائط التاريخية ذات قيمة تاريخية كبرى، وتعد ميراث تاريخي يرتبط بتاريخ العديد من المناطق الجغرافية. وسلط الدكتور علي عفيفي الضوء على "جهود الرحالة الغربيين في رسم خرائط الجزيرة العربية والخليج"، وعلى بعض الدراسات والبحوث والمقالات المنشورة، والتي ركزت على أهمية الخرائط، وكيفية الاستفادة منها كمادة تاريخية. وخلص الباحث إلى عدة نتائج تتمثل في أن الخرائط التاريخية تُعد مصدراً تاريخياً مهماً للمعرفة التاريخية، كما أكد على أن معظم الرحالة الغربيين اهتم برسم خرائط للمناطق التي ارتادوها في الخليج والجزيرة العربية، وأن هؤلاء الرحالة تعددت جنسياتهم ولغاتهم الغربيين ورغم ذلك رسموا خرائط للمنطقة، كما كشف النقاب عن أن القرن التاسع عشر، من الممكن أن نطلق عليه عصر المعرفة الجغرافية عند الرحالة، إذ تميز بكثرة الرحالة الذين جابوا المنمطقة، وبالعدد الكثير من الخرائط التي رسمت للمنطقة، وتميزت خرائط الرحالة بالدقة لرسمها بناء على الدراسة الميدانية. من جانبه قدم الدكتور وائل الدسوقي ورقة عمل بعنوان "الخليج العربي في الخرائط التاريخية..الأهمية والتسميات" ضمت تفسيراً لمعظم الخرائط والمعلومات الجغرافية والمسميات التي تناولت منطقة الخليج العربي منذ بداية رسم الخرائط، موضحاً أن مياه الخليج أُطلقت عليها مسميات عدة عبر مختلف العصور، وكثير من المصنفات التاريخية والجغرافية، فضلاً عن الخرائط التي ظهرت إبان العصور المختلفة. وقال الدسوقي إن الهدف من رصد الخليج العربي في الخرائط التاريخية ليس لحصر مسمياته أو اثبات أهميته التي لا غبار عليها، ولكن لندرك أن الخليج العربي لم يكن مجهولاً عند الأقدمين كما يروج البعض، فقد ترك لنا التراث الإنساني ما يدل على معرفة عميقة به في الحضارات القديمة لا يمكن إنكارها. وتحدث محمد حسين عن تجربة مركز جمعة الماجد في الضبط الأرشيفي للخرائط قائلاً ان المركز تمكن من جمع 600 خريطة تنوعت بين الخرائط التاريخية والجيولوجية والسياسية والعسكرية وغيرها، ويمتد المدى الزمني لهذه الخرائط من عام 1561 ميلادياً حتى القرن الواحد والعشرون، ويعمل المركز على ترميم الخرائط بشكل دوري من خلال قسم الترميم، ويتم حفظ الخرائط في بيئة مناسبة باتباع معايير الحفظ المختلفة، مضيفاً أنه يتم إعطاء الخرائط أرقام تسلسلية وتعتمد في الوصف على عدة عناصر منها العنوان، تاريخ التحرير، والرسام، والناشر، وبيان مقاس الرسم وغيرها. وقام الباحث بعرض نماذج من الخرائط التي يحتضنها المركز مثل خريطة الإدريسي /صورة الأرض للشريف الإدريسي المتوفى سنة 560هـ/ الذي يعتبر من كبار الجغرافيين في التاريخ، وخرائط مغاصات اللؤلؤ في الإمارات والخليج العربي. وتخلل الندوة التي حضرها عدد من الباحثين والأكاديميين والمهتمين عدة مداخلات كان أبرزها مداخلة بدر الأميري المدير الإداري في مركز زايد للدراسات والبحوث، ومداخلة للدكتور نعمان عطا الله الهيتي أستاذ القانون الدولي في كلية القانون بخورفكان، ومداخلة أخرى للدكتور جمعان عبدالله مسفر الشهراني الباحث في التاريخ والحضارة الإسلامية.
مشاركة :