الإلتزام هو:- هو واجب ثابت يلتزم الشخص القيام به والمداومة عليه لمصلحة ذاتية أو دينية أو وطنية . أما الانفتاح :- فهو قبول الأفكار الجديدة علمياً أو أجتماعياً أو اقتصادياً . وحيث أن ديننا الحنيف جاء بالوسطية والاعتدال لذلك من الضروري أن نعيد صياغة رؤيتنا لمفهوم الانفتاح على الغرب بكل علومه ومعارفه ومنجزاته ، فإن مفهوم الانفتاح ، لا ينفصل عن مفهوم المحافظة على الالتزام تجاه الدين والدولة وولاة أمرنا والانتماء المتميز لهذه الثوابت الثلاث ، فنحن أمة لها تاريخ مجيد وقيم مشرفة وأحفاد رجال تمكنوا في الأرض ومن خير أمةً اخرجت للناس . ومع ذلك لا نعجز عن طي المسافات الطويلة التي تفصلنا عن الحضارة الحديثة ، مع المحافظة على هويتنا الحضارية وتميزنا الديني والاخلاقي . والعمل وفق الرؤية الثاقبة لتجاوز كل ما يعرقل عملية التقدم الفكري والمعرفي والثقافي مع الالتزام بالدين وبالقيم والعادات الاجتماعية والثقافية لهذة الأمة ،. والانطلاق من خلال هذا الوعي والمعرفة بالثروة الهائلة التي تمتلكها مملكة الانسانية والعمل على تفعيلها سياسيا واجتماعيا واقتصاديا لتحقيق الطموحات والآمال لحاضرنا ومستقبل أجيالنا . ومما جذبني لهذا المقال هو مشاهداتي للمفهوم الخاطيء والقاصر لقلة من المجتمع السعودي الذي يرى أن التجرد من القيم والعادات وتقليد الغرب يكمن في التمرد على العادات والقيم والانغماس في الملذات والشهوات وتقليدهم بالملبس والسلوكيات والتحرر التام معتقدين إن هذه الافعال مواكبة وموافقة للرؤية . فمثلاً:- ١. بعض الرجال في سن الاربعين والخمسين يقوم بحلق اللحية والشنب واللباس المخجل وقضاء الاوقات في الديوانيات والكافيهات والاسواق والاماكن العامة في صورة مراهق بحجة مواكبة الرؤية والحداثة متجرد من الالتزام تجاه الأسرة والمجتمع والدولة . ٢. البعض من الشباب والبنات هداهم الله أتخذوا الغرب نماذج لهم في التمرد على الأهل والقيم والفضيلة والانغماس في الترف والملذات بل وصل الأمر إلى التهاون وترك العبادات وعدم الرغبة في العمل أو الزواج وهذه نتيجة طبيعية للانفتاح التام على الدنيا مقابل أنعدام الالتزام ومحاسبة الذات والاحساس بالمسؤولية . ٣. النساء أتخذنا الموضة والزينة والمشاغل والاسواق وجهة لهن ووجدنا النسويات البيئة الخصبة للتخبيب بين الازواج وهدم الأسر وشتات البيوت . ٤. أما النشء وما ادراك ما النشء والشكوى لله فهم ضحايا أهمالنا نحن الأباء والأمهات لهم بالانسحاب عن مسؤوليتنا تجاههم وأنعدام الالتزام بالواجب المناط بنا في الرعاية والتربية وأصبحت الجوالات والاجهزه الاكترونية جزء من حياة ويوميات الطفل والعالم كله بين يديه يرى من السوء ما تعجز عنه الجبال . والذريعة لدينا والانفتاح والتحول والاستمتاع بالحياة على حساب فلذات الاكباد وماهي إلا سنوات قصار ويخرج شباب جاهل محبط لاينفع نفسه ولا يفيد دولته . الخلاصة:- رؤية ٢٠٣٠ تعني ( الوسطية) بالمزج بين الانفتاح على الأخر والاعتدال والمحافظة على الالتزام تجاه النفس والدين والدولة .
مشاركة :