أفاد تقرير لبناني أمس، بدخول السكان في لبنان أصعب جزء من الأزمة، من دون الأدوات اللازمة لمواجهة تبعات الانهيار، مؤكدا أن السلطة السياسية قررت إعدامهم عبر رفع الدعم عن المحروقات قبل تأمين البديل. ورفعت الحكومة الدعم نهائيا عن المازوت، من دون أن تتفق على سعر للصفيحة بالليرة اللبنانية؛ ما ضاعف المشكلة مع "دولرة المازوت"، وتحميل التكلفة للناس. وأشار التقرير إلى أنه اتفق على دخول البنزين في "مرحلة نصف النهائي" من رفع الدعم، لتباع الصفيحة بدءا من أمس وفق سعر 12 ألف ليرة للدولار، وحين تنتهي الكمية المدعومة، سيبيع مصرف لبنان الدولارات، التي لا يملكها، للشركات المستوردة وفق سعر منصة صيرفة. وبين أن منشآت النفط، التابعة للدولة اللبنانية، باعت أمس الأول، المازوت بالدولار الأمريكي النقدي، مبررة ذلك بأنها لم تعرف أي سعر صرف تعتمد عليه لتسعير المازوت بالليرة. ووفقا لـ"الألمانية"، لفت التقرير إلى أن المسؤولين في الدولة لم يهتموا سوى بالانتهاء من هم دعم الاستيراد، وسارعوا إلى الانتهاء منه كمن يستعد للإخلاء والهجرة، أما خلاف ذلك من تفاصيل فلم يتفقوا عليها. وأكد أن "رفع الدعم عن المحروقات، من دون اقترانه بخطوات حمائية كتوزيع بطاقة للدعم المالي، وإيجاد مصادر للطاقة البديلة وإطلاق خطة للنقل العام وزيادة إنتاج مؤسسة كهرباء لبنان، يعني ضرب ما تبقى من قدرات معيشية لدى السكان، والقضاء على معظم القطاعات الاقتصادية". وبدأ تنفيذ اتفاقية الفيول "الوقود" بين لبنان والعراق، مع تفريغ أول شحنة محملة بـ31 ألف طن، على أن تفرغ 15 ألفا من حمولتها في خزانات معمل دير عمار، و16 ألفا في معمل الزهراني، وستليها باخرة "فيول أويل" قبل آخر أيلول (سبتمبر) الجاري. ورفعت الحكومة اللبنانية الجديدة أسعار البنزين أمس الأول، لتخفض الدعم الذي قال رئيس الوزراء نجيب ميقاتي "إنه لا يمكن تحمله فيما يمضي قدما في خطط التصدي لأزمة مالية طاحنة". كما وقعت الحكومة عقدا جديدا مع شركة ألفاريز آند مارسال لاستشارات إعادة الهيكلة لإجراء تدقيق جنائي في مصرف لبنان المركزي، وهي خطوة يطالب بها المانحون الذين يرغبون في أن تنفذ بيروت إصلاحات ضرورية للإفراج عن مساعدات هي في أمس الحاجة إليها. وعمل لبنان على كبح أسعار الوقود من خلال توفير الدولار بأسعار صرف مدعومة تقل كثيرا عن سعر الليرة في السوق السوداء، بهدف حماية المواطنين المتضررين من انهيار العملة. ويقول منتقدون "إن هذا النظام أدى إلى زيادة التهريب والتخزين؛ ما أسهم في حدوث نقص أصاب مظاهر الحياة الطبيعية بالشلل، وأدى إلى ظهور سوق سوداء يباع فيها البنزين بأسعار مرتفعة جدا". وقال جورج البراكس؛ عضو نقابة أصحاب محطات المحروقات "هذه المرحلة قبل الأخيرة لرفع الدعم، البنزين والمحروقات جميعها صارت غير مدعومة".
مشاركة :