العالم الفرنسي ديدييه راوول قد يفقد وظيفته مديراً لمعهد ميديتغاني للعدوى

  • 9/19/2021
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

قد يفقد عالم الأحياء الدقيقة الفرنسي، ديدييه راوول - الذي أصبح شخصية مثيرة للجدل في عالم العلوم، والذي روّج لعلاجات مشبوهة لـ«كوفيد-19» اقترحها الرئيس السابق دونالد ترامب، واكتسب شعبية جماهيرية - وظيفته المرموقة قريباً مديراً لمعهد آي اتش يو ميديتغاني للعدوى. ومن المتوقع أن يعقد الأعضاء المؤسسون للمعهد في مدينة مرسيليا الجنوبية أول اجتماع يوم الجمعة لمناقشة ما إذا كان سيتم السماح لراوول بمواصلة عمله مديراً للمعهد. وسعى راوول، 69 عاماً، للبقاء في منصبه على الرغم من بلوغه سن التقاعد. ويقول رئيس نظام المستشفيات العامة في المدينة إن الوقت قد حان لـ«طي هذه الصفحة». راوول، الذي يميزه شعره الفضي المسدل على كتفيه، هو شخصية مناهضة للمؤسسة ومع ذلك احتضنته المؤسسة العلمية الفرنسية. في عام 2010، حصل على جائزة غراند بريكس انسيرم المرموقة - وهي واحدة من أعلى درجات التكريم للعلماء في الدولة. إلا أن سمعته اتخذت منعطفاً دراماتيكياً خلال جائحة فيروس كورونا. في ربيع عام 2020، بعد بضعة أشهر فقط من اندلاع المرض، أعلن أن نهاية الأزمة قد اقتربت. ومن بين أسباب تفاؤله إشادته بعقاري هيدروكسي كلوروكين، وهو دواء متاح بسهولة مضاد للملاريا، وأزيثروميسين، وهو مضاد حيوي، أشاد بهما كعلاجين فاعلين ضد «كوفيد-19». ثم بدأ ترامب في الترويج لهذين العقارين على أنهما «عوامل يمكنها أن تغير قواعد اللعبة»، وقال ترامب إنه بدأ بنفسه في تناول هيدروكسي كلوروكين. وفي زيارة مفاجئة في أبريل، توجه الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون إلى مرسيليا للقاء العالم. ولكن في شهر مايو، وسط شكوك متزايدة حول فعالية هيدروكسي كلوروكين ضد «كوفيد-19»، حظرت فرنسا العلاج، وتبعتها إدارة الغذاء والدواء الأميركية بإلغاء ترخيص الاستخدام في حالات الطوارئ. واقترحت بعض الدراسات أن الدواء أيضاً قد يكون مرتبطاً بزيادة خطر الوفاة لدى بعض المرضى. وانتقل جزء كبير من العالم إلى التركيز على اللقاحات والعلاجات الأخرى. ومع ذلك واصل راوول الترويج لصالح هيدروكسي كلوروكين. وفي غضون ذلك، كان دعمه للقاحات فيروس كورونا فاتراً. وبينما كانت فرنسا واحدة من أكثر دول العالم تشككاً في اللقاحات عندما تم طرح لقاحات فيروس كورونا في أواخر العام الماضي، إلا أنها تتمتع الآن بمعدل تطعيم أعلى من الولايات المتحدة. ويمثل المتظاهرون المناهضون للقاحات أقلية في فرنسا، لكن احتجاجاتهم القوية في الأسابيع الأخيرة تعكس العديد من المشاعر التي عبر عنها المعارضون الأميركيون للتطعيم. وفي حديثه إلى صحيفة واشنطن بوست الأسبوع الماضي، قال راوول إنه يخطط للبقاء في وظيفته، مستشهداً بالتماسات من مجالس معهده للبقاء في منصبه. وسبق له أن شبه جهود إقالته بـ«الانقلاب»، وأضاف في المقابلة هذا الأسبوع أن المحاولات لإقصائه كانت مدفوعة بالغيرة. لكن منتقديه، بمن فيهم أولئك الذين دعموه حتى قبل بضعة أشهر، يقولون إنه لا يتحمل سوى نفسه مسؤولية الانتقادات المتزايدة التي واجهها. واعترفت نائبة عمدة مرسيليا والمسؤولة عن الصحة العامة، ميشيل روبيرولا، قائلة «كان لراوول تأثير إيجابي للغاية في بداية الوباء». واستشهدت بنصيحته المبكرة بـ«اختبار واكتشاف وارتداء الأقنعة». لكن الترويج المستمر لهيدروكسي كلوروكين ورسائله المختلطة حول التطعيم كانت نقطة تحول. وقالت روبيرولا: «يجب أن يتحلى الشخص بالتواضع للاعتراف بأنه كان على خطأ». وتمتد المخاوف بشأن تأثير راوول إلى ما وراء فرنسا. ولاتزال وصفات هيدروكسي كلوروكين يتم تناولها بمستويات أعلى بكثير في الولايات المتحدة مما كانت عليه قبل الوباء، على الرغم من التحذيرات من الآثار الجانبية الخطيرة من إدارة الغذاء والدواء والباحثين. وعندما زار ماكرون مرسيليا مرة أخرى في وقت سابق من هذا الشهر، أشاد براوول باعتباره «عالماً عظيماً» لكنه ألقى باللوم عليه في احتمال إلحاق الضرر بحملة التطعيم في البلاد من خلال تصريحاته العامة. ويقول راوول إنه كان يدعم بشكل عام التطعيم ضد فيروس كورونا، وإنه شجع الممرضات على التطعيم. ولكن على عكس مناصرته لهيدروكسي كلوروكين، ركزت ملاحظاته حول لقاحات فيروس كورونا بشكل متكرر على الجوانب التي من المرجح أن تثير الشكوك. وقال لصحيفة واشنطن بوست «أنا لا أتخذ أي موقف ضد اللقاح، أبداً، أبداً، أبداً»، مضيفاً أنه «ليس هناك شك في تطعيم الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بالمرض، أو لنقل المرض». لكنه قضى بعد ذلك معظم ما تبقى من رده في الحديث عن المخاطر المحتملة للتطعيم للفئات العمرية الأصغر. وسألته الصحيفة: «هل هناك أي خطر في تطعيم الناس؟» ورد قائلاً «نعم». من الصعب تجنب الحديث عن راوول في فرنسا هذه الأيام. ففي حافلة في مرسيليا الأسبوع الماضي، ظل أحد المسافرين في ساعة الذروة يتنقل بين مقاطع الفيديو الموسيقية ومحاضرات راوول على موقع يوتيوب. واستشهد سائق تاكسي باريسي برولت كشخص مستهدف في مؤامرة حكومية، ويصوره العديد من «الميمات» على الإنترنت على أنه شخص خارق أو زعيم ديني أو ساحر. ويرى البعض في اليمين المتطرف في فرنسا في راوول حليفاً. في الأسبوع الماضي، نظم السياسي اليميني المتطرف، فلوريان فيليبوت تظاهرة اجتذبت مئات الأشخاص الذين اتجهوا إلى معهد راوول في مرسيليا احتجاجاً على عزله المتوقع. ولصق المحتجون ملصقات مضادة للقاحات على السياج المحيط بالمعهد، وعلى جدار المبنى أسفل زجاج الواجهة مباشرة ما جعل واجهة المعهد تبدو وكأنها ستارة نصف مغلقة، وحاول العمال دون جدوى إزالة شعارات الكتابة عن الجدران التي لا تزال تحمل كلمات واضحة، مثل «ماكرون» و«عار» و«ممنوع المرور». وينفي راوول أي طموحات سياسية له، وقال إن أنصاره الفرنسيين ينتمون إلى مختلف الأطياف السياسية. وقال إن ترامب والزعيم البرازيلي الشعبوي جايير بولسونارو تناولا هيدروكسي كلوروكين ما يعني أن «كل الليبراليين في كل مكان في العالم يقفون ضدي، لكنني لا أهتم». لا يتفق العديد من زملاء راوول مع تأكيده أنه لا علاقة له بالسياسة. ففي خطاب مفتوح الشهر الماضي، أدان العديد من الأطباء الفرنسيين البارزين راوول بعد مشاركته نصاً تآمرياً دعا ضمنياً إلى إعدام أطباء يُعتبرون متوافقين مع وجهات نظر الحكومة. ويأتي ذلك بعد سلسلة من الهجمات التي شنها نشطاء مناهضون للقاحات على مراكز التطعيم الفرنسية وخيام اختبار فيروس كورونا خلال الأشهر الماضية. وكتب الموقعون في رسالتهم المفتوحة: «نحن قلقون بشكل فردي وجماعي». نجم وسائل التواصل استطاع من خلال مقاطع الفيديو والمنشورات التي تركز على الجوانب السلبية المحتملة وغير المعروفة في العالم أن يجمع أكثر من 800 ألف متابع على «تويتر»، أكثر من رئيس الوزراء ووزير الصحة الفرنسيين. وفي بلد يبلغ عدد سكانه نحو 67 مليون نسمة، وتمت مشاهدة مقاطع الفيديو التي يبثها معهده على منصة يوتيوب، والعديد منها يضم راوول، أكثر من 90 مليون مرة. وفي أحد مقاطع الفيديو الأخيرة، ناقش زيادة حالات الإصابة بفيروس كورونا في آيسلندا، وهي دولة بها أحد أعلى معدلات التطعيم في العالم. لكنه فشل في تبرير سبب استمرار انخفاض حالات الاستشفاء والوفيات، وهو ما تعتبره السلطات الآيسلندية دليلاً على أن اللقاحات حققت تأثيرها المقصود. وفي الفيديو نفسه قال راوول إنه من السابق لأوانه القول ما إذا كانت اللقاحات تقلل من خطورة «كوفيد-19». ودافع عن مقاطع الفيديو الخاصة به باعتبارها تكشف عن الحالة الحقيقية للمعرفة العلمية حول لقاحات فيروس كورونا، وقال: «العلماء المتيقنون من شيء ما ليسوا علماء على الاطلاق». وعندما سُئل عن تأثير تصريحاته، بدا غاضباً، وقال «لهذا السبب لا أريد - بشكل عام - التحدث مع الصحافيين» واتهم وسائل الإعلام بنشر الخوف من فيروس كورونا، على الرغم من «العدد القليل جداً من الوفيات»، (توفي أكثر من 116 ألف شخص بسبب الفيروس في فرنسا، وفقاً للإحصاءات الرسمية، وتوفي ما لا يقل عن 668 ألفاً، أو 1 من كل 500 من السكان في الولايات المتحدة). أعلن راوول أن نهاية الأزمة قد اقتربت. ومن بين أسباب تفاؤله إشادته بعقاري هيدروكسي كلوروكين، وهو دواء متاح بسهولة مضاد للملاريا، وأزيثروميسين، وهو مضاد حيوي، إذ أشاد بهما كعلاجين فاعلين ضد «كوفيد-19». استشهد سائق تاكسي باريسي براولت كشخص مستهدف في مؤامرة حكومية، ويصوره العديد من «الميمات» على الإنترنت على أنه شخص خارق أو زعيم ديني أو ساحر. تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news Share طباعة فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App

مشاركة :