الجزائر: جثمان بوتفليقة يوارى الثرى بمربع الشهداء

  • 9/19/2021
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

بمشاركة الرئيس عبد المجيد تبون وأعضاء في الحكومة ودبلوماسيبن أجانب، انتهت الأحد مراسم جنازة الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة. ودفن جثمان بوتفليقة في مربع الشهداء بمقبرة العالية في العاصمة، المخصصة لأبطال حرب الاستقلال، لكنه لن يحصل على كل مراسم التكريم كأسلافه. وسُمح لشقيق بوتفليقة، سعيد، المسجون حاليا بسبب تهم فساد، بحضور مراسم الدفن. بحضور خلفه عبد المجيد تبون وشخصيات أخرى، انتهت الأحد مراسم جنازة الرئيس الجزائري السابق عبد العزيز بوتفليقة، وفق مراسلي وكالة الأنباء الفرنسية. وقطعت الطريق المؤدية إلى المقبرة للسماح للموكب الرسمي بالوصول إلى مقبرة العالية في الجزائر العاصمة حيث يرقد جميع الرؤساء السابقين وأبطال حرب الاستقلال الجزائري (1954-1962). ولم يسمح بالوصول إلى المقبرة سوى لمراسلي وسائل الأعلام الوطنية الرسمية. وعبر موكب الجنازة نحو ثلاثين كلم بين منطقة زرالدة في غرب الجزائر العاصمة حيث كان يقيم الرئيس الراحل منذ إصابته بجلطة دماغية في 2013، ومقبرة العالية التي تبعد حوالي عشرة كيلو مترات من وسط العاصمة. وأظهرت مشاهد بثتها قناة الحياة التلفزيونية الجثمان منقولا على عربة مدفع تجرها آلية مدرعة غطتها الورود. وإضافة إلى تبون، حضر إلى المقبرة أعضاء في الحكومة ودبلوماسيون أجانب. ومنذ إعلان وفاته التي أثارت ردود فعل محرجة من جانب السلطات، ساد الغموض بشأن مكان دفن بوتفليقة وتنظيم المراسم. في مؤشر على إرباك السلطات، اكتفت وسائل الإعلام الرسمية بذكر خبر وفاة بوتفليقة بشكل موجز بدون تخصيص أي برنامج له، كما فعلت عند وفاة أسلافه. وانتظر التلفزيون الرسمي مساء السبت لبث أبرز محطات المسيرة السياسية للرئيس السابق التي استمرت ستين عاما، في نشرته الإخبارية بشكل مقتضب. وبعد ساعات من التردد والصمت في ظل غياب ردّ فعل رسمي، أصدر الرئيس عبد المجيد تبون الذي كان رئيسا للوزراء في عهد بوتفليقة، ظهر السبت بيانا أعلن فيه تنكيس الأعلام "ثلاثة أيام" تكريما "للرئيس السابق المجاهد عبد العزيز بوتفليقة". وأقيمت للرؤساء السابقين المتوفين مراسم دفن مع كل مراسم التكريم، على غرار أول رئيس للجزائر بعد الاستقلال أحمد بن بلة (1963-1965) الذي أُقيمت له مراسم تشييع رسمية بعد وفاته في نيسان/أبريل 2012. في ذلك الحين، رافق بوتفليقة الذي أعلن حداداً وطنياً لثمانية أيام، شخصياً النعش من قصر الشعب حيث وُضع الجثمان في البدء إلى مقبرة العالية، بحضور كافة أركان الطبقة السياسية وكبار قادة شمال أفريقيا. أما الرئيس الجزائري الثالث الشاذلي بن جديد (1979-1992) الذي يقف خلف تطبيق الديمقراطية في المؤسسات، فقد حظي بمراسم دفن مع كل مراسم التكريم في تشرين الأول/أكتوبر 2012 مع حداد وطني لثمانية أيام أُعلن بعد وفاته. وتعكس المماطلات في الإعلان عن ترتيبات مراسم التشييع أيضا، بحسب مراقبين، الخشية من خروج تظاهرات مناهضة للرئيس السابق الذي باتت صورته مشوهة في عيون قسم كبير من الجزائريين. وسُمح لشقيق بوتفليقة، سعيد، المسجون حاليا بسبب تهم فساد، بحضور مراسم الدفن، بحسب محاميه سليم حجوطي. ويرى المحلل السياسي منصور قديدير أن رغم مسيرته المثيرة للجدل إلا أن "عبد العزيز بوتفليقة، الذي يحمل أكثر من لقب وكان وزيرا للخارجية على مدى 14 عاما ورئيسا لعشرين عاما، طبع تاريخ البلاد منذ الاستقلال الوطني"، معتبرا أنه "يستحق الاحترام واعتبارا معينا" على غرار الرؤساء الآخرين الراحلين.

مشاركة :