أعادت إسرائيل اعتقال 6 أسرى فلسطينيين أمنيين فروا من أحد سجونها بعد عمليات بحث ومطاردة دامت نحو أسبوعين. وفر الأسرى الستة وهم محمود عارضة، 46 عاما، ومحمد عارضة، 39 عاما، ويعقوب قادري، 49 عاما، وأيهم كممجي، 35 عاما، ومناضل انفيعات، 26 عاما، وزكريا زبيدي، 46 عاما، من سجن جلبوع الإسرائيلي ذي الحراسة المشددة عبر نفق أرضي في السادس من سبتمبر الجاري. وبثت مصلحة السجون الإسرائيلية شريطا متلفزا وصورا تظهر النفق الذي بدأ حفره قبل نحو عام تحت مغسلة في أرضية الحمام في زنزانة السجن والذي قادهم إلى الخارج. وينتمي خمسة من الأسرى إلى حركة الجهاد الإسلامي، بينما ينتمي زبيدي إلى كتائب الأقصى الذراع العسكرية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)، وجميعهم من مدينة جنين شمال الضفة الغربية ويقضون أحكاما بالسجن المؤبد (مدى الحياة). وأعلنت السلطات الإسرائيلية فجر اليوم (الأحد) اعتقال آخر اثنين، وهما كممجي وانفعيات خلال عملية مشتركة للجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام (الشاباك) ووحدة اليمام الخاصة في مدينة جنين. وقال بيان صادر عن الشرطة الإسرائيلية إن مقاتلي حرس الحدود مع عناصر القوات الخاصة من جهاز الأمن العام والجيش تمكنوا بعد حوالي أسبوعين من المطاردة من القبض على الأسيرين الهاربين كممجي وانفيعات، في منزل في جنين وهما على قيد الحياة ودون مقاومة حيث تم اقتيادهما للتحقيق. وأفاد شهود عيان فلسطينيون أن قوات كبيرة من الجيش الإسرائيلي اقتحمت جنين وحاصرت عدة مناطق قبل أن تقوم بمداهمة للمنزل الذي اختبأ فيه كل من كممجي وانفيعات واعتقالهما مع آخرين ساعداهما على الاختباء. وأكد والد كممجي للصحفيين عملية الاعتقال، وقال إن نجله أجرى اتصالا هاتفيا معه قبل اعتقاله، وأبلغه أنه سيسلم نفسه حرصا على حياة من كان في المنزل الذي كان بداخله. من جهتها قالت صحيفة ((يديعوت أحرونوت)) الإسرائيلية إن الجيش الإسرائيلي نفذ "عملية تضليل" بهدف خداع العناصر الفلسطينية المسلحة في جنين من خلال تنفيذ عملية عسكرية واسعة النطاق تزامنا مع تنفيذه عملية سرية لاعتقال كممجي وانفعيات من الحارة الشرقية للمدينة. وأشاد رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت بحسب ما نشرت الإذاعة الإسرائيلية العامة بالأجهزة الأمنية الإسرائيلية بعد إلقاء القبض على السجينين انفيعات وكممجي. وقال بينيت إن الأمر انتهى وجميع الفارين خلف القضبان، معربا عن شكره للأجهزة الأمنية التي عملت ليلا ونهارا من أجل طي صفحة هذا الحدث والعمل على تصليح الأخطاء والعيوب التي تجلت في هذه القضية. بدوره اعتبر وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي عومر بارليف في تصريح للإذاعة الإسرائيلية أن مطاردة السجناء انتهت بنجاح لكن المهمة لم تنته بعد، مؤكدا ضرورة اتخاذ العبر حتى لا يتكرر الحادث في المستقبل. وقال بارليف "سأوعز بفحص تسلسل الأحداث والظروف التي هيأت لوقوع عملية الهرب، إضافة إلى النتائج والتوصيات التي تتطرق لتبعات هذا الحدث على عدة أصعدة ومستويات". كما عقب وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس على الأحداث، قائلا إن إسرائيل "غير معنية بتعطيل الحياة الطبيعية لملايين الفلسطينيين في الضفة الغربية وغزة، لكن في حال تحركت بعض المنظمات في مسعى منها لتنفيذ عمليات عدائية ضدنا فسوف نرد". وتحول الأسرى الستة الذين اعتقلوا قبل أعوام بتهم التخطيط أو شن هجمات ضد إسرائيل إلى أبطال بالنسبة للفلسطينيين بعد تمكنهم من الفرار إلى خارج السجن من خلال حفر نفق باستخدام أدوات بدائية. واعتبرت فصائل فلسطينية وهيئات تعنى بشؤون الأسرى أن إعادة اعتقال الفلسطينيين الستة لا يقلل من حجم وشأن ما صنعوه، وحملت إسرائيل المسؤولية الكاملة عن سلامة كافة الأسرى في سجونها خاصة الستة الذين أعيد اعتقالهم. وقالت حركة الجهاد الإسلامي التي ينتمي إليها خمسة من الأسرى الستة، إن الصراع مع إسرائيل سيبقى مفتوحا، معتبرة أن إعادة اعتقال الأسرى "لن يمحو الأثر الذي حققوه". ودعت الحركة في بيان تلقت وكالة أنباء ((شينخوا)) نسخة منه، الأجنحة العسكرية لفصائل المقاومة الفلسطينية إلى البقاء في حال استنفار وجاهزية عالية للذود عن الأسرى في السجون الإسرائيلية. بدورها، قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن إعادة اعتقال محرري نفق جلبوع "لن تؤثر" على عزم الفلسطينيين وإصرارهم على تحرير الأسرى من السجون الإسرائيلية. وأكد عضو المكتب السياسي لحماس ومسؤول ملف الأسرى فيها زاهر جبارين في بيان تلقت ((شينخوا)) نسخة منه أن قيادة المقاومة تعمل من أجل إتمام صفقة تبادل مشرفة للأسرى والشعب الفلسطيني يكون الأسرى الستة ضمن أبطالها. كما اعتبرت حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) على لسان أمين سر المجلس الثوري فيها ماجد الفتياني أن عملية تحرير الأسرى الستة لأنفسهم لها "وقع كبير" على إسرائيل حيث أسقطت كل نظريات الأمن. وقال الفتياني للصحفيين في رام الله إن الجهد المطلوب هو حراك شعبي ورسمي لإبقاء قضية الأسرى حاضرة في كافة المحافل الدولية والضغط من أجل العمل لإنهاء معاناتهم وإطلاق سراحهم. وتمكنت إسرائيل من اعتقال زبيدي وقادري ومحمد ومحمود عارضة المشتبه بأنه المدبر لعملية الهروب بواقع اثنين في كل مرة قبل نحو أسبوع في مدينة الناصرة العربية في شمال إسرائيل. في هذه الأثناء، أفادت هيئة شؤون الأسرى والمحررين في منظمة التحرير الفلسطينية أن "محكمة صلح الناصرة" قررت تمديد توقيف الأربعة لمدة عشرة أيام لاستكمال التحقيق عقب جلسة عقدت صباح اليوم عبر تطبيق "زووم" دون حضور الأسرى للمحكمة بذريعة فيروس كورونا. وأظهرت صور نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي للأسرى الأربعة الذين تم عرضهم على هيئة المحكمة كل على حدة من خلف شاشة إلكترونية. وقال بيان صادر عن الهيئة إن المحكمة ستعقد جلسة عصر اليوم للأسيرين انفيعات وكممجي اللذين أعيد اعتقالهما فجر اليوم بنفس المحكمة والآلية. وشهدت مناطق قطاع غزة والضفة الغربية وشرق القدس الأيام الماضية احتجاجات لدعم الأسرى الستة في وقت تظاهر فيه عشرات الفلسطينيين داخل إسرائيل قبالة المحكمة تضامنا معهم. وتعتقل إسرائيل في سجونها أكثر من 4 آلاف أسير فلسطيني، بينهم 41 أسيرة و225 طفلا و550 معتقلا إداريا، بحسب مؤسسات مختصة بشؤون الأسرى.
مشاركة :