عادت إلى نيودلهي أمس، شابة هندية صماء وبكماء لتلتقي عائلة تظن أنها عائلتها، بعد 13 عاماً أمضتها في باكستان بعدما ضلت طريقها واجتازت الحدود بين البلدين المتنازعين. ووصلت الشابة إلى مطار نيودلهي، وبدت مبتسمة وسعيدة فيما كانت تحظى باستقبال حار. والتقت رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي داخل مقر الحكومة بالعاصمة نيودلهي أمس. وقال فينود كومار الذي يفترض أن يكون شقيقها نحن سعداء جداً لرؤيتها، لقد طال انتظارنا، ونشكر سلطات البلدين على الجهود المبذولة لإعادة لم شمل العائلة. وقالت وزيرة الخارجية الهندية سوشما سواراج في تغريدة على تويتر غيتا.. مرحباً بك يا ابنتنا وقالت في مؤتمر صحفي لا يهم إن عثرنا على والديها أم لا. هي ابنة الهند وسنرعاها. ولدى مغادرتها باكستان أمس، قال فيصل ادهي نجل مؤسس المنظمة الباكستانية التي اعتنت بها عبد الستار ادهي نحن سعداء لأنها ستتمكن أخيراً من العودة إلى بلدها. وظهرت الشابة وهي توجه الشكر إلى المنظمة وإلى الصحفيين. وقبل أكثر من عشر سنوات، عثرت شرطة لاهور في شرق باكستان على غيتا، ولم تتمكن من تحديد هويتها ولا المكان الذي أتت منه في الهند، فقد وجدت من دون أوارق على متن قطار آت من الهند، بعدما اجتازت واحدة من أكثر حدود العالم توتراً وانتشاراً عسكرياً، وهي اليوم في العشرين من عمرها تقريباً، وكانت في عناية منظمة ادهي الباكستانية، وقد عاشت هذه السنوات في أحد مراكزها في مدينة كراتشي. وبعد محاولات كثيرة باءت بالفشل، تم أخيراً التعرف إلى من يعتقد أنها عائلتها، بفضل فيلم هندي يروي قصتها، سلط أنظار الرأي العام على قضيتها. وتصدر الفيلم، وهو بعنوان باجرانغي بهايجان مبيعات صالات السينما في الهند، وهو من بطولة النجمين سلمان خان وكارينا كابور. وأشارت غيتا لمراسل وكالة فرانس برس في كراتشي إلى صورة رجل وشاب، على أنهما والدها وشقيقها، وهي تتواصل عبر مجموعة من الإشارات وتعابير الوجه، إلا أن الشكوك لا تزال قائمة، فالعائلة تقول إن ابنتها المفقودة تزوجت وأنجبت، لكن غيتا كانت في الحادية عشرة أو الثانية عشرة حين عثر عليها في باكستان. وقالت بلقيس ادهي التي اعتنت بغيتا في الميتم الباكستاني إنها متأكدة من والدها وشقيقها لكنها ستخضع لفحوص الحمض الريبي النووي في الهند قبل أن تسلم للعائلة. وأكدت السلطات الهندية أنها ستجري فحوص الحمض الريبي النووي، وفي حال لم تثبت نسبة الشابة إلى العائلة فإنها ستودع في مركز إيواء. ويكلل هذا الفصل قصة من البحث الذي استمر عشر سنوات.
مشاركة :