أدرك برشلونة التعادل القاتل أمام غرناطة، صاحب المركز 17 الذي لم يفز بأية مباراة في «الليجا» الحالية، ليؤكد «البلوجرانا» أنه يمر بفترة قاتمة قد لا ينجح في تجاوزها بسرعة بسبب مزيج من الأخطاء الإدارية والفنية بجانب قائمة من اللاعبين دون المستوى، وتأخر «البلوجرانا» أمام «الفريق الأندلسي» في الجولة الخامسة من «الليجا» بهدف مبكر جداً قبل أن يدرك التعادل بصعوبة في آخر لحظات اللقاء، ليزيد غضب جماهير «كامب نو» موجهة اتهاماتها للمدرب كومان الذي رد قائلاً أن «البارسا» لم يعد مثلما كان قبل 8 سنوات ! وعقب كل تعثر ترتفع الأصوات بالتساؤل حول مستقبل المدرب الهولندي، حيث يرى البعض أنه ليس رجل مرحلة «إعادة البناء»، بينما يدافع عنه آخرون لأنه لا يتحمل القرارات الكارثية التي خلّفت تشكيل ضعيف من اللاعبين لا يرقى لمستوى «بارسا التيكي تاكا» الشهير، ويعتبر كومان منحوساً بالفعل بعدما تم تجريده من أبرز أسلحة فريقه الهجومية لاسيما الرحيل الصاعق للأسطوري ميسي في وقت قاتل من «الميركاتو» السابق، وقبلها التخلي عن سواريز ثم التخلص من جريزمان وعدم قدرة «الإدارة الكتالونية» على تعويض هؤلاء النجوم، ولم يتوقف سوء الحظ عن مطاردة الهولندي بعد إصابات متتالية ضربت أوراقه مثل أنسو فاتي ومهاجمه الجديد أجويرو الذي لم يلعب حتى الآن وكذلك ديمبيلي «كالعادة» وبعدهما بيدري وجوردي ألبا، وحتى برايثوايت الذي بدأ الموسم متألقاً لكنه لن يُشفى قبل بداية العام القادم. جميع الظروف المحيطة بالنادي الكتالوني وضعت كومان في قائمة «المدربين المنحوسين»، مثل ماريو زاجالو الذي كان يبعد خطوة واحدة عن التتويج بلقب كأس العالم عام 1998 لكن حالة رونالدو «الظاهرة» الصحية صعقت البرازيل في ذلك النهائي، لأن «السلاح الهجومي الفتّاك» الذي عايش مجد الحصول على «مونديال 1994» وقاد «السليساو» إلى نهائي النسخة التالية بتسجيل 4 أهداف وصناعة 3، تعرّض لوعكة صحية مفاجئة كادت تبعده عن مواجهة فرنسا لكنه تحامل على نفسه وظهر مثل «الشبح» ليفوز «الديوك» بثلاثية تاريخية. والغريب أن المنتخب الفرنسي تعرض لأزمة مشابهة بعد 8 سنوات فقط مع مدربه «المثير للجدل»، ريمون دومينيك، بعدما خاض بطولة ناجحة في «مونديال 2006» إلا أنه واجه حالة من النحس الغريب في المباراة النهائية أمام إيطاليا بفقده زيدان أفضل لاعب في البطولة، وأبدع «زيزو» وأبهر الجميع طوال البطولة مسجلاً 3 أهداف بجانب صناعة هدفين قبل أن يتلقى بطاقة حمراء في النهائي بعد «النطحة الشهيرة» التي تركت آثارها السلبية على «الديوك»، ولو أكمل المباراة لربما أهداه الكأس خاصة بعد تسجيله هدف من ركلة جزاء خلالها على طريقة «بانينكا»!. ويُعد الألماني كلوب أحد أكثر المدربين نحساً في الحقبة الحديثة بعدما خسر 10 مباريات نهائية من إجمالي 16، سواء قارياً أو محلياً في ألمانيا و إنجلترا مع دورتموند ثم ليفربول، بينها مرتان في نهائي دوري الأبطال ومرة واحدة في «يوروبا ليج»، ورغم امتلاك قائد «ثورة الريدز» كتيبة نارية، إلا أنه لم يحصد سوى لقب واحد في «البريميرليج» وحل وصيفاً في نسخة 2018-2019 بفارق نقطة وحيدة عن مانشستر سيتي، كما ضربت صفوف فريقه إصابات عديدة في الموسم الماضي ليبلغ المركز الثالث بصعوبة، ومثّلت المباراة النهائية في «الشامبيونزليج» عام 2018 أمام ريال مدريد «حالة النحس» التي عانى منها كلوب في أبرز صورها، بعد خروج أخطر نجوم الفريق، محمد صلاح، في الدقيقة 31 بسبب تدخل عنيف بدا متعمداً من جانب راموس ليخسر ليفربول بنتيجة 1-3. أخيراً، يبدو أن كومان يسير على درب «النحس البرتقالي» لأن هولندا تعرف جيداً سوء الحظ في كرة القدم بعد خسارة 3 مباريات نهائية في كأس العالم، حيث تعرض مدربها الأسطوري رينوس ميتشيلز لذلك في نهائي مونديال 1974 رغم تقدم «الطواحين» بهدف مبكر جداً لكن هدفين من ألمانيا حرما يوهان كرويف من التتويج الأول، قبل أن يتعرض النجم الأسطوري المنحوس لأزمة اختطاف وتهديد مخيفة قبل انطلاق المونديال التالي عام 1978، ليقرر عدم المشاركة فيه ويحرم مدربه النمساوي إرنست هابل من الاستعانة به ليخسر النهائي أمام الأرجنتين.
مشاركة :