رغم التقارير التي تحدثت عن وجود تنظيم القاعدة في أفغانستان، بالإضافة إلى تبني تنظيم داعش العملية الدموية الأخيرة في كابل، تصر حركة طالبان على نفي كل هذه الدلائل بشأن أي وجود لهذين التنظيمين الإرهابيين. فقد أصرت طالبان على عدم وجود أي دليل على وجود القاعدة أو داعش في البلاد، وذلك بعد أيام من إعلان الأخير مسؤوليته عن تفجيرات وقعت في مدينة جلال آباد شرق البلاد. ورفض المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد اتهامات بأن القاعدة تبقي على وجود لها في أفغانستان وكرر التعهدات بأن بلاده لن تكون أرضاً لشن هجمات على دول أخرى، تنفذها حركات متطرفة، على حد تعبيره. كذلك، قال في مؤتمر صحافي في كابل، إن تنظيم داعش الموجود في العراق وسوريا ليس له وجود في أفغانستان، مشيراً إلى أنه من المحتمل أن بعض الأفغان ربما تبنوا فكر التنظيم في ظاهرة لا يؤيدها عموم الشعب. داعش شنّ سلسلة هجمات دامية يشار إلى أن الحركة اضطرت للتعامل مع سلسلة من الهجمات أعلنت المسؤولية عنها جماعة مرتبطة بتنظيم داعش الذي تختلف معه منذ سنوات بسبب عدد من القضايا الاقتصادية والعقائدية. وأعلن تنظيم داعش (ولاية خراسان)، وهو فرع التنظيم في المنطقة، مسؤوليته عن عدد من التفجيرات في مدينة جلال آباد مطلع الأسبوع. كما أعلنت تلك الجماعة مسؤوليتها عن تنفيذ هجوم على مطار كابل الشهر الماضي أسفر عن مقتل 13 جندياً أميركياً وعشرات المدنيين الأفغان ممن احتشدوا خارج بوابات المطار. وكان مسؤولون استخباراتيون أميركيون، حذروا في 14 من الشهر الجاري، من أن القاعدة يمكن أن ينظم صفوفه داخل أفغانستان في غضون عام إلى عامين، مشيرين إلى أن بعض أعضاء الجماعة الإرهابية قد عادوا بالفعل إلى البلاد، وفقاً لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية. أفول القاعدة في أفغانستان كذلك، ذكر مسؤولون كبار في البنتاغون في وقت سابق من العام الحالي، أن القاعدة يمكن أن تتشكل في غضون عامين، ثم أبلغوا المشرعين بعد سقوط الحكومة الأفغانية أنهم يراجعون هذا الجدول الزمني. يذكر أن تواجد القاعدة تضاءل بشكل كبير في أفغانستان بعد 20 عاماً من الحرب على الإرهاب، فيما لم يتضح ما إذا كان التنظيم لا يزال يملك القدرة في المستقبل القريب على تنفيذ هجمات داخل الولايات المتحدة على غرار ما حصل في الحادي عشر من سبتمبر. لكن تقريراً صدر عن مجلس الأمن في يونيو الماضي، أكد أن القيادة العليا للقاعدة ما زالت موجودة داخل أفغانستان إلى جانب مئات من العناصر المسلحة.
مشاركة :