أنقرة - اف ب: قتل سبعة عناصر يشتبه في انتمائهم إلى داعش وشرطيان تركيان أمس خلال تبادل لإطلاق النار في دياربكر (جنوب - شرق) في أخطر الحوادث التي تقع على الأراضي التركية منذ أن انضمت أنقرة إلى التحالف المناهض للجهاديين الصيف الماضي. وهذا الاشتباك العنيف وقع فجرًا حين دهمت وحدات من شرطة مكافحة الإرهاب عدّة منازل في وسط مدينة ديار بكر بجنوب شرق البلاد حيث تقيم غالبية كردية، وذلك بحثًا عن جهاديين. ويأتي ذلك قبل ستة أيام من الانتخابات التشريعية المبكرة التي تجري وسط توتر شديد وبعد أسبوعين على الهجوم الانتحاري الذي نسب إلى تنظيم داعش وأوقع 102 قتيل في وسط أنقرة وعلى خلفية استئناف المواجهات بين قوات الأمن التركية ومتمردي حزب العمال الكردستاني. وقال مسؤول في أجهزة الأمن المحلية إن الشرطة دهمت فجر أمس عددًا من المنازل في أحد أحياء ديار بكر لاعتقال جهاديين كانوا يتحصنون بداخلها، فما كان من هؤلاء إلا أن أطلقوا النار على قوات الأمن التي ردّت بالمثل. وأفاد مراسل لوكالة فرانس برس في المكان عن سماع دوي طلقات نارية غزيرة مجددًا صباحًا ناجمة عن تبادل لإطلاق النار في نفس الحي حيث تشتبه الشرطة بتحصن جهاديين آخرين. وبحسب وكالة أنباء الأناضول القريبة من الحكومة فإن الشرطيين قتلا عندما فجر المسلحون عبوات ناسفة كانت مزروعة حول أحد المنزلين اللذين طوقتهما قوات الأمن. وكانت السلطات التركية أعلنت أن تنظيم داعش هو المشتبه به الرئيسي في التفجير الانتحاري المزدوج الذي استهدف تظاهرة لدعاة سلام قرب محطة القطارات الرئيسية في أنقرة في 10 أكتوبر الجاري وأسفر عن مقتل مئة وشخصين. وأثر التفجير اعتقلت قوات الأمن التركية خلال الأسبوعين الماضيين العديد من الأشخاص بشبهة انتمائهم إلى التنظيم الجهادي، وبين هؤلاء أربعة وجهت إليهم تهمة التورط في اعتداء أنقرة وسجنوا. وتفجير أنقرة وقع بعد ثلاثة أشهر على هجوم انتحاري مماثل نسب أيضًا إلى داعش في بلدة سوروتش على الحدود السورية وقتل فيه 34 ناشطًا مؤيدًا للأكراد. وبعد ذلك استأنف حزب العمال الكردستاني هجماته المسلحة ضد رجال الشرطة والجنود الأتراك متهمًا الحكومة بعدم حماية الشعب الكردي في تركيا. وضربت السلطات التركية للمرة الأولى أهدافًا لتنظيم داعش في سوريا بعد حادث حدودي بين جنودها ومسلحين جهاديين بعد أربعة أيام على اعتداء سوروتش. وانضمّت تركيا منذ ذلك الحين رسميًا إلى التحالف المناهض للجهاديين الذي تقوده واشنطن. من جهة ثانية دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس الأقلية الكردية إلى عدم دعم حزب الشعوب الديموقراطي (موالي للأكراد) في الانتخابات التشريعية الأحد المقبل متهمًا هذا الحزب بالتواطؤ مع المتمردين الأكراد. وقال أردوغان في خطاب ألقاه أمام نواب محليين في أنقرة "أدعو شعب كل المنطقة. وأقول إذا لم تلقنوا في الأول من نوفمبر كل الذين يعتمدون على هذه المنظمة الإرهابية (حزب العمال الكردستاني) متى ستقومون بذلك؟". وأضاف: "لديهم الوقاحة للتحدث عن السلام بالنسبة إليهم السلام يعني سفك الدماء" متهمًا حزب الشعوب الديموقراطي من دون أن يسميه. ومنذ أسابيع يتهم أردوغان هذا الحزب بـ"التواطؤ" مع حزب العمال الكردستاني الذي استأنف في يوليو تنفيذ هجمات ضد قوات الأمن التركية. وتوعد أردوغان أمس بمواصلة القصف بعد الاقتراع "طالما لم تدفن المنظمة الإرهابية السلاح وتنسحب من تركيا". وأكد أن "هذه العمليات ستستمر ضد كل المنظمات الإرهابية بعد الأول من نوفمبر"، مشيرًا إلى حزب العمال وداعش واليسار المتطرف التركي.
مشاركة :