عقدت، أمس، الجلسة الثامنة لطاولة الحوار الوطني في لبنان في مجلس النواب برئاسة رئيسه نبيه بري، ومقاطعة حزب الكتائب، في ظل ضغوط سياسية وأمنية واجتماعية وبيئية أكبرها تلويح رئيس الحكومة تمام سلام بالاستقالة إذا استمر التعطيل الحكومي ولم يتم تسهيل تنفيذ خطة وزير الزراعة أكرم شهيّب للنفايات، وتحديده موعداً لاتخاذ قرار مهم بهذا الخصوص يوم بعد غد الخميس، وأقل هذه الضغوط مشهد طوفان السيول ومجاري المياه التي حملت أطنان النفايات إلى الشوارع والأحياء، مع الأمطار الأولى التي هطلت، أمس الأول، ما دفع حملات الحراك المدني للتظاهر والاعتصام أمام منزل رئيس الحكومة والمطالبة بقرارات حاسمة قبل يوم الجمعة المقبل. وأشارت مصادر إلى أن المتحاورين أجمعوا على أن ملف النفايات يشكل كارثة، وكشفوا أنه حصل تقدم في موضوع مواصفات رئيس الجمهورية. إلى ذلك، يعقد اجتماع لهيئة مكتب مجلس النواب، اليوم (الثلاثاء)، لوضع جدول أعمال الجلسة التشريعية التي ينوي بري الدعوة إليها قريباً وهي مخصصة لمشاريع القوانين المالية العاجلة ، لكن الخلافات ستعصف كالعادة مع تمسك كتلتي التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية بوضع قانوني الانتخاب واستعادة الجنسية على الجدول، إضافة إلى سلسلة الرتب والرواتب، في ظل تحفّظ كتلتي برّي وكتلة المستقبل على ترتيب هذه البنود، على اعتبار أن مشروع قانون الانتخاب ليس جاهزاً بعد وكذلك استعادة الجنسية لوجودهما في اللجان وأن سلسلة الرتب والرواتب لم تبتّ فيها سلسلة العسكريين. ولفت وزير الزراعة أكرم شهيّب أنه سيعطي الاتصالات فرصة لغاية غد (الأربعاء)، للبدء في تنفيذ خطة الطوارئ لمعالجة أزمة النفايات، مؤكداً أنه إذا استمرت المراوحة حتى ذلك الحين سينسحب من هذا الملف، ودعا الجميع على تحمل مسؤولياتهم. ولفت وزير الصحة وائل أبو فاعور إلى أن طوفان الشوارع بالنفايات جراء الأمطار، يلامس حدود الكارثة وسيكون له مخاطر صحية كبيرة على المواطنين. في غضون ذلك، أضربت، أمس، الإدارات والمؤسسات العامة والثانويات والمدارس الرسمية والخاصة والمعاهد تلبية لدعوة هيئة التنسيق النقابية للمطالبة بسلسلة الرتب والرواتب. وأعلن الأمن اللبناني العام أنه أوقف مواطناً في طرابلس لانتمائه إلى تنظيم إرهابي والتخطيط لتنفيذ عملية انتحارية في لبنان. من جهة أخرى، لفت قائد الجيش العماد جان قهوجي إلى أن التعزيزات والإجراءات الميدانية المكثفة التي اتخذتها قوى الجيش على الحدود الشرقية، قد أدت بشكل واضح، إلى تقليص تحركات المسلحين وشل مبادراتهم إلى الاعتداء على مراكز الجيش وأهالي البلدات المتاخمة لهذه المناطق، وأكد خلال اجتماع عسكري أن الجيش متماسك وقوي اليوم أكثر من أي وقت مضى وقدراته العسكرية في ازدياد مستمر. وشدد قهوجي على أن الجيش يعمل في سبيل كل لبنان ومصلحة أبنائه جميعاً، وهو ليس في موقع الخلاف مع أي جهة، وقوته تكمن في بقائه بعيداً عن السياسة وعلى مسافة واحدة من الجميع.
مشاركة :