وسط روائح النفايات المتراكمة في العاصمة بيروت والتي تحوّلت الى جبال تعلوها طبقات الكلس الأبيض منعا لانتشار الحشرات، وذلك بسبب الخلافات السياسية حول تلزيم شركة جديدة غير "سوكلين" لإزالة نفايات العاصمة وبسبب غياب مطمر يستقبل نفايات بيروت وجبل لبنان ورفض المناطق استقبالها انعقد مجلس الوزراء اللبناني في مناخ لا يقلّ تلوّثا مما هو موجود خارج أروقة السراي الحكومي. وبعد أن تمسّك كلّ فريق بموقفه من حيث موضوع آلية العمل الحكومي والتعيينات الأمنية مرّت جلسة مجلس الوزراء بهدوء على أن يستكمل البحث بالآلية الجديدة في جلسة يوم الثلاثاء المقبل. في حين لفت تلويح رئيس مجلس الوزراء تمام سلام بتقديم استقالته إذا لم يتم التوصل الى حلول. وأعلن وزير الاعلام رمزي جريج اثر انتهاء جلسة مجلس الوزراء، ان رئيس الحكومة تمام سلام "يقدم اعتذاره من الشعب اللبناني للمشهد الذي يرونه في الشارع اللبناني"، مشيرا الى انه "يجب أن يترك لمجلس الوزراء تسيير أمور البلاد ولا سيما أن هناك مواضيع لا تحتمل التأجيل". وقال جريج: "جدد سلام المطالبة بضرورة انتخاب رئيس للجمهورية من اجل استكمال تكوين السلطة"، لافتا الى ان الرئيس سلام "يعتبر أن انتخاب رئيس للجمهورية ضروري وفي أسرع وقت لأن استمرار الشغور ينعكس سلبا على المؤسسات الدستورية". وأعلن ان هناك أمورا ملحة على الصعيد الاقتصادي والمالي والمعيشي، وعلى مجلس الوزراء التصدي لها". وفي المواقف أمس، أعلن وزير البيئة محمد المشنوق، من السراي الحكومي، ان "مجلس الوزراء يؤكد ضرورة وجود مطامر لمنطقة بيروت وضواحيها في كل منطقة من لبنان وفي كل قضاء"، وقال: "نحن بحاجة الى آلية كاملة لنقل النفايات الى مطامر موقتة، ونطلب مؤازرة القوى الأمنية والبلديات والجهات المعنية لمتابعة الأمر". اضاف: "لدينا مخطط عن كل المناطق التي يمكنها مساعدتنا في نقل النفايات وسنلجأ الى كل منطقة تستطيع المساعدة وهي بوارد أن تتعاون معنا. وأعلن المشنوق انه بعد 15 يوما ستتولى شركات موضوع النفايات في كل المناطق اللبنانية، وقال: "نحن نحاول جديا عدم رمي النفايات عشوائيا"، لافتا الى "ان هناك الكثير من المتطوعين الذين يؤمنون مطامر صغيرة ويساهمون في التخفيف من النفايات، ونحن شاكرون لهم ونؤكد أن الموضوع قيد المعالجة".
مشاركة :