تحت شعار هي لنا دار تستقبل المملكة العربية السعودية يومها الوطني الـ 91 والذي يحل علينا هذا العام يوم الخميس 2021/9/23 م والذي يوافق 1443/02/16 هـ . مسيرة ما يقارب القرن على توحيد و تأسيس المملكة العربية السعودية؛ استطاع خلالها الملوك العظماء بالنهوض بهذا البلد و إحلال الأمن والرخاء والازدهار في جميع أرض المملكة حتى أصبح للمملكة ثقلها ومكانتها الجغرافية والسياسية في هذا العالم. لقد أسس الملك عبدالعزيز هذا الوطن ليكون وطنًا شامخًا آمنًا لا تليقُ بهِ إلا القمم و أن يكونَ دومًا في أول الأمم؛ وعلى هذا النهج سارَ بعده الملوك حتى صارت المملكة العربية السعودية عشقًا خالدًا لكل إنسان؛ إذ يشعرُ فيها المواطن وكل من أقام فيها بنعمة الأمن والسكينة والاستقرار و بمدى التقدم الحضاري والعلمي التي وصلت عليه. كما أن هذه الأرض عامرةً بالمقدسات فهي المهبط الأول للوحي ودين الإسلام وهي الأرض التي قامت عليها الحضارة الإسلامية و انتشرت. وفيها من الأماكن المقدسة ما تهوى إليه أفئدة كل مسلم على هذه المعمورة. بعد تأسيس المملكة العربية السعودية على يد الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود؛ شهدت تحولًا كبيرًا وسريعًا ؛ إذ ركبت السعودية سكة النهضة والتقدم و أصبحت دولة حديثة ومتقدمة في مصافِ الدول الكبار بعد أن كانت بلدًا صحراويًا. طرحَ الملك عبدالعزيز الخطة الأولى لتنمية البلد، ثم بعد أن تولى من بعدهِ الملك خالد الحكم واصل خطة التنمية وبدأ يشرفُ على النمو والإنتاج والتصنيع في البلاد. و هكذا واصل ملوك المملكة عملية البناء و التطوير والتعمير. إلى جانب كونها المنتجة والمصدرة الأكبر للنفط في العالم فإن في المملكة ما يقرب من ثمانية ألاف مصنعٍ إنتاجي. وقد شهدت المملكة العربية السعودية في الفترة الأخيرة تطورًا في الجانب الإنتاجي والإستثماري و مشاركة فعالة للشباب السعودي في هذا الجانب؛ إلى جانب التطور الهام في مجال السياحة. وفي سبيل مسيرة النهضة السعودية و مواكبةً للتقدم الحضاري والعلمي وبإشراف ودعم من الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله فقد أعلن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان حفظه الله عن رؤية المملكة 2030 وذلك في 25 إبريل 2016. حيث تسعى المملكة من خلال هذه الرؤية لتجهيز البلد لمرحلة ما بعد النفط. وتهدف هذه الرؤية لاستثمار مكامن القوة التي حباها الله هذا البلد من موقع استراتيجي مهم ومتميز، و قوة استثمارية رائدة، وعمقٍ عربيٍ و إسلامي. كما تهدف الرؤية إلى تمكين المواطن والقطاع الخاص، لإطلاق جميع قدراتهم، وتحقيق مزيد من النجاح والتقدم، وتعمل على تنويع الاقتصاد، ودعم المحتوى المحلي، وتطوير فرص مبتكرة للمستقبل، من خلال خلق بيئة جاذبة للاستثمارات المحلية والأجنبية، إضافة إلى استثمارات صندوق الاستثمارات العامة في القطاعات الواعدة والجديدة. وبناءً على ذلك فإنه في خلال السنوات الماضية قد تم تحقيق عديد من الإنجازات، وتبلور عدد من ممكّنات التحول، التي أسهمت في تحقيق نتائج ملموسة، على صعيد منظومة العمل الحكومي والاقتصاد والمجتمع، والتي بدروها أرست أسس النجاح للمستقبل. إلى جانب كلما ذكرته أعلى عن المملكة في جوانب التقدم الحضاري والعلمي؛ فإن للمملكة العربية السعودية دورها الإنساني البارز في أغلب القضايا الإنسانية في العالم. فالسعودية معروفةٌ بكرمِ شعبها و حكومتها، ودعمها الخالص لتقديم المساعدات الإنسانية. فمن أجل ذلك و تفانيًا في عمل الخير فقد أسست المملكة و أطلقت العديد من المبادرات والأعمال الإنسانية مثل المبادرات التي تقدم المساعدات للاجئين والنازحين والزائرين للملكة، إضافة إلى مبادرات المملكة الإنسانية والتي منها: ١- رابطة العالم الإسلامي: وهي عبارة عن منظمة إسلامية شعبية عالمية جامعة مقرها مكة المكرمة، تهتم بإيضاح حقيقة الدين الإسلامي، ومد جسور التعاون الإسلامي والإنساني مع الجميع. ٢- الصندوق السعودي للتنمية: ويعتبر هذا الصندوق القناة الرئيسية التي تقدم من خلالها الحكومة السعودية مساعداتها الإنمائية، ويتمثل هدفه الأساسي في : تمويل المشاريع الإنمائية في الدول النامية عن طريق منح القروض لتلك الدول، و تقديم منح للمعونة الفنية لتمويل الدراسات والدعم المؤسسي؛ بالإضافة إلى تقديم التمويل والضمان للصادرات الوطنية غير النفطية. ٣- مركز الملك سلمان للإعمال الإنسانية والإغاثية: وهو عبارة عن مركزٍ دوليٍ مخصصٍ للأعمال الإغاثية والإنسانية، وقد دُشنت أعماله في مايو من العام 2015، برأسمال يبلغ مليار ريال، بتوجيه ورعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، أيده الله. ويعتمد المركز في أعماله على ثوابت تنطلق من أهداف إنسانية سامية، ترتكز على تقديم المساعدات للمحتاجين، وإغاثة المنكوبين في أي مكان من العالم بآلية رصد دقيقة وطرق نقل متطورة وسريعة، وكلها تتم من خلال الاستعانة بمنظمات الأمم المتحدة والمنظمات غير الربحية الدولية والمحلية ذات الموثوقية العالية في الدول المستفيدة. وقد حققت المملكة المرتبة الثالثة عالميًا والأولى عربيًا بين الدول الكبرى المانحة للمساعدات الإنسانية لدول العالم، بأكثر من 841.393 مليون دولار، إلى جانب تصدرها أكبر الداعمين لليمن بأكثر من 799 مليون دولار، وفق منصة التتبع المالي التابعة للأمم المتحدة FTS حتى نهاية تموز (يوليو) الماضي. هذه هي، مملكة النهضة والتقدم، مملكة الأمن والاستقرار، مملكة الخير و الإنسانية. هذه هي المملكة التي يحق لمواطنِها أن يقف مفاخرًا متفاخرًا بها. هذه المملكة التي يحبها كل من زارها و أقام فيها و نال من خيرها و اطمئن فيها. هذه المملكة التي تتوق لها قلوب المحبين والمشتاقين لزيارتها. مملكة الخير والرقي، و أرض السكينة ومهبط الوحي، وحامية مقدسات الإسلام. حفظ الله المملكة العربية من كل سوء و حفظ الله ملكها وولي عهده ووفقهم وسدد خطاهم.
مشاركة :