كيف كنا وكيف أصبحنا؟

  • 9/22/2021
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

عندما أستحضر ما ذكره الآباء والأجداد، وما تضمنته الوثائق عن حال بلادنا قبل توحيدها على يد الملك عبدالعزيز رحمه الله، وأنها كانت في خوفٍ، وتفرقٍ، وجوعٍ، وجهلٍ، وعداواتٍ، لا يستطيع الإنسان أن يخرج من قريته إلى قرية مجاورة إلا بسلاحه، بل سمعت شيخنا ابن عثيمين رحمه الله يقول كانوا لا يصلون التراويح في مسجد بلدتهم إلا ومعهم سلاحهم من الخوف. عندما أستحضر ذلك، فإني أشكر الله على ما منّ به من فضل على البلاد والعباد، إذ أغاثهم بالملك عبدالعزيز رحمه الله، والذي قام بملحمة بطولية استغرقت سنوات وسنوات، بذل فيها ورجاله الجهد والعرق والدم، يبيت في الأودية والشعاب ورؤس الجبال، متعرضًا للأخطار، ومواجهًا نفسيات مختلفة، وقبائل متنوعة، وعداوات وثارات، فاستصلحهم الملك عبدالعزيز ، وتلك خصلة لا يستطيعها إلا الكُمّل من ألبّاء الرجال، فاجتمعوا على مائدته، لقد أصبح خصومه معاونيه ومحبيه، لما جبله الله عليه من الدين القويم، والفهم العميق، والنية الطيبة، والخلق الفاضل، والهدف السامي. لقد كان الناس في خوف قبل الملك عبدالعزيز فأمّنهم الله به، وكانوا في جوع فأطعمهم الله بالملك عبدالعزيز، وكانوا في تفرق وعداوات فألّف الله بينهم بالملك عبدالعزيز، وكان في جهل فعلّمهم الله بالملك عبدالعزيز، وكانوا في صحراء قاحلة، فأصبحوا اليوم في دولة من أهم دول العالم تطورًا وتنمية واقتصادًا وخدمة للإسلام والمسلمين، هذه حقيقة، والحقائق لا تغالَط. لقد بات الملك عبدالعزيز جائعًا لنشبع نحن أبناء شعبه، وقد اطلعتُ على رسالة كتبها الملك عبدالعزيز لأحد عماله قال فيها (أبو صالح يا عصابة رأسي ترانا متنا من الجوع). وقد حارب الجهل والتخلف لندرس الآن في أرقى الجامعات، ونام تحت ظل الشجر، لنسكن نحن أبناء شعبه في أفخم البيوت، آمنين مطمئنين، فما أعظم أجره، وما أكبر حقه علينا نحن أبناء شعبه. لقد بنى الملك عبدالعزيز وأبناؤه ورجاله هذا الكيان العظيم، ثم أسلمه إلينا أمانة لنحافظ عليه، لتستلمه الأجيال القادمة، وقد قام أبناؤه البررة بالسير على منهاجه، حتى أصبحت بلادنا اليوم من دول العشرين العظمى. فالله الله أيها الشباب في المحافظة على أمن بلادنا المملكة العربية السعودية، والله الله في الالتفاف حول قيادتنا، ولنحذر من كل قول أو فعل يخرق سفينة مجتمعنا، ولا نلتفت لتحريش الأعداء خارج البلاد، وإثارتهم ضد وطننا وقيادتنا، فبلادنا محسودة من الأعداء لقوتها وعلو مكانتها، إذ لا يُحسَد إلا القوي، ويوم كانت بلادنا في فقر لم يلتفت إليها أحد من الشرق والغرب. إننا إذا تمسكنا بديننا، وأطعنا ولاة أمورنا، ودافعنا عن بلادنا، فإن كيد الأعداء في تباب، وبلادنا في تقدم وازدهار. وليُعلم أن بالشكر تدوم النعم قال تعالى؛ (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ)، ولنتذكر نعمة الله علينا، قال تعالى: (وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا)، كما أن بكفران النعم يحل الجوع والخوف قال الله تعالى (وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُون). حفظ الله خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، وأدام توفيقهما إلى الخير. نافذة حارب الملك المؤسس الجهل والتخلف لندرس الآن في أرقى الجامعات، ونام تحت ظل الشجر، لنسكن نحن أبناء شعبه في أفخم البيوت، آمنين مطمئنين

مشاركة :