خلال فترة الحرب العالمية الثانية، أنتج الألمان العديد من الدبابات التي أرّقت الحلفاء على مختلف الجبهات. ويذكر التاريخ أسماء بارزة كالدبابة بانزر 4 (Panzer IV) التي ظهرت منها نماذج عدّة وتميزت بمدفعها عيار 75 ملم والدبابة تايجر 1، المعروفة أيضا ببانزر كامفاجن 6 تايجر أوسف اي (Panzerkampfwagen VI Tiger Ausf.E)، المزودة بمدفع عيار 88 ملم والدبابة بانثر، المعروفة أيضا ببانزر كامفاجن 5 بانثر (Panzerkampfwagen V Panther)، والعملاقة ماوس (Maus) صاحبة مدفع 128 ملم. إلى ذلك، لم تخلو بعض الدبابات التي أنتجها الألمان من طابع غريب. فإضافة لدبابة رات ذات الألف طن والتي لم تتخط مرحلة التصاميم، حاولت المصانع الألمانية إنتاج دبابة أخرى خفيفة عرفت باسم كوجل بانزر (Kugelpanzer) وتميزت بشكلها الأشبه بالبيضة. خاصيات الدبابة وقد تميزت هذه الدبابة بطولها الذي قدر بنحو 1.7 متر ودروعها التي لم يتجاوز سمكها 5 ميليمترات كما تم تزويدها برشاش خفيف وجهاز راديو ليبلغ بذلك إجمالي وزنها 1.8 طنا. من ناحية ثانية، اتسعت كوجل بانزر لشخص واحد واستخدمت حسب أغلب الخبراء العسكريين لإنجاز مهام استطلاعية كان الهدف منها تحديد مكان تواجد قوات العدو لتسهيل عملية قصفها من قبل فرق المدفعية. وإضافة لذلك، امتلكت هذه الدبابة محركا لم تتجاوز قوته 25 حصانا مما خول لها بلوغ سرعة قصوى قدرت بحوالي 8 كيلومترات بالساعة. أيضا، زودت كوجل بانزر بعجلة صغيرة بالخلف للحفاظ على توازنها وتمكينها من تجاوز العقبات والتضاريس الوعرة. أغرب دبابة بالحرب العالمية وفي الأثناء، لم ينتج الألمان سوى نسخة واحدة من هذه الدبابة الغريبة قيل إنها صممت بشكل تجريبي أواخر الحرب من قبل مؤسسة كروب (Krupp) التي ساهمت في فترة ما في تأسيس شبكة السكك الحديدية الألمانية ودعمت الجيش على مدار سنين بالعديد من المدافع الثقيلة. وفي إطار التعاون العسكري بين ألمانيا وحلفائها، أرسل الألمان النسخة الوحيدة التي أنتجوها من كوجل بانزر لحليفتهم اليابان التي لم تتردد في تجربتها أواخر الحرب. مع بداية الغزو السوفيتي لأراضي منشوريا يوم 9 أغسطس 1945، وقعت النسخة الوحيدة من دبابة كوجل بانزر في قبضة الجيش الأحمر الذي عجز في البداية عن فهم تأثيرها ودورها بساحات المعارك. لاحقا، اتجه السوفيت لعرض دبابة كوجل بانزر بمتحف كوبينكا (Koubinka) للدبابات. وقد عمد القائمون على هذا المتحف حينها لتلقيبها بأغرب دبابة صنعت بالحرب العالمية الثانية.
مشاركة :