خلال النصف الثاني من العام 1942، تلقت اليابان العديد من الخسائر خلال المعارك ضد الأميركيين على ساحة المحيط الهادئ. ففي حدود شهر يونيو من ذلك العام، تلقت البحرية اليابانية صفعة موجعة في خضم معركة ميدواي (Midway) التي جرت أطوارها قرب جزر الميدواي حيث خسر اليابانيون بهذه الملحمة 4 حاملات طائرات و248 طائرة إضافة لأكثر من 3 آلاف جندي. إلى ذلك، أضرت هذه الهزيمة قرب جزر الميدواي بمعنويات القوات اليابانية التي فقدت، عقب خسارتها لأربع من أهم حاملات طائراتها، تقدمها ضد الأميركيين بالمحيط الهادئ. وأمام هذا الوضع، اتجهت البحرية اليابانية للبحث عن خطة لرفع معنويات جنودها فوجدت ضالتها في فكرة قصف المدن الأميركية التي كانت تبعد عن أرخبيل اليابان أكثر من 8 آلاف كلم. قاذفة قنابل لإنجاز المهمة خلال شهر فبراير 1943، طلب المسؤولون بالبحرية اليابانية من مؤسسة ناكاجيما (Nakajima) للإنتاج العسكري صناعة طائرة مزودة بأربعة محركات وقادرة على حمل أطنان من المتفجرات لإلقائها على المدن الأميركية. ولتسهيل هذه المهمة وجعلها ممكنة، درس الخبراء بالبحرية اليابانية فكرة استغلال حاملات الطائرات والمطارات المتواجدة بالجزر التي تهيمن عليها اليابان بعرض المحيط الهادئ لإطلاق هذه الطائرات نحو ولايات أميركية مطلة على المحيط الهادئ ككاليفورنيا. وفي حدود منتصف شهر سبتمبر 1943، أنهى الخبراء اليابانيون وضع تصاميم هذه الطائرة التي لقّبت بقاذفة القنابل ناكاجيما جي 8 أن (Nakajima G8N). وقد بلغ طول هذه الطائرة 23 مترا بينما قدّر ارتفاعها بنحو 7.2 أمتار. كما بلغ وزنها وهي فارغة 17.4 طن وزوّدت بأربعة محركات من نوع Nakajima Homare، وهو ما سمح لها ببلوغ سرعة قدّرت بنحو 593 كلم في الساعة. إضافة لذلك، كانت ناكاجيما جي 8 أن قادرة على نقل حمولة قصوى بلغت 4 أطنان من القنابل لمسافة 3700 كلم. وفي حال نقلها لحمولة قنابل خفيفة تراوحت بين 500 و1000 كلغ من القنابل، كان من الممكن لهذه الطائرة أن تقطع مسافة تتجاوز 7 آلاف كلم. ولحمايتها من هجمات الطائرات الأميركية، زوّدت قاذفة القنابل ناكاجيما جي 8 أن بثلاثة مدافع عيار 20 ملم وأربعة رشاشات عيار 13.2 ملم. انتهت قبل أن تبدأ أنتجت أول نسخة من هذه الطائرة خلال شهر أكتوبر 1944 وسلّمت للبحرية اليابانية لتجربتها خلال شهر يناير من العام التالي. وبحلول يونيو 1945، امتلكت البحرية 4 نماذج من قاذفة القنابل ناكاجيما جي 8 أن. إلى ذلك، لم تتمكن البحرية اليابانية من استخدام هذه الطائرات بسبب خسارتها على مختلف الجبهات وتراجع إمكانياتها حيث افتقرت اليابان حينها للموارد الطبيعية، خاصة الألمينيوم، لمواصلة إنتاج المزيد منها. وأمام هذا الوضع، اضطرت البحرية اليابانية أواخر الحرب العالمية الثانية لإلغاء مشروع هذه الطائرة لتعرف بذلك خطة قصف المدن الأميركية نهايتها قبل أن تبدأ.
مشاركة :