يمر علينا هذا اليوم الوطني ٩١، بعد أكثر من عام على بدء جائحة كورونا، وعلى الرغم من أنها جائحة إلا أنها سطرت لنا دروسا مجانية لم نكن لنعرفها قبل الجائحة، فعلى النطاق الحكومي، أدارت المملكة أزمة كورونا خير اقتدار، وتعاملت معها بكل احترافية وأعطت دروسا لدول سبقتنا بالتقدم العلمي والتقني، وتمثل ذلك في القرارات المدروسة والتي كان من أهمها، تفعيل الإغلاق الكلي ثم الجزئي للمحافظة على سلامة أفراد المجتمع، ثم المهام التي اوكلت بها الوزارات والهيئات المعنية المختلفة للتعامل مع تداعيات الأزمة، فمن ذلك الدور المميز الذي تحملته وبكل اقتدار وزارة الداخلية، كالخدمات المفعلة عن طريق منصة أبشر، وتواجد أفرادها على مدار الساعة لتفعيل الإغلاق الكلي والجزئي ثم متابعة كافة الإجراءات الاحترازية، والدور البارز الذي انتهجته وزارة الصحة، في تدشين التطبيقات الخدمية الرائعة، كتطبيق توكلنا وتباعد وصحتي، ودورها في تجهيز كافة المرافق الصحية لاستقبال المصابين وتسخير كافة الجهود لمتابعة الحالات الحرجة، وتوفير اللقاحات وتهيئة مراكز التطعيم، ومن ذلك أيضا الدعم الذي قدمته المملكة لقطاع الأعمال وهي مبادرة دعم العاملين السعوديين في منشآت القطاع الخاص المتأثرة من تداعيات فيروس كورونا المستجد عبر نظام (ساند). وإلى دور وزارة الخارجية في متابعة ورعاية كافة المواطنين الذين لم يتمكنوا من العودة إلى الوطن، حيث وفرت لهم أفضل أماكن الإقامة المتاحة في البلدان التي تواجدوا فيها، وتواصلت معهم للاطمئنان على أوضاعهم الصحية والمعيشية خلال تلك الفترة، وكذلك العمل الرائد الذي قدمته وزارة التعليم في إيجاد المنصة التعليمية التي أسهمت في ربط البيت بالمدرسة والجامعة ووفرت المعلومة بأسهل وأيسر الطرق، كل ذلك وغيره الكثير، كان ولا يزال وفق منظومة متكاملة من العمل المميز لكافة القطاعات والتي وجهت بها القيادة الرشيدة من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز رعاه الله، وعلى نطاق المجتمع، تبين وبشكل واضح مدى التزام أفراد المجتمع بالإجراءات الوقائية والمسارعة في تطبيقها مما كان له أثر كبير في تقليل عدد الإصابات والحد من تناقل الفيروس. كما وضح التكافل الاجتماعي بين أفراد المجتمع في الحرص على تفقد أحوال بعضهم البعض وكذلك في متابعة وضع البعض من العمالة، الذين توقفوا عن العمل عبر التعاون مع الجهات الخيرية المعتمدة في توفير الوجبات الغذائية اللازمة للمساعدة في تخطي هذه الأزمة الطارئة. أما على نطاق الأفراد، فقد كان لإخواننا وأخواتنا المعلمين والمعلمات الدور الأبرز في متابعة أبنائنا الطلاب والطالبات على حد سواء خلال هذه الأزمة، حيث بذلوا جهودا كبيرة من خلال منصة التعليم، لقد علمتنا الأزمة قيمة ما نرفل فيه من نعمة في هذا الوطن المعطاء وتحت قيادة أولت المواطن والمقيم جل اهتمامها، فلم يقف أحدنا خلال تلك الفترة العصيبة في طابور لانتظار أي سلعة من المواد الغذائية، ولم يتم رفض استقبال مريض في أي مستشفى ولم تنقص إمدادات الوقود ولم يتوقف ضخ المياه أو تنقطع الكهرباء.نعم كما قال الأمير بدر بن عبدالمحسنأنت ما مثلك بها الدنيا بلدazmani21@
مشاركة :