< تحول يوم السعوديين الهادئ منذ صبيحته أمس، من عبارات «صباح الخير» وأشعار بداية اليوم، أخبار أندية كرة القدم، التي كانت تموج في «التايم لاين» في تطبيق التواصل الاجتماعي الشهير «تويتر»، إلى «مأتم» و«مجلس عزاء» كبير بعد صلاة المغرب، وهو الوقت الذي أشعل فيه انتحاري يرتدي حزاماً ناسفاً نيران البغض في مسجد طاهر، وتحولت كل مشاهد وعبارات السلام إلى لحظة دعاء وابتهال، توحدت فيها الشفاه من كل المذاهب والجنسيات، مدينة الفعل الإجرامي. في لحظة ما، كان الخبر السيئ يأخذ دورته الكاملة في الوصول إلى المتلقي، وينتظر الناس التأكيد من الجهات الرسمية غالباً، إلا أن التكنولوجيا الحديثة اختصرت الطريق أمام رسميات الخبر و«بروتوكولات» نشره، أصبح «تويتر» المنصة الأولى التي تُستقى منها الأخبار، وتتداول منها الأحداث، السعيد والسيئ والصحيح والإشاعة في كتاب مكشوف أمام العالم، يُؤكد خلال دقائق من نشره من الجهات الرسمية وقنوات الأخبار المعتمدة. وباتت ردود الأفعال تتخذ علناً أمام الملأ تحت مقياس التقويم الواضح للكل في مدى تقبّل الفعل أو رفضه وانتقاده، وتصنيفه باعتباره فعلاً مقبولاً أو مرفوضاً، ويبرز هذا في تحول التوجه العالمي للتغريد والتحول من «وسم» الدعابة والثقافة وكرة القدم إلى اعتلاء وسم «تفجير مسجد في نجران»، إذ بدأ الناس في متابعة الخبر ومحاولة رسم ملامحه من خلال استقاء الأخبار من المصادر الموثوقة في تحديد أعداد الضحايا والجرحى الذين راحوا ضحية هذه العملية الإرهابية. وتداول الناس صوراً ومقاطع فيديو تُظهر لحظة نفرة الناس إلى المستشفيات للتبرع بالدم في صورة تجسد معنى الإخاء بين أبناء هذا الشعب بكل مذاهبه وألوانه، وما هي إلا ساعات حتى انتشر مقطع فيديو تفجير المسجد الذي ظهر فيه المكان في حال دمار كبير. ولم ينس المغردون ذكر كرم أهالي نجران ووقوفهم بجانب الحكومة منذ بداية تأسيس البلاد كشأن بقية مدن المملكة.
مشاركة :