هيئة الكهرباء والماء وأزمة الفواتير الباهظة

  • 9/24/2021
  • 01:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

جل‭ ‬أهل‭ ‬البحرين‭ ‬يعانون‭ ‬منذ‭ ‬فترة‭ ‬ليست‭ ‬بالقصيرة‭ ‬من‭ ‬ارتفاع‭ ‬فواتير‭ ‬الكهرباء‭ ‬والماء‭ ‬بشكل‭ ‬غير‭ ‬مسبوق‭ ‬بات‭ ‬يثقل‭ ‬كاهلهم‭ ‬وقد‭ ‬أصبح‭ ‬الوضع‭ ‬مثار‭ ‬قلق‭ ‬دائم‭.. ‬الكل‭ ‬يشتكي‭ ‬من‭ ‬التصاعد‭ ‬الغريب‭ ‬لعملية‭ ‬وطريقة‭ ‬احتساب‭ ‬الوحدات‭ ‬المستهلكة‭ ‬للكهرباء‭ ‬وأيضاً‭ ‬للماء‭.. ‬فكثير‭ ‬من‭ ‬قاطني‭ ‬الشقق‭ ‬السكنية‭ ‬باتوا‭ ‬يعانون‭ ‬من‭ ‬الارتفاع‭ ‬الغير‭ ‬طبيعي‭ ‬لفواتير‭ ‬الماء‭ ‬لتصل‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الشقق‭ ‬الى‭ ‬مبالغ‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬50‭ ‬ديناراً‭ ‬شهرياً‭ ‬في‭ ‬مساكن‭ ‬تتكون‭ ‬من‭ ‬غرفة‭ ‬أو‭ ‬غرفتين‭ ‬يسكنها‭ ‬في‭ ‬المتوسط‭ ‬3‭ ‬أشخاص‭ ‬فقط‭.. ‬ومعها‭ ‬عليهم‭ ‬الوفاء‭ ‬بدفع‭ ‬الإيجارات‭ ‬الشهرية‭ ‬وفواتير‭ ‬الكهرباء‭ ‬وضرائب‭ ‬البلدية‭.. ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬غلاء‭ ‬المعيشة‭ ‬ورفع‭ ‬الدعم‭ ‬عن‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الخدمات‭ ‬التي‭ ‬تمتعت‭ ‬بالدعم‭ ‬الحكومي‭ ‬لأجيال‭.. ‬ومعها‭ ‬تمت‭ ‬إضافة‭ ‬نسب‭ ‬من‭ ‬الضرائب‭ ‬طالت‭ ‬أغلب‭ ‬المشتريات‭ ‬الضرورية‭ ‬للأسرة‭ ‬البحرينية‭ ‬وكافة‭ ‬القاطنين‭ ‬على‭ ‬أرضنا‭ ‬الطيبة‭.‬ أسرة‭ ‬عربية‭ ‬تقطن‭ ‬شقة‭ ‬مع‭ ‬طفلين‭ ‬وصلتهم‭ ‬الفاتورة‭ ‬لشهر‭ ‬أغسطس‭ ‬للكهرباء‭ ‬والماء‭ ‬بحوالي‭ ‬150‭ ‬ديناراً‭.. ‬أصحاب‭ ‬البنايات‭ ‬السكنية‭ ‬ممن‭ ‬استثمروا‭ ‬كل‭ ‬أموالهم‭ ‬فيها‭ ‬لضمان‭ ‬مدخول‭ ‬ثابت‭ ‬يعينهم‭ ‬في‭ ‬مرحلة‭ ‬التقاعد‭ ‬باتوا‭ ‬يعانون‭ ‬من‭ ‬تراجع‭ ‬وتخوف‭ ‬المستأجرين‭ ‬رغم‭ ‬أنهم‭ ‬ربما‭ ‬اضطروا‭ ‬لتخفيض‭ ‬الإيجارات‭ ‬الشهرية‭ ‬من‭ ‬متوسط‭ ‬200‭ ‬دينار‭ ‬إلى‭ ‬120‭ ‬دينارا،‭ ‬فقط‭ ‬للمحافظة‭ ‬على‭ ‬استمرارية‭ ‬بعض‭ ‬المردود‭ ‬الشهري،‭ ‬وبرغم‭ ‬ذلك‭ ‬يعانون‭ ‬من‭ ‬التناقص‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬المستأجرين‭.. ‬فهناك‭ ‬مالك‭ ‬لم‭ ‬يتبق‭ ‬لديه‭ ‬سوى‭ ‬3‭ ‬شقق‭ ‬مؤجرة‭ ‬برخص‭ ‬‮«‬التراب‮»‬‭ ‬من‭ ‬أصل‭ ‬20‭ ‬شقة‭ ‬في‭ ‬بنايته‭ ‬التي‭ ‬أصبحت‭ ‬شبه‭ ‬مهجورة‭!‬ الشكاوى‭ ‬في‭ ‬كافة‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬صارت‭ ‬حول‭ ‬موضوع‭ ‬الفواتير،‭ ‬ومجلس‭ ‬النواب‭  ‬والمسؤولون‭ ‬المعنيون‭ ‬في‭ ‬سبات‭ ‬عميق‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬الموضوع‭ ‬وكأن‭ ‬الأمر‭ ‬لا‭ ‬يعنيهم‭ ‬بتاتاً‭.. ‬ان‭ ‬هكذا‭ ‬معضلة‭ ‬قاسية‭ ‬ستترك‭ ‬على‭ ‬الجميع‭ ‬آثارها‭ ‬السلبية،‭ ‬ولا‭ ‬أستبعد‭ ‬في‭ ‬خضم‭ ‬الشكاوى‭ ‬المتزايدة‭ ‬والمعاناة‭ ‬المتصاعدة‭ ‬أن‭ ‬تتصاعد‭ ‬الشكاوى‭ ‬بصورة‭ ‬اكبر،‭ ‬ربما‭ ‬السلطات‭ ‬حالياً‭ ‬مقتنعة‭ ‬بأن‭ ‬أساليب‭  ‬المقاطعة‭ ‬السلمية‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬المستهلكين‭  ‬لن‭ ‬تكون‭ ‬مجدية‭ ‬كما‭ ‬قد‭ ‬يفعل‭ ‬المواطنون‭ ‬مع‭ ‬بعض‭ ‬البضائع‭ ‬والخدمات‭ ‬الأخرى،‭ ‬فهذا‭ ‬غير‭ ‬ممكن‭ ‬مع‭ ‬الكهرباء‭ ‬والماء‭ ‬والبترول،‭ ‬فلا‭ ‬يمكننا‭ ‬التهديد‭ ‬بأن‭ ‬‮«‬نخليها‭ ‬تخيس‮»‬،‭ ‬لأن‭ ‬مع‭ ‬الكهرباء‭ ‬والماء‭ ‬وحتى‭ ‬البترول‭ ‬نحن‭ ‬الذين‭ ‬سوف‭ ‬‮«‬نخيس‮»‬‭.. ‬واعتقد‭ ‬انه‭ ‬لا‭ ‬يليق‭ ‬بنا‭ ‬ونحن‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬البترولية‭ ‬أن‭ ‬تصل‭ ‬بنا‭ ‬الأحوال‭ ‬الى‭ ‬المعاناة‭ ‬من‭ ‬بعض‭ ‬الأساسيات‭ ‬الضرورية‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬الاستغناء‭ ‬عنها‭.‬ والحديث‭ ‬الدائر‭ ‬بين‭ ‬الناس‭ ‬هو‭ ‬موضوع‭ ‬تحويل‭ ‬هيئة‭ ‬الكهرباء‭ ‬والماء‭ ‬لجهات‭ ‬خاصة‭ ‬وتلك‭ ‬لن‭ ‬ترحم‭ ‬أحداً‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الخصوص‭.. ‬كثير‭ ‬من‭ ‬العمالة‭ ‬الوافدة‭ ‬هجرتنا‭ ‬لأن‭ ‬الأوضاع‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬مجدية‭.. ‬فهل‭ ‬نتوقع‭ ‬نزوح‭ ‬وهجرة‭ ‬من‭ ‬الوطن‭ ‬تطال‭  ‬بعض‭ ‬المواطنين‭ ‬أيضاً؟‭ ‬وبين‭ ‬كل‭ ‬حين‭ ‬تتكرر‭ ‬أخبار‭ ‬ووعود‭ ‬عن‭ ‬تحسن‭ ‬مستوى‭ ‬المعيشة،‭ ‬ربما‭ ‬لبث‭ ‬بعض‭ ‬الصبر‭ ‬بين‭ ‬الناس،‭ ‬ويبدو‭ ‬الأمر‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬المطاف‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬تلك‭ ‬الوعود‭ ‬المتفائلة‭ ‬ليست‭ ‬سوى‭ ‬مسكنات‭ ‬منتهية‭ ‬الصلاحية‭.. ‬وكذلك‭ ‬تلك‭ ‬الأخبار‭ ‬عن‭ ‬توقع‭ ‬بعض‭ ‬الخيرات‭ ‬من‭ ‬اكتشافات‭ ‬جديدة‭ ‬لآبار‭ ‬النفط‭ ‬والغاز‭ ‬التي‭ ‬ستدر‭ ‬على‭ ‬الوطن‭ ‬بالكثير‭ ‬من‭ ‬العائدات،‭ ‬فكلنا‭ ‬نتطلع‭  ‬نحن‭ ‬المواطنين‭ ‬ان‭ ‬تعيد‭ ‬لنا‭ ‬الأمل‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭ ‬القريب؟ إن‭ ‬كانت‭ ‬آذان‭ ‬المجالس‭ ‬النيابية‭ ‬غافلة‭ ‬عن‭ ‬شكاوى‭ ‬المواطنين‭ ‬أو‭ ‬أن‭ ‬الموضوع‭ ‬لا‭ ‬يهمهم‭ ‬من‭ ‬قريب‭ ‬أو‭ ‬بعيد‭ ‬فما‭ ‬الحكمة‭ ‬إذن‭ ‬في‭ ‬وجود‭ ‬النيابيين‭ ‬إن‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬لهم‭ ‬دور‭ ‬فعال‭ ‬في‭ ‬رفع‭ ‬أسباب‭ ‬العناء‭ ‬عن‭ ‬كاهل‭ ‬من‭ ‬انتخبوهم‭ ‬لخدمة‭ ‬مصالح‭ ‬الشعب‭ ‬والوقوف‭ ‬معهم‭ ‬في‭ ‬هكذا‭ ‬ظروف‭ ‬قاسية‭.. ‬المعضلة‭ ‬تتفاقم‭ ‬ولا‭ ‬يبدو‭ ‬أن‭ ‬لنا‭ ‬منها‭ ‬مفر‭ ‬ومخرج‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭ ‬المنظور،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الوضع‭ ‬الاقتصادي‭  ‬بعد‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭ ‬ووجود‭ ‬حالات‭ ‬من‭ ‬العطالة‭ ‬بين‭ ‬الشباب‭ ‬حتى‭ ‬بات‭ ‬بعضهم‭ ‬يفكر‭ ‬في‭ ‬الهجرة‭ ‬إلى‭ ‬الخارج‭  ‬أملاً‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬الكريمة‭!‬ أجل،‭ ‬لقد‭ ‬تمتعنا‭ ‬لعقود‭ ‬ببعض‭ ‬أنواع‭ ‬الدعم‭ ‬والسند‭ ‬‮«‬ولله‭ ‬الحمد‮»‬،‭ ‬غير‭ ‬أن‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية‭ ‬تكاد‭ ‬تفرغ‭ ‬حساباتنا‭ ‬البنكية‭ ‬من‭ ‬كافة‭ ‬المدخرات‭ ‬التي‭ ‬سعينا‭ ‬لتأمينها‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬بعض‭ ‬الضمان‭ ‬لأفراد‭ ‬أسرنا‭ ‬وأبنائنا‭.. ‬هنالك‭ ‬من‭ ‬بات‭ ‬يجمع‭ ‬كل‭ ‬أفراد‭ ‬عائلته‭ ‬للمبيت‭ ‬في‭ ‬غرفة‭ ‬واحدة‭ ‬لتوفير‭ ‬صرف‭ ‬الكهرباء‭ ‬ولم‭ ‬يزل‭ ‬يعاني‭ ‬ويشتكي‭.. ‬وكوننا‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الواقعة‭ ‬بالكاد‭ ‬فوق‭ ‬خط‭ ‬الاستواء‭ ‬تجعل‭ ‬من‭ ‬شهور‭ ‬الصيف‭ ‬مأساة‭ ‬لا‭ ‬مفر‭ ‬لنا‭ ‬منها‭.. ‬ويزداد‭ ‬العناء‭ ‬مع‭ ‬كافة‭ ‬الأوضاع‭ ‬التي‭ ‬تكالبت‭ ‬علينا‭ ‬دفعة‭ ‬واحدة‭ ‬ونحن‭ ‬لا‭ ‬نجد‭ ‬التعاطف‭ ‬المرجو‭ ‬والمأمول‭ ‬أملاً‭ ‬في‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭  ‬الكرامة‭  ‬المستحقة‭.. ‬بينما‭ ‬نرى‭ ‬في‭ ‬وطننا‭ ‬إنشاء‭ ‬هيئات‭ ‬وادارات‭ ‬تحل‭ ‬محل‭ ‬بعض‭ ‬الوزارات‭ ‬الخدماتية‭ ‬ومعها‭ ‬تتعاظم‭ ‬التكاليف‭ ‬والمصارف‭ ‬والرواتب‭ ‬الخيالية‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬يتم‭ ‬تعويضها‭ ‬من‭ ‬جيوب‭ ‬المواطنين‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر‭ ‬وغير‭ ‬مباشر‭.. ‬فهل‭ ‬من‭ ‬بعض‭ ‬هذه‭ ‬الجهات‭ ‬المستحدثة‭ ‬ممن‭ ‬يفكرون‭ ‬خارج‭ ‬اطار‭ ‬صندوق‭ ‬مصالحهم‭ ‬الشخصية‭ ‬ويضعون‭ ‬المواطن‭ ‬في‭ ‬المقام‭ ‬الأول‭ ‬لأولوياتهم،‭ ‬مثلاً؟ أنا‭ ‬مواطن‭ ‬خدمت‭ ‬وطني‭ ‬لسنوات‭ ‬وخططت‭ ‬لسنوات‭ ‬التقاعد‭ ‬عبر‭ ‬الاستثمار‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬وتملك‭ ‬بعض‭ ‬العقارات‭ ‬لضمان‭ ‬بعض‭ ‬المردود‭ ‬الثابت‭.. ‬ومع‭ ‬شكاوى‭ ‬الكل‭ ‬من‭ ‬تفاقم‭ ‬المصاريف‭ ‬والضرائب‭ ‬والفواتير‭ ‬ورفع‭ ‬الدعم‭ ‬عن‭ ‬بعض‭ ‬الأساسيات‭ ‬من‭ ‬متطلبات‭ ‬الحياة‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬أي‭ ‬من‭ ‬استثماراتي‭ ‬اليوم‭ ‬ذات‭ ‬فائدة‭.. ‬عقاراتي‭ ‬خالية‭ ‬خاوية،‭ ‬وباتت‭ ‬تستنزف‭ ‬أكثر‭ ‬بكثير‭ ‬مما‭ ‬كانت‭ ‬تجني‭.. ‬وقد‭ ‬تخلصت‭ ‬من‭ ‬بعضها‭ ‬خاسراً‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬قيمتها‭ ‬الحقيقية‭ ‬حتى‭ ‬لم‭ ‬أعد‭ ‬أجني‭ ‬إلا‭ ‬الفتات،‭ ‬بل‭ ‬أصبحت‭ ‬عقاراتي‭ ‬مصدراً‭ ‬للهدر‭ ‬والضياع‭ ‬والخسارة‭ ‬التي‭ ‬باتت‭ ‬تأكل‭ ‬مما‭ ‬نجحت‭ ‬في‭ ‬عقدين‭ ‬من‭ ‬الزمان‭ ‬من‭ ‬كسبه‭.. ‬اليوم‭ ‬لم‭ ‬أعد‭ ‬أجنى‭ ‬سوى‭ ‬عشرة‭ ‬بالمائة‭ ‬مما‭ ‬كنت‭ ‬أجنيه،‭ ‬وأنا‭ ‬مقبل‭ ‬على‭ ‬بيع‭ ‬الباقي‭ ‬من‭ ‬ممتلكاتي‭ ‬بأقل‭ ‬من‭ ‬نصف‭ ‬أثمانها‭ ‬فقط‭ ‬لأرتاح‭ ‬نفسياً‭ ‬من‭ ‬ضغوط‭ ‬المعاناة‭ ‬والهموم‭!‬ مشكلتنا‭ ‬الأساسية‭ ‬تتلخص‭ ‬اليوم‭ ‬في‭ ‬شكاوى‭ ‬الكل‭ ‬من‭ ‬مواطنين‭ ‬ووافدين‭ ‬وعمالة‭ ‬أجنبية‭ ‬وعربية‭ ‬من‭ ‬فواتير‭ ‬الكهرباء‭ ‬والماء،‭ ‬وهما‭ ‬بالطبع‭ ‬من‭ ‬الاحتياجات‭ ‬الضرورية‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬الاستغناء‭ ‬عنهما‭ ‬بأي‭ ‬شكل‭ ‬من‭ ‬الأشكال‭.. ‬فكيف‭ ‬لمن‭ ‬يقطن‭ ‬دولتنا‭ ‬‮«‬الحارة‮»‬‭ ‬صيفاً‭ ‬أن‭ ‬يستغني‭ ‬عن‭ ‬الكهرباء،‭ ‬وأما‭ ‬مشكلتنا‭ ‬مع‭ ‬الماء‭ ‬فتلك‭ ‬مصيبة‭ ‬أخرى‭ ‬باتت‭ ‬تقلق‭ ‬مضاجعنا‭.. ‬فهل‭ ‬يا‭ ‬أصحاب‭ ‬الشأن‭ ‬من‭ ‬مستمع‭ ‬لشكاوى‭ ‬الناس‭ ‬كل‭ ‬يوم‭ ‬عبر‭ ‬الجرائد‭ ‬ووسائل‭ ‬التواصل‭ ‬كافة؟‭ ‬هل‭ ‬من‭ ‬جهات‭  ‬مسؤولة‭ ‬تفكر‭ ‬لوهلة‭ ‬في‭ ‬هموم‭ ‬الناس‭ ‬وتتعطف‭ ‬عليهم‭ ‬ولو‭ ‬قليلاً‭ ‬للتخفيف‭ ‬عن‭ ‬كواهلهم‭ ‬المنهكة؟‭   ‬ولن‭ ‬أبالغ‭ ‬إن‭ ‬بت‭ ‬أتوقع‭ ‬أن‭ ‬تتفاقم‭ ‬الأوضاع‭ ‬إلى‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬ردود‭ ‬الفعل‭ ‬الساخطة‭ ‬ضد‭ ‬القائمين‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الخدمات‭ ‬القادرين‭ ‬على‭ ‬إيجاد‭ ‬الحلول‭ ‬المناسبة‭! ‬ ومن‭ ‬هذا‭ ‬المنبر‭ ‬أنادي‭ ‬كافة‭ ‬المعنيين‭ ‬بالتحرك‭ ‬على‭  ‬نحو‭ ‬عاجل‭ ‬لا‭ ‬يتحمل‭ ‬التأجيل‭ ‬لإنقاذ‭  ‬أبناء‭ ‬الوطن‭ ‬المعطاء‭ ‬من‭ ‬هكذا‭ ‬معاناة‭  .. ‬وكلنا‭ ‬أمل‭ ‬في‭ ‬الإحساس‭ ‬بمعاناتنا‭ ‬وإيجاد‭ ‬حل‭ ‬لهذه‭ ‬المشكلة‭.‬ { أكاديمي‭ ‬بحريني mazeej@gmail‭.‬com

مشاركة :