بقلم: د. أحمد علي سليمان إذا كان التعريف بالإسلام فضلا عن كونه واجبًا إسلاميًّا أصيلا، تحقيقًا لعالمية الإسلام، الذي أنزله الله تعالى للبشر كافة، فإنه في الوقت ذاته يعدُّ تصحيحًا لمفاهيم مغلوطة، وتفنيدًا لأباطيل شائعة، نثرها الأعداء إما بسوء بفهم أو بسوء قصد، كما يعدُّ في الوقت ذاته «تبرئة لذمة المسلمين أمام الله، فمن واجبهم إيصال رسالة الإسلام إلى شعوب الأرض، باعتبار أن المعرفة الكافية بالإسلام تعد حقًّا من حقوق غير المسلمين، فالعلم بالإسلام عند أهل الغرب والشرق ناقص ومشوه، ويرجع ذلك - بصورة كبيرة - إلى عدم التخطيط الجيد من جانب المسلمين، وهو ما يدفع غير المسلم - حين لا يجد ترجمة كافية وواضحة عن الإسلام- للجوء إلى المستشرقين اعتقادًا منه أنهم على علم عميق بالإسلام» (د. عمر القاضي: الرأي والعقيدة في الإسلام، نشر الإيسسكو). ومن هنا يجب أن ننهض بالتعريف بمنهج الإسلام ونشره للعالمين، ومن الظلم أن نستبدل به نهجًا آخر، فشتان بين منهج بشري الأصل فيه نوازع الهوى والشهوات، وبين منهج رباني كفيل بتحقيق الخير للعالمين في الدنيا والآخرة. وإذا كان قد بان للعالم كله هشاشة هذه الحضارة التي تعيش على الانتهازية والتخبط الأخلاقي؛ بسبب تعمدها البعد عن سراج السماء الكفيل بإنارة القلوب والعقول، ومن ثم إصلاح الحياة؛ فإن الرسالات السماوية كلها ما هي إلا حلقات متصلة لرسالة واحدة، هي رسالة الإسلام التي جاء بها الأنبياء والمرسلون، على مدى التاريخ الإنساني، واختتمت برسالة خاتم المرسلين سيدنا محمد (عليه الصلاة وأتم السلام). وإنني لعلى يقين تام أن المخرج لنا ولغيرنا، يكمن في: أن نُحسن فهم ديننا، ونعيشه واقعًا والتزامًا (أخلاقًا ومعاملات)، ونؤدي أعمالنا أداء حضاريًّا متميزًا، ثم نقدمه لغيرنا بخطاب تجديدي مناسب، حينئذ نكون قد وضعنا أقدامنا على طريق إنقاذنا وإنقاذ البشرية مما تعانيه. ويبقى منهج الله هو الكفيل بقيادة الحياة إلى مراشدها.. وبالله التوفيق. عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية
مشاركة :