لماذا تزداد حاجة البشرية إلى الإسلام؟آن الأوان أن ينحو الإنسان صوب خالقه الحكيم

  • 12/2/2022
  • 01:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

‭ ‬بقلم‭: ‬د‭. ‬أحمد‭ ‬علي‭ ‬سليمان عندما‭ ‬اغترت‭ ‬الحضارة‭ ‬المعاصرة‭ ‬المتقدمة،‭ ‬وتغافلت‭ ‬عن‭ ‬مدبر‭ ‬هذا‭ ‬الكون،‭ ‬وتغطرست،‭ ‬وتكبرت،‭ ‬وتجبرت‭ ‬بمنجزاتها،‭ ‬وعولمتها،‭ ‬وأسلحتها،‭ ‬وعلومها‭ ‬ومخترعاتها‭ ‬التي‭ ‬أوصلتها‭ ‬إلى‭ ‬الكواكب‭ ‬الأخرى،‭ ‬وتحكمت‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬أمور‭ ‬الحياة،‭ ‬وظنَّ‭ ‬إنسانها‭ ‬أنه‭ ‬قادر‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬شيء،‭ ‬استشرى‭ ‬الظلم‭ ‬في‭ ‬استعمار‭ ‬الشعوب،‭ ‬وسلب‭ ‬خيراته،‭ ‬وإذلال‭ ‬أهله،‭ ‬والإمعان‭ ‬في‭ ‬صناعة‭ ‬الموت،‭ ‬والتنافس‭ ‬الرهيب‭ ‬في‭ ‬الاستحواذ‭ ‬على‭ ‬أسلحة‭ ‬الدمار‭ ‬الشامل،‭ ‬والاعتداء‭ ‬الصارخ‭ ‬على‭ ‬الفطرة‭ ‬السوية،‭ ‬وانتشار‭ ‬الشذوذ‭ ‬وزواج‭ ‬المثليين‭ ‬وسعار‭ ‬الشهوات،‭ ‬وتبني‭ ‬بعض‭ ‬البشر‭ ‬الفكر‭ ‬الإلحادي‭ ‬وإنكار‭ ‬الله‭ -‬عز‭ ‬وجل‭- ‬،‭ ‬والسخرية‭ ‬بالمقدسات‭ ‬والأنبياء‭ ‬والرموز،‭ ‬وصناعة‭ ‬الفتن‭ ‬بين‭ ‬الشعوب،‭ ‬والكيل‭ ‬بمكيالين،‭ ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬الانتهازية،‭ ‬والإمبريالية،‭ ‬والأنانية‭ ‬التي‭ ‬تبنتها‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬تُطلق‭ ‬على‭ ‬نفسها‭ ‬‮«‬الدول‭ ‬العظمى‮»‬،‭ ‬بعضها‭ ‬يساعد‭ ‬الظالم‭ ‬على‭ ‬المظلوم،‭ ‬بل‭ ‬وتغض‭ ‬الطرف‭ ‬عن‭ ‬المجازر‭ ‬التي‭ ‬راح‭ ‬ضحيتها‭ ‬عشرات‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬المستضعفين‭ ‬وفي‭ ‬مقدمتهم‭ ‬المسلمون،‭ ‬وما‭ ‬يحدث‭ ‬الآن‭ ‬في‭ ‬فلسطين‭ ‬الأبية‭ ‬خير‭ ‬شاهد‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬الاعتداء‭ ‬الصارخ‭ ‬على‭ ‬مفردات‭ ‬البيئة‭ ‬والطبيعة‭ ‬والكون‭... ‬وما‭ ‬ثقب‭ ‬الأوزون،‭ ‬والتغيرات‭ ‬المناخية،‭ ‬والتلوث‭ ‬الرهيب‭ ‬منا‭ ‬ببعيد‭!‬ لقد‭ ‬حادت‭ ‬هذه‭ ‬الحضارة‭ ‬عن‭ ‬الحق‭ ‬عندما‭ ‬ضلَّت‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬ربها،‭ ‬فكثُر‭ ‬ظلمها،‭ ‬وظلماتها،‭ ‬وغيها،‭ ‬وفتكها،‭ ‬وتدميرها‭... ‬وقد‭ ‬أمهلها‭ ‬الله‭ -‬عز‭ ‬وجل‭-‬؛‭ ‬لعلها‭ ‬تثوب‭ ‬إلى‭ ‬رشدها،‭ ‬وتعود‭ ‬إلى‭ ‬ربها،‭ ‬فلم‭ ‬ترجع‭!‬،‭ ‬بل‭ ‬ازداد‭ ‬غرورها؛‭ ‬فأرسل‭ ‬لها‭ ‬جندًا‭ ‬صغيرًا‭ -‬من‭ ‬جنوده‭ ‬الكثيرة‭ ‬جدًّا‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬يعلم‭ ‬أصنافها،‭ ‬وأنواعها،‭ ‬وأعدادها‭ ‬إلا‭ ‬الله‭- ‬هذا‭ ‬الجندي‭ ‬هو‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا‭ ‬المستجد،‭ ‬صغير‭ ‬جدًّا‭ ‬لا‭ ‬يُرى‭ ‬بالعين‭ ‬المجردة،‭ ‬تسبب‭ ‬في‭ ‬شل‭ ‬حركة‭ ‬الحياة‭ ‬وإيقاف‭ ‬العالم‭ ‬بأسره،‭ ‬بل‭ ‬إنه‭ ‬أوقف‭ ‬الناس‭ ‬حيارى،‭ ‬وأمست‭ ‬البشرية‭ ‬مُرْتَابة،‭ ‬مشدوهة،‭ ‬حائرة،‭ ‬خائفة،‭ ‬مرعوبة‭... ‬تنتظرُ‭ ‬مصيرًا،‭ ‬قلقًا،‭ ‬غامضًا،‭ ‬مخيفًا،‭ ‬ظلَّ‭ ‬عالقًا‭ ‬في‭ ‬رحم‭ ‬الغيب‭ ‬ولا‭ ‬يزال‭... ‬ولعل‭ ‬الله‭ -‬عز‭ ‬وجل‭- ‬أراد‭ ‬بذلك‭ ‬أن‭ ‬يمتحن‭ ‬المؤمنين،‭ ‬ويخيف‭ ‬الظالمين،‭ ‬ويذيقهم‭ ‬بعضًا‭ ‬مما‭ ‬ذاقه‭ ‬المظلومون،‭ ‬والمشردون،‭ ‬وضحايا‭ ‬الحروب،‭ ‬وآليات‭ ‬الفتك‭ ‬والتدمير‭ ‬والتخريب‭ ‬والتشريد‭... ‬ويا‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬رسالة‭ ‬جد‭ ‬عظيمة‭ ‬لا‭ ‬يفقهها‭ ‬مَن‭ ‬جثم‭ ‬الشيطان‭ ‬على‭ ‬عقله‭ ‬وقلبه‭ ‬ونفسه‭ ‬وفؤاده‭!‬ إن‭ ‬هؤلاء‭ ‬وأولئك‭ ‬المغترين‭ ‬في‭ ‬شرق‭ ‬الأرض‭ ‬وغربها،‭ ‬وفي‭ ‬شمالها‭ ‬وجنوبها،‭ ‬وفي‭ ‬طولها‭ ‬وعرضها،‭ ‬في‭ ‬حاجة‭ ‬مُلحة‭ ‬إلى‭ ‬مَن‭ ‬يأخذ‭ ‬بأيدهم‭ ‬رويدًا‭ ‬رويدًا‭ ‬إلى‭ ‬طريق‭ ‬الله‭ ‬تعالى،‭ ‬فهو‭ ‬السبيل‭ ‬الأمثل‭ ‬لإحقاق‭ ‬الحق،‭ ‬وتحقيق‭ ‬العدل،‭ ‬وترسيخ‭ ‬المساواة،‭ ‬وبسط‭ ‬الأمن‭ ‬والسلام،‭ ‬ونجدة‭ ‬المظلومين‭ ‬والمكروبين،‭ ‬ومساعدة‭ ‬الضعفاء‭ ‬والمشردين‭.‬ فالعالم‭ ‬المعاصر‭ -‬عزيزي‭ ‬القارئ‭ ‬الكريم‭- ‬في‭ ‬مسيس‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬مَن‭ ‬يضبط‭ ‬له‭ ‬بوصلته‭ ‬صوب‭ ‬الحق‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالى،‭ ‬حيث‭ ‬الخير،‭ ‬والرشاد،‭ ‬والبناء،‭ ‬والصلاح،‭ ‬والفلاح‭... ‬في‭ ‬حاجة‭ ‬ماسة‭ ‬إلى‭ ‬مَن‭ ‬يُسكن‭ ‬السكينة‭ ‬في‭ ‬قلبه،‭ ‬وعقله،‭ ‬ووجدانه‭... ‬ويهديه‭ ‬سبيل‭ ‬الفطرة‭ ‬السليمة‭ ‬السوية،‭ ‬ويجنبه‭ ‬الغرور‭ ‬والغطرسة‭... ‬في‭ ‬حاجة‭ ‬إلى‭ ‬مَن‭ ‬يهديه‭ ‬إلى‭ ‬قيم‭ ‬الحق‭ ‬والعدل‭ ‬والحرية‭ ‬والجمال،‭ ‬ويجنبه‭ ‬براثن‭ ‬الظلم،‭ ‬والكيل‭ ‬بمكاييل‭ ‬الجور‭ ‬والظلام‭... ‬في‭ ‬حاجة‭ ‬ماسة‭ ‬إلى‭ ‬مَن‭ ‬يهديه‭ ‬إلى‭ ‬السلام‭ ‬النفسي‭ ‬والروحي،‭ ‬والسلام‭ ‬الحقيقي‭ ‬الشامل‭ ‬الذي‭ ‬يذخر‭ ‬به‭ ‬منهج‭ ‬الله؛‭ ‬ليُسكت‭ ‬في‭ ‬نفسه‭ ‬وقلبه‭ ‬وعقله‭ ‬سعار‭ ‬الأنانية،‭ ‬والشهوات،‭ ‬واستمراء‭ ‬الظلم،‭ ‬فينجم‭ ‬عن‭ ‬ذلك‭ ‬إسكات‭ ‬آلات‭ ‬الدمار‭ ‬والتدمير‭ ‬والتخريب‭. ‬ وهذه‭ ‬الحضارة‭ ‬على‭ ‬شفا‭ ‬جرف‭ ‬هار‭ ‬وستظل‭ ‬إذا‭ ‬استمرت‭ ‬بعيدة‭ ‬عن‭ ‬الله‭ ‬تعالى،‭ ‬ففي‭ ‬كل‭ ‬يوم‭ ‬يمر‭ ‬على‭ ‬البشرية،‭ ‬تزداد‭ ‬حاجتها‭ ‬إلى‭ ‬المنهج‭ ‬الرباني‭ ‬الشامل،‭ ‬فهو‭ ‬الكفيل‭ ‬بإقالتها‭ ‬من‭ ‬عثرتها،‭ ‬وإخراجها‭ ‬من‭ ‬غيها‭ ‬وظلماتها،‭ ‬وهو‭ ‬المنقذ‭ ‬والمسعف‭ ‬لصلاحها‭ ‬وإصلاحها‭. ‬وقد‭ ‬جرَّب‭ ‬العالم‭ ‬من‭ ‬قبل،‭ ‬عقودًا‭ ‬من‭ ‬الرأسمالية‭ ‬المتوحشة‭ ‬فخسر،‭ ‬وجرَّب‭ ‬الاشتراكية‭ ‬والشيوعية‭... ‬إلخ،‭ ‬فباء‭ ‬بالخسران‭ ‬المبين‭...!!. ‬وقد‭ ‬آن‭ ‬الأوان‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬ينحو‭ ‬الإنسان‭ ‬صوب‭ ‬خالقه‭ ‬الحكيم‭ ‬جلَّ‭ ‬وعلا،‭ ‬بالصلح‭ ‬معه،‭ ‬وتطبيق‭ ‬منهجه‭ ‬الكفيل‭ ‬بتخليص‭ ‬البشرية‭ ‬من‭ ‬أمراضها‭ ‬وعللها،‭ ‬وإنقاذها‭ ‬من‭ ‬الهوة‭ ‬السحيقة‭ ‬التي‭ ‬تنتظرها؛‭ ‬إذا‭ ‬استمرت‭ ‬على‭ ‬حالها،‭ ‬واستمرأت‭ ‬البعد‭ ‬عن‭ ‬الله‭ ‬جل‭ ‬وعلا‭. ‬عضو‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للشؤون‭ ‬الإسلامية‭ ‬ ‭ ‬عضو‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للشؤون‭ ‬الإسلامية‭ ‬

مشاركة :