"النظام الديمقراطي يعتمد على ما إذا كان يمكن أن يمثل المصالح العامة للشعب وما إذا كان الشعب راضيا عنه. الديمقراطية ليست للتجميل؛ بل للتطبيق"، وفقا لما قال سفير الصين لدى الولايات المتحدة تشين قانغ يوم الأربعاء. وفي محادثة افتراضية مشتركة أجراها مركز كارتر ومؤسسة جورج اتش دبليو بوش للعلاقات الأمريكية-الصينية، ذكر تشين "الشعب محور الديمقراطية"، موضحا ماهية الديمقراطية وكيفية تقييم ما إذا كان النظام ديمقراطيا. وقال إن بعض الأمريكيين اليوم يعرّفون علاقات أمريكا مع الصين على أنها ديمقراطية مقابل استبداد ويثيرون المواجهة الأيديولوجية، ما أدى إلى صعوبات خطيرة في العلاقات الصينية-الأمريكية. وقال السفير إن الفلسفة الارتكاز على الشعب في الصين وفلسفة الرئيس الأمريكي السابق أبراهام لينكولن "من الشعب وبالشعب ومن أجل الشعب"، هما من أجل مصلحة الشعب، مضيفا أن ديمقراطية العملية الكاملة الاشتراكية في الصين ينبغي أن تُفهم على أنها "من الشعب وإلى الشعب ومع الشعب ومن أجل الشعب". وأوضح أنه في الصين، يحمي الدستور حقوق الصينيين وحرياتهم بالكامل، وأصبح الفقر المدقع شيئا من الماضي، ولدى كل صيني تقريبا تأمين طبي أساسي ومعاش تقاعد، كما تمت السيطرة على كوفيد-19 بشكل أساسي في الصين بتطعيم 1.1 مليار شخص بشكل كامل. وقال إن الصين وقعت أيضا على 26 صكا دوليا بشأن حقوق الإنسان، وقدمت لقاحات لأكثر من 100 دولة ومنظمة دولية، وستوفر ملياري جرعة بنهاية العام الجاري، مضيفا "مبادرة الحزام والطريق، التي تسترشد بمبدأ التشاور المكثف والمساهمة المشتركة والمنافع المشتركة، ستخرج عشرات الملايين في الدول الأخرى من براثن الفقر". وقال "لا نقول أبدا أن نظامنا هو الأفضل، لأننا نعلم أن المناسب هو الأفضل. ينبغي ألا نحكم على الجيد أو السيء من خلال القول، بل من خلال الفعل". وفي معرض استشهاده باستمرار الخط الساخن لرئيس بلدية لمدة 22 عاما في تشانغتشون شمال شرقي الصين، قدم السفير شرحا موجزا لسبب، كما وجد استطلاع لمدرسة جون كينيدي للإدارة الحكومية؛ أن رضا الشعب الصيني عن الحزب الشيوعي الصيني تجاوز 90 بالمئة لكل من السنوات العشر. وقال تشين إن المواطنين في تشانغتشون يمكنهم استخدام الخط الساخن الذي يعمل على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع للإبلاغ عن المشكلات التي تحتاج إلى اهتمام الحكومة. وعلى مر السنين، تم الإبلاغ عن أكثر من تسعة ملايين مشكلة وحلها من خلال الخط الساخن، وظل معدل رضا الشعب أكثر من 90 بالمئة. وتساءل قائلا "هناك العديد من الخطوط الساخنة المماثلة وتقييمات رضا عالية في جميع أنحاء الصين. إذا كنت تعرف عنها، هل ما زال من الصعب فهم نتائج استطلاعات هارفارد"؟ وقال تشين "أنا لا أقول إن كل الأمور في الصين على ما يرام. هناك العديد من الصعوبات والتحديات في طريقنا إلى الأمام، مثل كيفية جعل تنميتنا أكثر توازنا وكفاية وملاءمة، وضمان النزاهة والعدالة في اقتصاد السوق". وأضاف "نعمل على تعميق الإصلاح وتحسين الديمقراطية الاشتراكية وتحديث الحوكمة الوطنية. وتهدف هذه الجهود إلى تلبية تطلعات الشعب من أجل حياة أفضل وتقديم إسهامات أكبر للبشرية". واختتم بقوله "الصين والولايات المتحدة مختلفتان في التاريخ والثقافة والنظام السياسي. ينبغي على دولتينا عدم تغيير بعضهما البعض، كما أنهما لا تستطيعان ذلك. بل، علينا كسر الحواجز الأيديولوجية، والتخلي عن العقلية الصفرية، واحترام الدول الأخرى، والتكيف مع بعضنا البعض دون فقد ما يميزنا، حتى نتعايش مع بعضنا البعض في سلام".
مشاركة :