طارق الشناوي يكتب: العندليب وربيع فريد الأطرش

  • 9/25/2021
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

كنت أظن، وليس كل الظن إثمًا، أن من هاجم (أولاد حارتنا) هم فقط عدد من شيوخ الأزهر الشريف مثل محمد الغزالى ومحمد أبو زهرة، وذلك بعد أن كتبوا تقارير لجمال عبدالناصر، وهذا صحيح، إلا أن من أعطى إشارة البدء هم أبناء (الكار) مثل الشاعر والصحفى الكبير صالح جودت، الذى أباح دم الرواية ومن ثم نجيب محفوظ، عندما نشر على صفحات مجلة (المصور) رسالة من قارئ تساءل: كيف تنشر هذه الرواية التى تحمل طعنًا فى الأديان؟ لم توقف الأهرام النشر بتعضيد من جمال عبدالناصر، ولكن لم تطبع الرواية فى مصر، لأن هذا ما يريده أيضًا عبد الناصر. هل كان أديب واحد هو الذى فتح النيران؟ نكتشف أن هناك من الزملاء من تواصل مع الأجهزة لضرب نجيب محفوظ وبعنف، ولم تكن المرة الأولى التى يتلقى فيها محفوظ تلك الطعنات، روى لى المخرج الكبير توفيق صالح وهو أصغر مجموعة الحرافيش (المؤسسين) أن هناك مجموعة أخرى بعد (نوبل) 88، وأن المؤسسين ظلوا يجتمعون مع نجيب محفوظ كل يوم خميس، بينهم أحمد مظهر والكاتب الساخر محمد عفيفى وفنان الكاريكاتير بهجت والأديب الروائى عادل كامل، قال لى توفيق صالح إن محفوظ تلقى ضربة قاسية من الكاتب أمين يوسف غراب، وتم حذف اسمه من (تترات) فيلم (شباب امرأة) 1955. رغم أنه شارك صلاح أبو سيف فى كتابة السيناريو. كاتب القصة أمين يوسف غراب كان يرى أنه الأهم وأن وضع اسم نجيب بجواره، سوف يجعل البعض يعتقد أنهما متساويان، وبطريقة ما حصل غراب على ورقة من غرفة صناعة السينما تفيد بأنه كتب السيناريو، ولهذا لن تجد اسم نجيب، رغم اعتراف الجميع وأولهم أبو سيف بأنه ساهم فى الكتابة، وتسامح أديبنا الكبير بعد رحيل غراب عن الدنيا، ولم يذكر أبدًا تلك الحقيقة طوال تاريخه. وهو ما ينطبق مثلًا على العلاقة بين أحمد شوقى وحافظ إبراهيم، قطبى الشعر العربى فى زمانهما، وكثيرًا ما احتدت بينهما الخلافات والتشنيعات خاصة من حافظ ضد شوقى، لأن شوقى كثيرًا ما كان يعتبر أن ذكرهما معًا فى جملة واحدة مكانة لا يستحقها حافظ، مع رحيل حافظ نعاه شوقى: (يا منصف الموتى من الأحياء / وددت لو أنى فداك من الردى /والكاذبون المرجفون فدائى). أيضًا رثى ثروت أباظة يوسف إدريس، مشيرًا إلى عمق موهبته وتفردها برغم أن المحاكم كانت تنظر فى القضية التى أقامها ضد يوسف إدريس بتهمة السب والقذف العلنى، ردًّا على قضية سب مماثلة من إدريس ضده، حيث تبادل الكاتبان الكبيران الشتائم على صفحات الجرائد، ومن فرط قسوة الكلمات وتجاوزها لا يجوز حتى إعادة نشرها. ليلى مراد سامحت أنور وجدى بعد رحيله، رغم أنه هو الذى أطلق شائعة تبرعها لدولة إسرائيل عام 53، وكانت هذه الوشاية كفيلة بتقديمها بدون محاكمة فى لحظات لحبل المشنقة، ظلت ليلى حريصة فى كل لقاءاتها الإذاعية على أن تصف أنور بأنه عنوان الذكاء والموهبة وخفة الظل. عندما سألوا عبد الحليم بعد رحيل فريد الأطرش عن التنافس بينهما؟ قال لهم اسمه الأستاذ فريد الأطرش، لم يجمعهما لحن مشترك، مكانة فريد فى قلب عبدالحليم ظلت دافئة، اقترح البعض على عبدالحليم أن يغنى فى ذكرى فريد الأولى 1975 أشهر أغانيه (الربيع)، فقال لهم بعد فريد لا (ربيع)!! [email protected] المقال: نقلاً عن (المصري اليوم).

مشاركة :