لا يملك جميع اللاعبين موهبة تسجيل الأهداف عبر الركلات الحرة المباشرة، ولهذا تُعد مهارة نادرة يجب الحفاظ على من يملكها، ولهذا لا يتوقف الحديث أبداً عن تراجع معدلات أسطورة البرتغال، رونالدو، في التسجيل بواسطتها، مع وضعه في مقارنة دائمة كالعادة أمام غريمه ميسي، أيقونة الأرجنتين، ويُذكر أن ابتعاد «الدون» عن استغلال مهارته المعروفة لمدة 7 أشهر خلال موسم 2015-2016، دفع مدربه آنذاك في ريال مدريد، رافاييل بينيتيز، لمطالبته بتطوير قدراته والاعتماد على الدراسة العلمية لأفضل طرق تسديد تلك الركلات، وهو ما قابله رونالدو بالاستياء ومغادرة ذلك الاجتماع، لكن المدرب الإسباني كان محقاً! وبعد مرور 5 جولات كاملة من دوري أدنوك للمحترفين شهدت تسجيل 91 هدفاً فعلياً في جميع المباريات، لم تبتسم الركلات الحرة المباشرة للاعبين سوى مرة واحدة، تُمثل نسبة 1.1% فقط من إجمالي الأهداف المسجلة حتى الآن، وهو ما يجب أن يُطلَق معه «جرس إنذار فني» لجميع لاعبي وفرق «دورينا»، لأنها النسبة الأقل على الإطلاق مقارنة بحصاد آخر 5 مواسم. الغريب أن دورينا» احتاج 5 أسابيع لتسجيل الهدف الأول عبر تلك الركلات، في الوقت الذي شهد إحراز 5 أهداف بواسطتها خلال أول 5 جولات من النسخة الماضية، مقابل 4 أهداف في ذات الفترة من الموسم الملغي 2019-2020، بينما اهتزت الشباك 3 مرات في بداية بطولة 2018-2019، وتشير الإحصائيات الفنية الإجمالية إلى أن المعدلات بدأت تتراجع نسبياً في كل موسم، حيث بلغت نسبة التسجيل من «المباشرة» 5.6% في نهاية نسخة 2016/2017، ثم تقلّصت إلى 4.8% في الموسم التالي، مقابل 3.88% لبطولة 2018-2019، و3.1% بعدها، في حين ارتفعت بنسبة طفيفة جداً في الموسم الماضي لتصل في النهاية إلى 3.35%، وهو ما يعني أن الحصاد الحالي هو الأسوأ على الإطلاق في هذا الصدد. ولأن الإحصائيات ليست مجرد أرقام تُذكر، بل تُعد مؤشراً مهماً في كثير من الأحيان يجب إخضاعه للدراسة والبحث من أجل تحليل الأسباب والوصول إلى حلول للتطوير، فإن الهدف الوحيد الذي سجله أحمد عامر النقبي من ركلة حرة مباشرة لمصلحة «النمور» هذا الأسبوع يفتح هذا الباب على مصراعيه، بعدما وضع ابن الـ23 عاماً الكرة ببراعة في أقصى الزاوية اليسرى لمرمى «الإمبراطور» قبل أن ترتطم بالقائم وتسكن الشباك، وهو هدفه الأول في الموسم الحالي بعد 143 دقيقة لعب خاضها خلال 4 مباريات، بل إنه هدفه الوحيد من ركلة حرة مباشرة خلال 3 مواسم، وكانت مواجهة الوصل هى الأولى له أساسياً، وبين 6 تسديدات على المرمى في جميع المواجهات، صوّب النقبي 4 منها خارج منطقة الجزاء بنسبة 66.6%، وحصل على 5 أخطاء كان بينها الأخير الذي اكتسبه قرب منطقة الجزاء وسجل عبره الهدف النادر في دورينا حتى الآن! وبالتأكيد يملك «دورينا» عدداً كافياً من اللاعبين القادرين على تسجيل تلك الركلات، إلا أنهم لم يقدموا الجديد حتى الآن، ولعل «ظاهرة الموسم الماضي»، الصربي ميلوس كوسانوفيك، يعتبر الحالة الأبرز المحيرة حتى الآن، إذ لم يبلغ الشباك في أية محاولة له عبر الركلات المباشرة، بعدما تصدّر القائمة قبل عام واحد برصيد 6 أهداف، بدأها منذ الجولة الثالثة آنذاك، وأهدي «فخر أبوظبي» 4 نقاط مباشرة بواسطة تلك الأهداف، ولم يحرزها ميلوس إلا عبر الركلات الحرة المباشرة، وصحيح أنه لم يتوقف عن المحاولة في الموسم الحالي بعدما سدد إجمالاً 7 كرات في خمس مباريات لعبها كاملة، بينها 6 محاولات خارج منطقة الجزاء، إلا أن تسديداته لم تهز الشباك حتى الآن! أحمد خليل.. الغائب الحاضر! تصدر «فخر أبوظبي» قائمة أكثر الفرق استفادة من أهداف تلك الألعاب في الموسم الماضي، بـ6 أهداف وقّع عليها ميلوس كوسانوفيك بمفرده، وتبعه «الملك» بـ3 أهداف حملت بصمة «ساحره السابق» إيجور كورنادو، وكان «ذئاب الفجيرة» هو الأكثر تسجيلاً لها في النسخة الملغية بإجمالي 3 أهداف، وتألق آنذاك فيرناندو جابرييل بتسجيل هدفين، مثلما فعل الدولي محمود خميس مع فريقه السابق «العميد». وفي موسم 2018-2019، كان «الفرسان» هو الأفضل على الإطلاق بتسجيل 6 أهداف أيضاً عبر تلك الركلات، بينها «خماسية» لا تُنسى للمهاجم الدولي أحمد خليل، وجاء «فخر أبوظبي» ثانياً بـ4 أهداف، كان بينها توقيع واحد فقط لخلفان مبارك، وأهدى فابيو ليما الرقم الأكبر لمصلحة «الإمبراطور» في نسخة 2017/2018، بعدما حوّل 4 ركلات مباشرة إلى أهداف من إجمالي 5 للفريق، وظهر اسم النجم «عموري» في تلك القائمة الخاصة برصيد 3 أهداف، وتساوى شباب الأهلي مع الوصل في تسجيل 6 أهداف خلال موسم 2016/2017، بفارق هدف وحيد عن الجزيرة، وكان أحمد خليل ورونالدو مينديز هما الأفضل في ذلك الوقت.
مشاركة :