أكد رئيس الوزراء السوداني، عبدالله حمدوك، أمس، أمام الجمعية العامة بالأمم المتحدة، أن الحكومة السودانية عملت على رفع كل القيود في وجه إيصال المساعدات الإنسانية للمتضررين بمناطق النزاعات، مشيراً إلى أن الحكومة تعمل على تحسين الظروف الأمنية في دارفور، وفقاً للاتفاقيات الموقعة. وأشار حمدوك إلى أن الحكومة الانتقالية تسعى إلى تكريس المسار الديمقراطي وسيادة القانون، كما دعا حمدوك لاستكمال الإجراءات المكملة لرفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب. وشدد حمدوك على رفض بلاده أي إجراء أحادي بشأن سد النهضة، معرباً عن استعداده لاستئناف المشاركة في أي مبادرة تؤدي إلى حل سلمي لأزمة «سد النهضة». وأشار إلى أن السودان يؤمن بعلاقات حسن الجوار. وأوضح حمدوك أن التعبئة الأولى لـ«سد النهضة» كانت لها تأثيرات سلبية على السودان العام الماضي. إلى ذلك، أفادت مصادر حكومية سودانية لـ«الاتحاد» أن وفداً حكومياً، برئاسة الفريق أول شمس الدين كباشي، سيزور مدينتي بورتسودان وكسلا اليوم، في محاولة لحل الأزمة المتفاقمة في شرق السودان، بعد قيام أنصار المجلس الأعلى لنظارات البجا بإغلاق الطرق القومية والموانئ والمطارات بشرق السودان، وهو ما ترتب عليه خسائر اقتصادية هائلة، وأيضاً مخاطر أمنية في ظل تحرك جهات مناوئة للمجلس في الإقليم. يأتي ذلك، فيما أعلنت وزارة الطاقة والنفط السودانية عن توقف العمل في خط أنابيب المنتجات البترولية بسبب إغلاق أنصار المجلس الأعلى لقبيلة البجا للموانئ وطرق شرق السودان، وقالت: إن المخزون المتوفر يكفي حاجة البلاد لعشرة أيام فقط. وقالت الوزارة، في بيان أمس: إن خط أنابيب واردات المنتجات البترولية توقف عن العمل بصورة كاملة بسبب الإغلاق، كما توقفت محطات الضخ، وهو ما يعني توقف واردات المنتجات البترولية. وأضافت الوزارة أن توقف الصادرات حدث بعد منع إحدى البواخر من نقل البترول الخام، الأمر الذي أدى إلى تخزينه في المستودعات الرئيسة بميناء «بشائر»، لكن هذا لن يستمر أكثر من 10 أيام، وبعدها ستمتلئ المستودعات بالخام، وبالتالي الخط الناقل، وهو ما يجعله عرضة للتجمد والتلف. وأوضح البيان أن توقف خط أنابيب البترول السوداني، الذي يعتبر الأول في أفريقيا وبلغت تكلفته المالية 1.8 مليار دولار، وإيقاف الإنتاج في حقول دولة جنوب السودان يجعل السودان تفقد عائدات سنوية تصل إلى 300 مليون دولار، إضافة إلى غرامات تأخير بواخر الشحن التي تفوق الـ 25 ألف دولار في اليوم. وناشد وزير الطاقة والنفط، جادين علي عبيد «الأهل بشرق السودان الوصول إلى حلول عاجلة لتجنيب السودان الخسائر المالية والفنية الكبيرة والأزمات البترولية»، معرباً عن أمله أن يتم الوصول لرفع حالة الإغلاق الراهنة خلال مدة أقصاها أسبوع من اليوم لتفادي كل هذه الخسائر والأضرار. يأتي ذلك في وقت حشدت قبائل داعمة لمسار شرق السودان في اتفاقية جوبا للسلام آلاف الأشخاص لدعم المسار والحكومة المدنية، وأقامت مؤتمراً أوصى باعتماد الحكم الذاتي لأقاليم السودان. ويأتي الحشد رداً على تحركات محمد الأمين ترك زعيم قبيلة الهدندوة، ورئيس المجلس الأعلى لنظارات البجا، وإغلاق أنصاره لمطاري بورتسودان وكسلا والموانئ البحرية والطرق القومية الرابطة بين شرق السودان والعاصمة الخرطوم للضغط على الحكومة.
مشاركة :