تظاهر الأحد بضعة آلاف من المحتجين في تونس تنديدا ب"الانقلاب"، في اشارة الى القرارات التي اتخذها الرئيس قيس سعيّد الأربعاء بتعزيز صلاحياته على حساب الحكومة والبرلمان الذي جمّد أعماله قبل شهرين "إلى اشعار آخر". وتجمّع حشد كبير من المحتجين أمام مقرّ "المسرح البلدي" في شارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة تونس قبل ساعة من انطلاق موعد التظاهرة رافعين علم تونس وللدفاع عن دستور 2014. وردّدوا "بالروح بالدم نفديك يا دستور" و"يا قيس (الرئيس قيس سعيّد) يا غدّار يا عميل الاستعمار" و"دستور حرية كرامة وطنية" و"الشعب يريد عزل الرئيس"، بحسب مراسل فرانس برس. وطوّق عناصر الأمن المنتشرون بأعداد كبيرة وبسياراتهم المتظاهرين وعزلوهم بالكامل عن جزء من الشارع. وفي 25 تمّوز/يوليو الفائت أعلن سعيّد في خطوة مفاجئة تجميد أعمال البرلمان واقالة رئيس الحكومة هشام المشيشي وتولي السلطات في البلاد. وأصدر الأربعاء تدابير "استثنائية" بأمر رئاسي أصبحت بمقتضاه الحكومة مسؤولة أمامه فيما يتولى بنفسه إصدار التشريعات عوضا عن البرلمان، ما اعتبره خبراء تمهيدا لتغيير النظام السياسي في البلاد بدلا من البرلماني الذي نص عليه دستور 2014. وهذه التظاهرة هي الأكبر منذ اعلان قيس سعيّد قراراته. كما ردّد المحتجون ومن بينهم نواب في البرلمان وأنصار أحزاب رافضة لقرارت سعيّد تصفها "بالانقلاب"، شعارات رُفعت خلال ثورة 2011 ضذ نظام الرئيس السابق الراحل زين العابدين بن علي من قبيل "ارحل ارحل يا قيس" "و"الشعب يريد إسقاط قيس سعيّد". كما لقيت قرارت سعيّد انتقادات واسعة من منظمات مجتمع المدني وحقوقيين ومختصين في القانون الدستوري حذروا من "نزعة للتفرّد بالحكم".