استأنفت شركة غوغل الأميركية أمام إحدى المحاكم الكبرى في الاتحاد الأوروبي الاثنين، عقوبة قياسية لمكافحة الاحتكار في الاتحاد الأوروبي فرضت بسبب تقويض قواعد المنافسة من خلال هيمنة نظام التشغيل أندرويد الخاص بها. ويواجه عملاق وادي السيليكون قرارا صدر في العام 2018 عن المفوضية الأوروبية، أكبر جهة إنفاذ لمكافحة الاحتكار في الاتحاد، والذي أسفر عن غرامة قدرها 4.34 مليار يورو (5 مليارات دولار) لا تزال أكبر غرامة فرضتها بروكسل على الإطلاق بسبب السلوك المضاد للمنافسة. وتعتبر هذه الغرامة واحدة من ثلاث عقوبات لمكافحة الاحتكار يبلغ مجموعها أكثر من 8 مليارات دولار أقرتها المحاكم الأوروبية ضد غوغل بين عامي 2017 و2019. وقد استأنفت الشركة الأميركية، التي تتخذ من كاليفورنيا مقرا لها، العقوبات الثلاث. وفي حين تضمنت العقوبات مبالغ ضخمة، يشير المحللون إلى أن غوغل تستطيع تحمّلها بسهولة وأن الغرامات لم تفعل الكثير لتوسيع المنافسة. وقالت المفوضية في قرارها الأصلي إن “ممارسات غوغل تقيد المنافسة وتقلل من الخيارات أمام المستهلكين”. 8 مليارات دولار هي مجموع ثلاث غرامات أقرتها المفوضية الأوروبية ضد الشركة الأميركية وذكرت وكالة أسوشيتد برس أن الشركة قالت مع افتتاح جلسة الاستماع التي تستغرق خمسة أيام في محكمة العدل الأوروبية العامة، إن نظام أندرويد المجاني والمفتوح المصدر أدى إلى انخفاض أسعار الهواتف ودفع المنافسة مع منافستها الرئيسية أبل. ويرى النقاد أن هذا التبرير يبدو غير مقنع في نظر المحكمة والجهة الأوروبية، التي تراقب قواعد المنافسة لأنها أضرت بالمنافسين في السوق. ويعتبر أندرويد هو أكثر أنظمة تشغيل الأجهزة المحمولة شيوعا، حيث يتفوق حتى على نظام التشغيل آي.أو.أس من أبل، وهو موجود في أربعة من أصل خمسة أجهزة في أوروبا. وقضت المفوضية الأوروبية بأن غوغل خرقت قواعد الاتحاد الأوروبي من خلال مطالبة صانعي الهواتف الذكية بأخذ حزمة من تطبيقاتها إذا أرادوا أيا منها على الإطلاق، ومنعتهم من بيع الأجهزة ذات الإصدارات المعدّلة من نظامها. وتحتوي الحزمة على 11 تطبيقا، بما في ذلك يوتيوب والخرائط وجيميل، لكن المنظمين ركزوا على الثلاثة التي لديها أكبر حصة في السوق: بحث غوغل وكروم ومتجر الشركة للتطبيقات. وترى غوغل أنه نظرا لأن نظام أندرويد مفتوح المصدر ومجاني، يمكن لصانعي الهواتف أو المستهلكين أن يقرروا بأنفسهم التطبيقات التي يجب تثبيتها على أجهزتهم. ولأنها الشركة الوحيدة التي تتحمل تكاليف تطوير أندرويد وصيانته، يتعين على غوغل إيجاد طرق لاسترداد هذه النفقات، لذا فإن الحل الذي تقدمه هو تضمين التطبيقات التي ستدر أرباحا، مثل البحث وكروم.
مشاركة :