انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة تربية القطط في المنازل، والمبالغة في تزيينها ، والإنفاق عليها ببذخ شديد، ناهيك عن الأمراض التي يمكن أن تصيب الإنسان بسبب تربية القطط، ومنها: اولاً_ أمراض الحساسية، ومنها: حساسية الصدر (الربو)،ومرض الأكزيما، وحساسية الأنف، و يتم ذلك عن طريق شعر وفرو القطط ولعابها، وقد حذرت دراسة نشرت في دورية الحساسية وعلم المناعة الإكلينيكى، من أن اقتناء القطط بعد الوصول إلى سن البلوغ يضاعف من احتمالات الإصابة بالحساسية، ومن ثم يجب التفكير فى تجنب القطط لدى البالغين، خاصة من لديه تاريخ من أمراض الحساسية. كما تفيد دراسة حديثة بأن المواليد الذين يتواجدون مع القطط بُعيْد ولادتهم بقليل، يكونون أكثر عرضة للإصابة بمرض الأكزيما الجلدي. وقد يظن البعض أن القطط لا تسبب أعراض التحسس،إلا إذا كانت تعيش بالقرب من صاحبها،أو لصيقة به ،وهم بذلك يستبعدون إمكانية انتقال باعثات التجاوب التي تصدر عن القطط عن بعد، وهذا ما يحدث في الواقع فالبروتينات "الأثمة " موجودة في لعاب القطط وبولها ، حتى بعد أن يجفا فوق شعر القطط ثم ينتشر في الهواء في كل مكان في العمل وغيره. ثانياً_ الأمراض البكتيرية: 1. التهاب ملتحمة العين CONJUNCTIVITIS نتقل هذا المرض من القطط إلى الإنسان وأعراضه تتمثل في إحمرار العين مع إفرازات صديديه , ويسهل علاجه في القطط والإنسان بالقطرات والمراهم , والوقاية تتمثل في غسل اليدين جيداً بعد ملامسة القطة عند إصابتها بالمرض. وعدم السماح للقطة بالتنقل بالمنزل والصعود على فراش البشر وأماكن جلوسهم أثناء إصابتها بالمرض. 2. إلتهاب الحلق واللوزتين: بعض القطط تحمل الميكروب السبحى STREPTOCOCCUS الذى يسبب هذه الإلتهابات،والعلاج يكون بالمضادات الحيوية. والوقاية تكون بعدم السماح للقطة بوضع فمها في طعام أو شراب البشر . 3. النزلات المعوية: بعض القطط تحمل ميكروبات السلمونيللا والكامبيلوباكتر التي قد تنتقل إلى الإنسان وتسبب الإسهال والقئ،والوقاية تكون بلبس القفازات عند تنظيف القطة وغسل الأيدى جيداً بعد ملاعبتها، وإبعاد القطة عن أماكن إعداد الطعام . 4. عضة القطة: أكثر من 75% من القطط تحمل في فمها ميكروب الباستيوريللا الذي قد يسبب نوع من الحمى وبعض القطط تحمل أيضاً البكتيريا العنقودية، وكذلك التيتانوس يمكن انتقاله عن طريق عضة القط، هذا بالإضافة طبعا إلى مرض السعار، لذلك ينصح بطلب المساعدة الطبية العاجلة بأسرع وقت بعد حدوث العضة،وبالذات إذا كانت القطة من خارج المنزل، أولو كانت القطة منزلية والعضة عميقة وشديدة، وذلك للتعامل مع الجرح والوقاية من النتائج المحتملة،أما لو كانت عضة سطحية بسيطة من القطة المنزلية المطعمة فقد يكتفى بغسل مكان العضة جيداً بالماء، ويطهر ببعض المطهرات مثل: مسحات الكحول، أوالسافلون، ويوضع على المكان مرهم مضاد حيوي مثل مرهم الباكتروبان. 5. مرض خدش القطة: هذا مرض تحمله القطط الصغيره أكثر من الكبيرة، والبكتيريا المسببة له تسمى البارتونيللا،وتصل هذه البكتيريا إلى القطة عن طريق البراغيث التي تصيب القطط،وعندما تحمل القطة الميكروب ثم تخدش الإنسان تنتقل العدوى للإنسان، وأعراض المرض في الإنسان تتمثل فى تضخم الغدد الليمفاوية وأحياناً سخونة، ويعالج بالمضادات الحيوية،وهو ليس خطيراً بالنسبة للأشخاص أصحاب المناعة السليمة،ولكنه قد يكون خطيراً جداً إذا كانت مناعة الإنسان ضعيفة كما ذكرنا سابقاً، وينصح أيضاً بغسل مكان الخدش جيدا بالماء،ويطهر ببعض المطهرات مثل مسحات الكحول أوالسافلون، ويوضع على المكان مرهم مضاد حيوي مثل مرهم الباكتروبان. 6. بكتيريا الهليكوباكتر بيلورى (جرثومة المعدة) وهي البكتيريا التى تسبب قرحة المعدة والأثنى عشر في الإنسان،وقد ثبت فى بداية التسعينات إمكانية إنتقالها من القطط إلى الإنسان،وقد تسبب هذا الإكتشاف في رعب كبير وهلع بين أصحاب القطط فى ذلك الوقت، والمرض ينتقل عن طريق تلوث الطعام فضلات القطط،لذلك فالوقاية تتمثل في إبعاد القطط عن أماكن إعداد الطعام وعدم وضعها على طاولات المطابخ أو طاولات تناول الطعام، وكذلك غسل الأيدى جيداً قبل إعداد أوتناول الطعام بالذات بعد ملامسة القطط. ثالثاً_ التوكسوبلازما: وهي كائن وحيد الخلية يصيب القطط عن طريق تناول لحوم غير مطهية جيداً أو الأكل من لحوم الفرائس المصابة،أو التعرض لأماكن تبرز القطط الأخرى المصابة بالمرض مثل: الحدائق أو الرمال،والقطة المصابة تظل تخرج البويضات مع البراز لمدة اسبوعين أو ثلاثة بعد إصابتها وتصبح بعد ذلك غير معدية وتكتسب مناعة قد تبقى معها مدى الحياه أو على الأقل لفترة طويلة جداً، فلا تصاب ولا تعدي أحداً طوال هذه الفترة،والبويضات التي تخرجها القطة هي التي قد تعدي الإنسان أو تعدي القطط الأخرى،وهي قادرة على البقاء حية على الأرض لفترة طويلة قد تصل إلى سنة أو أكثر بالذات إذا تواجدت في الأماكن الرطبة المظللة ،وقد ثبت أن القطة المصابة تخرج حوالي عشرة ملايين بويضة مع البراز يومياً. والمرض يعتبر مرضاً بسيطاً في أغلب الأحوال إذا أصاب الإنسان العادي سليم المناعة حيث تظهر عليه أعراض تشبه نزلة البرد فقط أوتورم مؤقت في الغدد الليمفاوية يزول بعد فترة أوأعراض أخرى مؤقتة تختفي بعد فترة،ولكن الأعراض قد تكون شديدة في أحوال نادرة،ويصبح الإنسان بعد هذه الأعرض سواء كانت بسيطة أو شديدة محصناً ضد المرض، وغالباً لا يصاب به مرة أخرى حتى إذا تكرر تعرضه للبويضات المعدية،ولكن الخطورة الحقيقية للمرض تكمن في تعرض المرأه الحامل لبويضات المرض في أثناء الحمل بشرط أن تكون هذه هي المرة الأولى في حياتها التي تتعرض فيها لهذا المرض، أما إذا كانت المرأة الحامل قد أصيبت بالمرض في طفولتها أو في شبابها قبل الحمل فإنها فى هذه الحالة لن تتأثر غالباً بالعدوى الجديدة لأنها تحمل مناعة ضد المرض نتيجة الإصابة القديمة، أما إذا كانت المرأة الحامل لم تتعرض للمرض من قبل وأصيبت به أثناء الحمل فإن هذا قد يؤدى إلى حدوث تشوهات في الجنين ومشاكل أخرى تحدث للطفل بعد الولادة، والوقاية من المرض بوجه عام تتمثل في ابتعاد الإنسان أوالقطط المنزلية عن تناول اللحوم غير المطهية جيداً،والإبتعاد عن أماكن قضاء الحاجة للقطط خارج المنزل، وغسل الأيدي جيداً قبل تناول الطعام. ويمكن عمل تحليل دم للمرأة الحامل، وكذلك للقطة المنزلية للتأكد من وجود أجسام مضادة للمرض بالدم فوجود الأجسام المضادة يجعلنا مطمئنين لأن هذا معناه وجود مناعة في الجسم ضد المرض وفي هذه الحالة لن يكون هناك حاجة للإجراءات الصارمة،وأما عدم وجودها فمعناه وجوب إتخاذ أقصى درجات الحذر لمنع الإصابه أثناء الحمل. والجدير بالذكر أن البشر الذين يصابون بالمرض قد يحدث لهم أيضاً نفس الأمر، أى تتسرب بعض كائنات التوكسوبلازما من جهازهم الهضمى وتبقى كامنة ومتحوصلة في أكياس في عضلاتهم أومخهم أو أماكن أخرى مدى الحياة،وقد تنشط تحت ظروف معينة وتسبب أضراراً. رابعاً_ الفيروسات: (1) السعار: مرض قاتل في معظم الأحوال لكل من يصاب به من إنسان أو حيوان، والنجاة منه أمر نادر جداً يصاب الحيوان بالمرض نتيجة تعرضه للعض أوالخدش من حيوان آخر مصاب يصاب الإنسان به عندما يتعرض أيضاً للعض أوالخدش من الحيوان المصاب أوعند تلوث جروح الإنسان بلعاب الحيوان المصاب بالمرض بعد انتقال العدوى يصل الفيروس إلى الجهاز العصبي ويؤثر فيه بشدة، فتحدث التشنجات الشديدة وتغير الشخصية وأعراض أخرى كثيرة تنتهي بالوفاة غالباً. والقطط أقل بكثير من الكلاب في نقلها للعدوى لأنها غالباً تكون ساكنة إذا أصيبت بالمرض ولاتصاب بحالة التهيج والعض التي تصيب الكلاب، والتطعيم متوفر لكل من الإنسان والقطط. خامسا_ الأمراض الفطرية القوباء ringworm: هذا المرض هو أشهر الأمراض التي يمكن أن تنتقل من القطط إلى الإنسان حيث أن حوالي 40% من القطط تحمل هذا المرض، ويمكن انتقاله منها إلى الإنسان،ويظهر المرض على جلد الإنسان على شكل حلقات حمراء تسبب الحكة تتسع تدريجياً، وتعالج بالدهانات المضادة للفطريات، وإذا لم تعالج فإنها تشفى من تلقاء نفسها خلال عدة شهور .
مشاركة :