العلاقات المؤذية بين البشر علاقات خطرة ومهلكة نفسياً، يجب بترها فوراً والانسحاب منها قبل فوات الأوان، حتى لا يخرج منها الإنسان مثخناً بالجراح وخيبة الأمل مع خسارة نفسية ومعنوية ومادية أيضاً. هناك دلائل وعلامات تنذر بأن العلاقة «خطر» وينبغي التراجع عنها أهمها الاهتمام والعطاء من طرف واحد وسلبية الثاني، وإذا ما اهتزت العلاقة أسرع الشخص الإيجابي لإصلاحها ورأب صدعها، بينما يقف الآخر متفرجاً متخلياً عن الآخر حتى تنتهي العلاقة كأسوأ ما يكون لأن الشخص الإيجابي يستهلك طاقته في محاولة تغير الطرف الثاني حتى تنفذ! الشخص المبتز عاطفياً ذلك الذي يتصيّد الأخطاء للآخرين وإذا ما ارتكبوا خطأ وإن مر عليه سنوات فتجد المبتز في كل خلاف جديد كنوع من الابتزاز العاطفي المشين! الشخص المسيطر الذي يسجن الآخر ويراقبه في لفتاته وسكناته غير سامحاً له حتى بالتريّض بعيداً عن زنزانة الشخص المسيطر «المتملك» الأشبه بالسجان. والعلاقة التي يملؤها الشك فتجعل الإنسان غارقاً حتى أذنيه في نيران الشك والغيرة حتى تنتهي بالفشل الذريع! في هذا الوارد، أتذكر أنني اطلعت على كتاب 7 شخصيات تسمم حياتك للكاتب الأمريكي أندرو فولر ليوضح هذه الشخصيات التي تسمم حياة الإنسان وعلى رأسهم المسيطرون ومنهم المهيمنون والمتحذلقون والمهووسون بالتدخل فيما لا يعنيهم وينقبون عن الهفوات الصغيرة التي يرتكبها الشخص الآخر لينصبوا له المشانق فيقودونه إلى الهاوية، وهم أشخاص يتصفون بالديكتاتورية محبطون يصرون على تنفيذ آراءهم حتى لو كانت خاطئة، كما ينتهكون حرمة الآخرين ويضعون أنوفهم في حياة غيرهم باستمرار! والمتعالون المغرورون الذين يبحثون عن الأفضل في كل شيء دون النظر لحقوق غيرهم فهم يسعون لأفضل مقعد وأفضل وظيفة وأحسن قطعة لحم على المائدة لأنها يشعرون أنهم من جنس سام مختلف عن غيرهم من البشر، وهؤلاء علاجهم التجاهل والسخرية منهم بابتسامة عريضة تحيلهم رماداً قبل أن يفعلوا ذلك مع الآخرين. وهناك المراوغون وهم الكسالى والمخادعون وخبراء الهروب والتملص الجبناء كل هؤلاء أشخاص مسممين ورودا على لسان الكاتب. وشخصياً أضيف إليهم الأشخاص الغاضبين باستمرار وكأنهم براكين وزلازل متحركة يمكن أن تنفجر في وجه المقربين منهم باستمرار، وكذلك الأشخاص الذين يشكون باستمرار فلا يعجبهم شيء وهؤلاء يدمرون نفسية المحيطين حولهم شيئاً فشيئاً فينبغي الابتعاد عنهم. وأضيف إلى هذه القائمة المسمومة الشخص الواهم ذلك البائس الذي يبني أحلاماً وردية معلقة في الهواء لا أرضية لها في الواقع، فيعجز عن تنفيذها فتتحول حياته إلى حلم بغيض لن يتحقق أبداً. هؤلاء المسممون يعجلون بإصابة من حولهم بالأمراض والشيب المبكر فينبغي الابتعاد عنهم لينجو الإنسان بنفسه وكأنه آخر إنسان بقي حياً على سطح كوكب الأرض!
مشاركة :