أبيض وأسود.. إنسان ولا إنسان - سمر المقرن

  • 12/28/2022
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

يوحي اللون الأبيض دائمًا بالنقاء، ويشتمل على كثير من المعاني النبيلة التي تمنح السلام، تحت عنوان البراءة والنقاء. بل إن له دلالات روحانية ودينية في مختلف الثقافات، وعلى رأسها الدين الإسلامي الذي يرتبط فيه اللون الأبيض بإحرام فريضة الحج وكذلك في كفن الموت حيث يغادر الميت متزيناً باللون الأبيض لمقابلة الله -عز وجل- في إشارة على أن هذا اللقاء يذهب إليه بطهر ونقاء. حتى في معظم الثقافات يتم تصوير الملائكة باللون الأبيض، ولا تخرج هذه الصورة عن الارتباط بمخيلتنا عندما نستحضر في أذهاننا أشكال الملائكة، الأبيض دائمًا رمزًا للإشراق. وفي علم النفس -بحسب ما قرأت- أن للون الأبيض دلالات على شخصية محبيه، أنهم أشخاص منظمون ومرتبون ولديهم حالة مطمئنة في التصالح مع الذات ونقاء النفس. على عكس إيحاءات اللون الأسود الذي يرمز إلى الاكتئاب والغموض والشر والتشاؤم والغموض، ويتم ارتداؤه في كثير من الثقافات عن الحِداد على الميت. وفي ثقافات اليونان والرومان يُسمى لون الموت، وفي ثقافات أخرى تراه لون السحر والشعوذة. هذه التناقضات بين اللونين أستثني منها الأناقة التي ترتبط دائما باللون الأسود. وفي حياتنا اليومية، نصف الشخص الطيّب النقي بصاحب القلب الأبيض، أما الشخص الشرير فهو صاحب قلب أسود. وهكذا تبدو يوميات الحياة ما بين هذا وذاك، فإما يبرز جانب الخير أو يبرز جانب الشر. ودائمًا من وجهة نظري أن الشخص نقيّ السريرة يجعل الله -عز وجل- في طريقه أنقياء مثله، لكن ولا بد أن الطريق لا تكون دائمًا ممهدة فيعترضه مطبّات أو حُفر هؤلاء هم الأشرار الذين تقتات قلوبهم وأرواحهم على الحقد والحسد والكراهية. هذه الفئة من الأشخاص تدعوني صفاتهم إلى كثير من التفكر بنعم الله علينا، وبأن الإنسان المؤمن الراضي لا يمكن أن يدخل إلى قلبه مقدار ذرة من حقد أو حسد، كما أؤمن أن الإنسان لن يصل إلى أعلى المراتب في حياة البرزخ بعد موت الجسد إلى حالة النعيم والهدوء والأمان والجنة المرحلية إن لم يكن قلبه صافيًا نقيًا، ولو تفكر ذوو القلوب السوداء بأوضاعهم لوجدوا أنهم يعيشون في حالة خواء داخلي حتى لو نجحوا في حياتهم العملية أو الاجتماعية لأن النجاح ليس شرطاً لأصحاب القلوب البيضاء، بل إن الأشرار أيضاً يعيشون النجاح المؤقت الذي لا يشعرون بمتعته لأن أكبر العطايا وأصغرها لا تمنحهم الشعور بالسعادة الداخلية مهما حققوا من إنجازات. بلا شك هم لا يشعرون بالشر لأنه مصدر السعادة الأول لنفوسهم ويعتقدون أن شرورهم هي سلوكيات إنسانية طبيعية! رددوا معي ما أنادي به ربي دائمًا واستشعره: اللهم صفي قلبي ونقي سريرتي وأجعلني من الراضين الحامدين الشاكرين.. أمين.

مشاركة :