لم يتوقع أهالي حي الشطبة بالطائف، أن يكون ابن الحي الذي كان يبادر بإمامتهم في المسجد، يخفي الكثير من فكر التكفير والضلال، خلف الابتسامة التي كان يوزعها هنا وهناك. وفيما كانت دماء الشهداء الطاهرة تسيل في مسجد المشهد في نجران، كان أبناء الشطبة في ذهول من كيفية استمرار خداعهم من قبل ابن الحي الذي مارس معهم كل طقوس وجه «حسن الخلق»، وتلاعب وأدى دوره باحترافية في خداعهم بأنه «شاب صالح»، فيما أتقن إخفاء الوجه الحقيقي له والمتمثل في ولائه لداعش وتبنيه فكرها للقتل والتدمير. «عكاظ» وقفت على آراء أهالي حي الشطبة، الذي نشأ فيه الإرهابي الحارثي، منذ طفولته، فأجمعوا أنه تقمص باحتراف شخصية المعتدل، إلى درجة أنه لم يكن يفوت الصلاة جماعة في جامع ابن تيمية. وكشف لـ «عكاظ» رداد السفياني، أنه أوهمهم قبل انحرافه لمزاعم الضلال بالخارج، بمظاهر الالتزام والوسطية وعدم التشدد، فكان يتحرك دائما من منزله باتجاه الجامع، بل كان يتقدم الصفوف لإمامة المصلين في حالة غياب الإمام، ولم يظهر لهم أي فكر عدائي، سواء بمشاحنات أو خلافه، بل كان يقابلهم بابتسامة معهودة عند مروره أمام المحلات التجارية في شارع الشطبة العام. وأضاف: خدعني مرة عندما تقدم الصفوف، وأظهر لي احتراما بدعوتي للتقدم بديلا عنه، مستخدما نفس الابتسامة التي كانت ابتسامة الذئاب، والغريب أنه كان يحاول إيهام الجميع ببره لوالده، إلا أنه خرج عن طباع والده والمعروف بملازمته الصفوف الأولى في الصلاة، رغم أنه كان يعيش وأشقاؤه معه في بيت واحد. وقال لـ «عكاظ» عمر السفياني، والذي شاهد الإرهابي قبل أيام قليلة ماضية، أن سكان الحي لم يشكوا لحظة واحدة فيه وتغير سلوكه، إلا أن اللافت للنظر أنه لم يكن لديه أصدقاء مباشرين معه، سواء داخل المسجد، أو خارجه، واتسمت فترة مراهقته مثل أي شاب يهوى كرة القدم.
مشاركة :