نجح باحثون من جامعة نيويورك أبوظبي ومركز لانجون الطبي التابع لجامعة نيويورك بتطوير نظامٍ جديد ومُدعّم بتقنيات الذكاء الاصطناعي، يتيح مستويات عالية من الدقة عند تشخيص الإصابة بسرطان الثدي باستخدام صور الموجات فوق الصوتية. وتُعدّ الموجات فوق الصوتية أداة مهمة للتصوير الشعاعي للثدي وتشخيص الإصابة بسرطان الثدي والكشف المبكر عنه، لكن قد تُظهر تلك الموجات نتائج تشخيص إيجابي خاطئة تؤدي لاستخلاص خزعات غير ضرورية وزيادة التكاليف، وبالتالي التسبب بالإزعاج وعدم الراحة للمرضى. وصُمم النظام ليكون بمثابة أداة داعمة لقرارات الأطباء، لمساعدة المتخصصين في تقليل نسبة التشخيص الإيجابي الخاطئ، وبالتالي تقليل نسبة طلب الخزعات دون ضرورة، مع الحفاظ في ذات الوقت على مستويات الدقة نفسها. وشارك في إعداد الدراسة فرح شموط، الأستاذة المساعدة في جامعة نيويورك أبوظبي والباحثة في عالم هندسة الكمبيوتر، بالتعاون مع زملائها من مركز لانجون الطبي التابع لجامعة نيويورك ومركز جامعة نيويورك لعلوم البيانات، بمن فيهم طالبة الدكتوراه إيتشو شين، والأستاذ المساعد في جامعة نيويورك كرزيستوف جيراس. ونُشرت نتائج الدراسة، التي توضح دور نظام الذكاء الاصطناعي في التقليل من نتائج الكشف الإيجابي الخاطئة عند قراءة صور الثدي باستخدام الموجات فوق الصوتية، في ورقةٍ بحثية بمجلة نيتشر كوميونيكيشنز. واعتمد الباحثون أثناء تطوير واختبار نظام الكشف الجديد على قاعدة بيانات تضم أكثر من 280 ألف عملية فحص بالموجات فوق الصوتية لأكثر من 140 ألف مريضة خضعت للكشف في مركز لانجون الطبي التابع لجامعة نيويورك بين عامي 2012 و2019. وصُمِّم النظام الجديد لتحديد الآفات الخبيثة في صور الموجات فوق الصوتية للثدي، بهدف تقليل نسبة التشخيص الإيجابي الخاطئ. وباستطاعة هذا النظام اكتشاف الإصابة بالسرطان عن طريق تحديد احتمالية حدوث ورم خبيث، وإظهار أجزاء من صور الموجات فوق الصوتية المُرتبطة بالتنبؤات التي يُقدمها النظام. دراسة أجرى الباحثون دراسة عمليّة لمقارنة الدقة التشخيصية لنظام الكشف الجديد مع خبرات عشرة من اختصاصيي تصوير الثدي بالأشعة، بهدف فهم القيم المحتملة للنظام المدعم بالذكاء الاصطناعي في البيئات السريرية. وحقق النظام مستويات دقة عالية تفوقت على خبرات الأطباء العشرة، بفضل اعتماده على نموذج عملٍ هجين جمع التنبؤات المُرتبطة بنظام الذكاء الاصطناعي مع خبرة المتخصصين بالأشعة، وهذا ساعد في تحقيق أفضل نتائج للكشف الدقيق عن السرطان لدى المرضى. كما حافظ النظام على كفاءته لدى المرضى من مختلف الفئات العمرية، وكثافات الأنسجة المختلفة للثدي بالصور الشعاعية. وتعليقاً على الموضوع، قالت فرح شموط: «تُشير نتائج دراستنا إلى دور الذكاء الاصطناعي في تحسين دقة واتساق وكفاءة عمليات تشخيص الإصابة بسرطان الثدي في صور الموجات فوق الصوتية. ولا يُعدّ الذكاء الاصطناعي بديلاً عن الخبرات العملية للأطباء، لكن الخواص الفعالة والمتكاملة بين نُظم الذكاء الاصطناعي، لا سيما أدوات دعم القرارات والأطباء السريريين، تؤكد ضرورة الاستفادة بشكلٍ متزايد من تلك التقنيات المتقدمة في الممارسات السريرية العملية».
مشاركة :