أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية مساء أمس الثلاثاء، أن الولايات المتحدة تأمل بأن تتم «دعوة» إيران للمشاركة في سلسلة محادثات متعددة الأطراف حول الأزمة السورية ستعقد الجمعة في فيينا، وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية جون كيربي: «نأمل أن تتم دعوة إيران للمشاركة» في هذه المحادثات، مؤكدًا في الوقت نفسه أنه لا يعلم ما إذا كانت بلاده أو بلد آخر سينقل الدعوة إلى طهران وما إذا كانت الأخيرة ستوافق، ومن المقرر أن يغادر وزير الخارجية الأمريكي جون كيري واشنطن الأربعاء متوجهًا الى فيينا للمشاركة في هذه المحادثات مع نحو عشر دول اخرى، وعقدت محادثات مماثلة الجمعة الماضي في فيينا ضمت الولايات المتحدة وروسيا وتركيا، إضافة إلى العديد من الدول الأخرى، وقال كيري في تصريح صحافي: «إن المسؤولين الايرانيين يمكن أن يعتبروا توجيه دعوة الى ايران للمشاركة في المحادثات على أنها دعوة فعلية متعددة الأطراف». من جهته، أعلن وزير الدفاع الأمريكي اشتون كارتر الثلاثاء أن الولايات المتحدة ستكثف القصف الجوي على مواقع تنظيم «داعش» الإرهابي ولا تستبعد القيام بـ»تحركات مباشرة على الأرض»، وقال أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ «نعتزم تكثيف حملتنا الجوية واستخدام طائرات إضافية لقوات التحالف والولايات المتحدة لكي تكون الضربات التي تستهدف تنظيم الدولة الإسلامية أكثر عددًا وقوة»، وأضاف: «هذا يتضمن المزيد من الضربات ضد أهداف مهمة لتنظيم داعش كلما تحسنت معلوماتنا الاستخبارية»، وتابع وزير الدفاع الأمريكي: «لن نمتنع عن دعم شركاء قادرين على القيام بهجمات ضد تنظيم داعش الارهابي، كما لن نمنع أنفسنا من القيام بهذه الهجمات أكانت عبر ضربات جوية أو تحركات مباشرة على الأرض»، ولم يوضح كارتر إن كانت قوات تقليدية أو قوات خاصة ستقوم بهذه العمليات، إلا أنه كرر رفضه لفكرة قيام مناطق حظر جوي في سوريا. إلى ذلك، استدعى الجيش الروسي أمس الملحقين العسكريين لدى سفارات غربية في موسكو ليطلب منهم «تقديم أدلة رسمية أو تكذيب» الأنباء التي تنشرها وسائل الإعلام الغربية عن قصف الطيران الروسي مدنيين في سوريا، وقال نائب وزير الدفاع الروسي اناتولي انتونوف للصحافيين: «دعونا الملحقين العسكريين الأمريكي والبريطاني والفرنسي والألماني والإيطالي والسعودي والتركي وممثل حلف الأطلسي وطلبنا منهم تقديم أدلة رسمية تدعم هذه التصريحات أو تكذيبها»، فيما اعتبر الامين العام السابق للامم المتحدة كوفي أنان أن إيجاد «حل» أمر ممكن في سوريا إن توصلت روسيا والولايات المتحدة إلى «العمل سويًا». من جهته، قال الجنرال جوزيف دنفورد رئيس الأركان الأمريكية المشتركة الثلاثاء: إن بلاده تعتقد أنه يوجد أقل من ألفين من القوات الإيرانية في سوريا تساعد القوات الموالية للرئيس السوري بشار الأسد وأن أكثر من ألف عسكري إيراني ينتشرون في العراق لدعم حكومة بغداد، وقال دنفورد: إن عدد القوات الإيرانية في العراق لم يكن ثابتا طوال الوقت. فيما، قالت الرئاسة السورية الثلاثاء: إن المبادرات السياسية لن تفلح في سوريا قبل القضاء على الإرهاب لتتمسك دمشق بموقفها من سبل إنهاء الحرب بعد أن دعا حلفاؤها الروس إلى إجراء انتخابات جديدة. من جهة أخرى، أعلن الجيش الروسي أمس انتحار أحد جنوده المنتشرين في سوريا، في أول خسارة رسمية روسية على الأراضي السورية منذ بدء التدخل العسكري لموسكو نهاية سبتمبر، ونقلت وكالة انترفاكس عن مصدر في وزارة الدفاع الروسية قوله: إن الجندي المحترف الموجود في قاعدة حميميم الجوية بصفته تقنيًّا انتحر»، وأضاف: «بحسب المعلومات الأولية التي تم الحصول عليها بعد تحليل الرسائل في هاتفه، فإن وفاته مرتبطة بمشكلات مع فتاة في حياته الخاصة»، وكان قريبًا لأحد الجنود أبلغ في وقت سابق فرانس برس وفاة فاديم كوستنكو (19 عامًا) المتحدّر من منطقة كراسنودار في جنوب روسيا، واكتفى المصدر بالقول «لقد توفي»، لافتًا إلى أنه سيتم دفنه «خلال الأسبوع الحالي». بدوره، أكد جندي كان خدم مع فاديم كوستنكو في روسيا وفاة الأخير لكنه نفى مسبقًا فرضية الانتحار، ونشر الجيش الروسي عشرات الطائرات والمروحيات في سوريا، حيث يقود منذ نهاية سبتمبر غارات جوية مكثفة لمساعدة قوات النظام، وينتشر مئات الجنود الروس في ميناء طرطوس السوري لتأمين مرافق الخدمات اللوجستية، وخصوصًا في القاعدة الجوية في حميميم في محافظة اللاذقية، ولم يسبق أن تحدثت موسكو عن خسائر في صفوف جنودها سواء في عمليات قتالية أو جراء حوادث.
مشاركة :