بحث عسير عن ناجين من زلزال باكستان وأفغانستان

  • 10/28/2015
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

واصل الجيش الباكستاني ورجال الإنقاذ عملياتهم بحثاً عن ناجين محتملين من الزلزال الذي ضرب بقوة 7,5 درجة على مقياس ريختر وحصد حوالى 400 قتيل في مناطق القبائل (شمال غرب) وأفغانستان. وكانت باكستان شهدت في 8 تشرين الأول (اكتوبر) 2005 زلزالاً مدمراً بقوة 7,6 درجة، حدد مركزه على بضع مئات الكيلومترات من زلزال الإثنين، وأوقع أكثر من 75 ألف قتيل. لكن مركز الزلزال كان حينها أقل عمقاً، ما جعل الهزات أكثر تدميراً. وفيما تواجه جهود الإنقاذ والإغاثة تعقيدات تضاريس المناطق الجبلية ووجود حركة «طالبان»، جابت مروحيات الجيش سماء المناطق المنكوبة المحاذية للحدود مع أفغانستان من أجل تقويم حجم الخسائر، وإسقاط مساعدات إنسانية لأولئك الذين شردتهم الهزة الأرضية الأقوى في جنوب آسيا منذ أكثر من 80 سنة. كذلك باشر سلاح البحرية في كراتشي إرسال شاحنات للمتضررين، في وقت أمضى آلاف منهم الليل في العراء في درجات حرارة تقترب من الصفر، في ظل خشيتهم من العودة إلى منازلهم خوفاً من ارتدادات الزلزال. وصرح لطيف الرحمن، مسؤول إدارة الكوارث في باكستان، بأن «أعمال الإنقاذ مستمرة، ويجري تقديم خيام وأغطية وفرشات للنوم. لكنّ مسؤولاً في حكومة إقليم خيبر بختون خوا - بيشاور اعترف بأن منظمات الإغاثة الإسلامية الباكستانية سبقت الجيش والمؤسسات المدنية في تقديم مساعدات وبلوغ عدد من القرى النائية، ما أثار انتقادات في شأن أداء السلطات. وزاد الجيش عدد الأسرّة في كل المستشفيات التابعة له بنسبة 30 في المئة من أجل استيعاب الجرحى الذين يُنقلون على مدار الساعة من المناطق المنكوبة. وأحصت السلطات 275 قتيلاً وأكثر من 1600 جريح، مع إعلانها عدم إمكان التكهن بالعدد النهائي للضحايا الآن، باعتبار أن المناطق المنكوبة بالزلزال هطلت فيها كميات كبيرة من الأمطار وانقطعت الاتصالات مع القرى النائية فيها، ما يصعب تنفيذ مهمات الإغاثة. وحـذرت السلطات السكان في كل المناطق من هزات ارتدادية، علماً أن هزة جديدة ضربت اقليم بلوشستان (جنوب غرب) بعد الزلزال، ما أثار مخاوف لدى المواطنـين مــن إمكان حصول زلازل جديدة. واصطحب رئيس الوزراء نواز شريف قائد الجيش الجنرال راحيل شريف على متن مروحية إلى منطقة شانغلا التي سقط العدد الأكبر من القتلى فيها. وهو ترأس اجتماعاً لخلية الأزمات التي تضم قادة مدنيين وعسكريين للإشراف على الجهود الإنسانية الميدانية. وفي أفغانستان، رفعت السلطات عدد القتلــى إلـــى حوالى مئة، مشددة على صعوبة بلوغ المناطق المنكوبة بسبب الانهيارات الأرضية والجبلية، وتصدع الطرق وانقطاع شبكة الاتصالات في ولايات محيطة بمركز الزلزال في بدخشان (شمال شرق). وأعلنت «طالبان» الأفغانية أنها أمرت جميع مقاتليها بالتعاون مع المنظمات غير الحكومية المحلية والدولية لتقديم المساعدات اللازمة لمنكوبي الزلزال، علماً أنها تسيطر على كل المناطق القريبة من مركز الهزة الأرضية في بدخشان والطرق المؤدية إلى موقع الكارثة، ما قد يمنع منظمات الإغاثة والمؤسسات الرسمية في كابول من التوجه إلى المنطقة، خشية اندلاع اشتباكات مع مقاتلي الحركة. وأبدت «طالبان» في بيان مواساة للسكان أسفها للكارثة، وأملت في أن يقدم العالم المساعدات المطلوبة لإغاثة المنكوبين. وكانت الولايات المتحدة وايران بين الدول التي عرضت تقديم مساعدات إنسانية لأفغانستان التي تعتمد فعلاً على مساعدات أجنبية بعد عقد من الحرب التي دمرت اقتصادها وبنيتها التحتية.

مشاركة :