توصلت دراسات طبية إلى أنّ هناك خمس عادات غذائية شائعة يمكن أن تضعف بل وتدمر جهاز المناعة. أولى هذه العادات عدم معرفة الفرق بين أنواع الدهون التي تستهلكها، حيث تعد الأحماض الدهنية أوميجا 3 وأوميجا 6 عنصرا مهما في نظامنا الغذائي وتساهم في تكثيف العديد من العمليات في الجسم. وكلا النوعين أحماض دهنية صحية وأساسية، لكن النظام الغذائي اليوم يحتوي عادة على مستويات عالية جدا من أوميجا 6 ومستويات منخفضة جدا من أوميجا 3. كما أنه لا يمكن التخلي عن اللحوم المشوية أو المقلية أو المصنعة، ففي السنوات الأخيرة، ارتفع مستوى الوعي بخطر زيادة استهلاك مواد تسمى المنتجات النهائية المتقدمة للجليكيشن (AGEs). وهذه هي المنتجات النهائية لعملية تسكير الأحماض الأمينية، أو ببساطة، المواد التي تتشكل في عمليات معالجة الطعام المختلفة، مثل الشوي أو القلي. وفيما يعلم الجميع أن السكر ضار بالصحة، لكن في بعض الأحيان الرغبة في تجنبه يمكن أن تضر أكثر مما تنفع. من المعروف الآن أن بعض المحليات الصناعية قد تغير التوازن البكتيري في الأمعاء، وتزيد من التهاب الجهاز الهضمي وتضعف الاستجابة المناعية للعدوى. وأي طعام يحتوي على كميات كبيرة من السكر يرفع مستويات السكر في الدم، مما يزيد أيضا من معدل البروتينات المسببة للالتهابات في الجسم. وتكشف الدراسات أن “القفزات” المفاجئة في مستويات السكر في الدم يمكن أن تضعف نشاط مكونات الجهاز المناعي مثل العدلات والبالعات. هذان نوعان من الخلايا في الجهاز المناعي يساعدان في محاربة الالتهابات وهما عنصران مهمان في الدفاع المناعي. لا أحد لديه أدنى شك في أن ملح الطعام بمعدلات عالية لا يفيد، لكن هناك دراسة مثيرة للاهتمام توضح مدى دراماتيكية ذلك. ففي عام 2016، شارك ستة رجال شجعان في تجربة تناولوا فيها 12 غراما من الملح لمدة خمسين يوما. ثم خفضوا تناول الملح إلى 9 غرامات لمدة خمسين يوما أخرى وبعد ذلك إلى 6 غرامات لنفس الفترة، أخيرا، عادوا إلى تناول 12 غراما من الملح لشهر آخر. وأظهرت الدراسة، وفق وكالة سبوتنيك، أنه خلال الفترات التي يستهلك فيها الرجال أكبر كمية من الملح، كان دمهم يحتوي على نسبة عالية من خلايا الدم البيضاء تسمى الخلايا الأحادية، ومعدل مرتفع من البروتينات المسببة للالتهابات ومعدل منخفض من بروتين يسمى IL-10 الذي يحارب الالتهاب. وأوضح الباحثون أن هذا يشير إلى استجابة مناعية مفرطة قد تكون ضارة بالصحة.
مشاركة :