إن فكرة الطرب في الزمن الجميل، زمن عمالقة الفن أمثال عبدالوهاب وأم كلثوم وفيروز وفريد الأطرش وعبالحليم ومحمد عبدالمطلب وشادية ونجاة في العصر الذهبي للفن، تلك الحقبة التي حق لنا أن نطلق عليها الزمن الجميل جميلة ورائعة، ومن المؤكد أنَّ الكثيرين ممَّن عاصروا تلك الحقبة يتابعونَ بشغف هذه الإذاعة الموقرة. لكن حبًا مني وحرصًا مني لشدَّة تعلقي بهذه الإذاعة المتميزة أحب أن أوضح أنَّ ليس كل قديم جميل، فأحيانًا بعض من الأغاني التي تذاع ليس لها قيمة جمالية وربما يتم اختيارها بطريقة عشوائية فقط لأنها قديمة، الأمر الذي يجعل من المستمع يَمَلُ منها. لذلك أتمنى من مخرجي هذا البرنامج أن يقوموا بتقييم الجمالية في الأغنية قبل أن تُذاع، كما أتمنى أن تُدرج الأغاني الطربية البحرينية من الزمن الجميل على قائمة الإذاعة الطربية، فلم يكن الطرب في تاريخ بلادنا البحرين أجمل من زمن الفنانين الكبار أمثال الفنان الأكاديمي الكبير الأستاذ أحمد الجميري، وكذلك الفنانون الآخرون أمثال محمد علي عبدالله وابراهيم حبيب والكثيرون غيرهم. جميعهم أدخلوا الفرحة في قلوب المستمعين، فهم أحدثوا نقلة نوعية في الطرب البحريني بقدرات وإمكانات جديدة. هذا بالإضافة إلى تطور الآلات الموسيقية التي أتاحت لهم المجال في المزيد من الإبداع.  هؤلاء فنانون أبدعوا في الفن وخلقوا زمنًا طربيًا جميلاً بأغانيهم الراقية، أتمنى أن يُدرَجوا في قائمة الإذاعة الطربية للزمن الجميل، وليس في قائمة الأغاني الشعبية حتى وإن كانت أغانيهم باللهجة البحرينية. لا ننسى أنَّ أغاني عبدالوهاب وأم كلثوم وغيرهم من الفنانين الكبار معظمها باللهجة المصرية، فما الضرر في أن تكون أغاني كبار فنانينا البحرينيين من الزمن الجميل باللهجة البحرينية لكي تُذاع في الإذاعة الطربية، وستكون هذه إضافة جيدة للإذاعة الطربية لكي تضيف شريحة كبيرة أخرى من المستمعين لمتذوقي فن الطرب البحريني الراقي في الزمن الجميل. كم جميل أن يكون الفنان معاصرًا لبرنامج الزمن الجميل ليكون حلقة وصل بين زمن الطرب الجميل والحاضر، ليبقى زمن الطرب الجميل جميلاً في الذاكرة، ويكون مرجعًا للجيل الجديد يستعيد به إرث الماضي المجيد في الفن الأصيل من الطرب الراقي والمتميز بجدية الكلمة وروحانيتها، حيث كان المستمع يعيش معها بكل جوارحه. أتمنى أن تأخذ إذاعة البحرين برأيي المتواضع بعين الاعتبار، شاكرًا للقائمين عليها، ولهم التحية.