قطر والاتحاد الأوروبي يدعوان لعدم عزل أفغانستان والحفاظ على مكتسبات الأفغان

  • 10/1/2021
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

دعت قطر والاتحاد الأوروبي اليوم (الخميس) المجتمع الدولي إلى عدم عزل أفغانستان بعد تسلم حركة طالبان مقاليد السلطة في البلاد، فيما حثا الحركة على المحافظة على المكتسبات التي حققها الشعب الأفغاني طيلة السنوات الماضية. وقال نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في مؤتمر صحفي مع الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسية الأمنية جوزيب بوريل الذي يزور الدوحة حاليا " نحث الدول الصديقة والحليفة على ألا تعزل أفغانستان". ودعا الشيخ محمد بن عبد الرحمن هذه الدول أيضا إلى أن يكون هناك انخراط دائم في الحوار مع ضرورة تسهيل وتيسير المساعدات الإنسانية لأفغانستان وعدم تسييس هذه المساعدات. وأضاف أن بلاده تتابع بشكل مستمر كل التطورات في أفغانستان وتحث الأطراف هناك على الانخراط في حوار مصالحة وطنية يجمع الأطياف الأفغانية، مع ضمان حرية السفر والتنقل سواء للمواطنين الأفغان أو للأجانب في أفغانستان وأهمية التزام طالبان بما تم الاتفاق عليه في الدوحة بشأن مكافحة الإرهاب. وأكد أن الدوحة تحث الحكومة المؤقتة التي شكلتها طالبان في أفغانستان للمحافظة على المكتسبات التي حققها الشعب الأفغاني خلال السنوات الماضية. واعتبر في هذا السياق أن ما حدث في أفغانستان من عمليات إعدام قامت بها الحركة مؤخرا يعد "أمرا مؤسفا وخطوة إلى الوراء"، مستطردا " علينا أن نواصل الانخراط معهم ونحثهم على تجنب مثل هذه السلوكيات". ودعا طالبان إلى التصرف باعتبار أن أفغانستان دولة مسلمة فيما يتعلق بتطبيق القوانين والتعامل مع القضايا التي تخص المرأة، مشيرا إلى أنه من المهم أن تمثل الدول الإسلامية نموذجا تحتذي به طالبان لتتجنب إساءة معاملة النساء وإساءة تطبيق الشريعة. وفيما يخص اجتماعه مع بوريل، لفت الشيخ محمد إلى أنهما ناقشا الشأن الأفغاني بشكل مطول، وأنه أكد التزام بلاده بدعم الدول الشريكة والحليفة ومن بينها دول الاتحاد الأوروبي في عمليات الإجلاء من أفغانستان وتوفير المنصة اللازمة لهم لتيسير الحوار مع الحكومة الأفغانية المؤقتة. ومن جانبه، قال بوريل إن الاتحاد الأوروبي يريد تقديم الدعم للشعب الأفغاني وهذا يعني بالتالي أنه لا يمكن عزل أفغانستان. وأعرب الممثل الأوروبي عن استيائه من الإعدامات التي قامت بها حركة طالبان في أفغانستان، واصفا ما حدث بأنه "أمر محبط ومخيب للآمال". وأضاف أن الاتحاد الأوروبي يريد إعادة توجيه سلوك الحكومة الأفغانية المشكلة من قبل طالبان، ويعول على الدور القطري في أفغانستان في هذا الصدد. وأوضح أن قطر تلعب دورا استراتيجيا في التعامل مع الوضع الجديد بأفغانستان وستلعب دورا بالغ الأهمية في توصيل رسائل المجتمع الدولي والاتحاد الأوروبي إلى طالبان بخصوص توقعاتهم من الحركة، فيما يخص حقوق الإنسان والحفاظ على مكتسبات الشعب الأفغاني. وفي الموضوع نفسه، قال بوريل في تصريحات لقناة (الجزيرة) الفضائية القطرية " لا يمكننا أن نعزل أفغانستان بل على العكس نحن مستعدون للتواصل مع الحكومة الجديدة لكن هذا لا يعني الاعتراف بها"، مشددا على أن الاعتراف بالحركة "ليس مطروحا" حاليا. وأكد أن الاتحاد الأوروبي سيحكم على طالبان من خلال أفعالها، وأنه يريدها أن تحترم حقوق الإنسان خاصة النساء والفتيات وألا تكون أفغانستان ملاذا للإرهابيين وأن تسمح طالبان بحرية حركة الناس وغير ذلك، وبموجب سلوك الحركة ستتحدد كيفية التعامل معها. قال بوريل سنحكم على هذه الحكومة من خلال المؤشرات المهمة لنا وسنكون سعداء لو حافظت حكومة طالبان على المكتسبات الاجتماعية التي تحققت في أفغانستان في الـ 20 سنة الماضية خاصة تلك المتعلقة بالنساء، يجب عدم عزلهن وتوفير كل الفرص لهن". ووصل بوريل إلى الدوحة اليوم في أول زيارة رسمية له إلى قطر، تأتي في إطار جولة خليجية تستمر حتى يوم (الأحد) المقبل وتشمل الإمارات والسعودية، يناقش خلالها آخر التطورات الإقليمية والدولية، تبعا للناطق الرسمي للاتحاد الأوروبي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لويس ميغيل بوينو. والتقى الممثل الأوروبي في إطار الزيارة بأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وبحث معه علاقات التعاون بين الدوحة والاتحاد الأوروبي وسبل تعزيزها وتطويرها، إضافة لمناقشة أبرز المستجدات إقليميا ودوليا، وخصوصا تطورات الأوضاع في أفغانستان، بحسب بيان للديوان الأميري القطري.

مشاركة :