(منصة بروج )..شجرة ثقافية سعودية جذرها ثابت وفروعها إلى السماء

  • 9/30/2021
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

ما أجمل أن يجتمع الشباب شغفاً في الثقافة وحباً في الوطن، فبمناسبة اليوم الوطني الحادي والتسعين للمملكة العربية السعودية، أقامت منصة بروج الثقافية أمسية بعنوان (أحدية الوطن)، وذلك في مقر مركز برنامج جودة الحياة بالحي الدبلوماسي بمدينة الرياض. وافتتحت منار الغامدي الأمسية بالترحيب بالحضور واستشعار قيمة هذه المناسبة، ثم ألقت هدى المطيري كلمة عن دور الشباب في بناء الوطن، وقدمت عرضا للمنجزات التي تحققت لمنصة بروج منذ إنشائها، والأهداف التي تسعى لها والرؤى التي تتطلع إليها والمتوافقة مع رؤية المملكة ٢٠٣٠ في تعزيز الثقافة وتمكين الشباب. وقالت المطيري: “البداية كانت مع شباب سعوديين يحملون نفس الشغف والهَم، حيث أرسوا أول قواعد الفكرة على أن بروج ليس مجرد نادي كتاب أو منصة اجتماع، وإنما هو مساحة تلتقي فيها العقول وصالون ثقافي يتضمن تبادل الكتب ومناقشتها، وتحديات القراءة، وإعطاء الفرصة للآخرين بمشاركة نتاجهم الفكري والأدبي. وواظبوا على إحياء الفكرة باجتماع دوري كل أسبوعين منذ 2018م، ومنذ ذلك الحين امتدت اجتماعاتهم من الجبيل إلى الرياض إلى الخبر، بمناقشة أكثر من 150 كتاب وتنظيم أكثر من 70 لقاء، وتقيم المنصة نشاطاتها تحت مظلة الهيئة الملكية للجبيل وينبع”. وأضافت: “ومن ناحية الأهداف، فإن أهداف بروج كثيرة يصب لبها في الحاجة لوجود مجتمع قارئ يناقش الفكرة بالفكرة، ويدحض الحجة بالحجة، ويتدارس ما تعلمه باستمرار، حيث لا شكّ أنّ القراءة إحدى المعايير الأساسيّة التي تدلّ على درجة تحضّر كلّ أمّة من الأمم، والأمم التي لا تقرأ لا يتوقّع منها أن تبني حضارة، كيف وهي تهمل أعظم أداة وهبها الله إيّاها لتغذية العقول وسقايتها بعبق الماضي وجديد الحاضر وآفاق المستقبل”. وتضمنت الأمسية عرضا لثلاثة كتب ألفها كتاب سعوديون، حيث تكلمت أميرة مدني عن كتاب “الإنسان بين شريعتين”، للدكتور عبدالحميد أبو سليمان - رحمه الله - ، والكتاب هو رؤية قرآنية في معرفة الانسان لذاته، ويتم ذلك بوضوح رؤيته، وبأن يدرك طبيعته وحقيقة غايته ومعرفة المنطلقات التي ينطلق منها، وهو الحجر الأساس لانطلاقه في الاتجاه الصحيح، وكذلك معرفة الآخر. يقع الكتاب في نطاق دراسات علوم القرآن الكريم وما يتصل بها من تخصصات تتعلق بتفسير القرآن العظيم. وتحدثت سماهر العتيبي عن كتاب “الغناء النجدي” لمؤلفه الشاعر والكاتب المسرحي الراحل محمد العثيم - رحمه الله -، والكتاب يتحدث عن تاريخ المسرح السعودي والصعوبات التي واجهت المسرح والتي منها غياب العنصر النسائي، كما تحدث عن حقبة السبعينيات ودور الجامعات الكبرى في المسرح، وأهم تطبيقات المسرح الغنائي. بينما استعرض أمين شحود قصصا مؤثرة من حياة المؤسس الملك عبد العزيز طيب الله ثراه، وذلك من كتاب “إنسانية ملك” لمؤلفه الدكتور عبدالعزيز الثنيان. وتفاعل الحضور مع هذه الكتب بالأسئلة والمداخلات. ثم ألقى الشاعر تركي الدحيمي قصيدة بهذه المناسبة نالت استحسان الحضور، وجاء فيها: حنا حماة الدار وجنود الوطن يوم القتال يوم الصعايب كلٍ يفادي بدمه ولحمه ارقابنا دون الوطن والموت من دونه حلال كم واحدٍ نال الشهاده فيه والله أكرمه وكم واحدٍ قدم ولده وصاح في باقي العيال روحوا مراح اخوكم اللي ماذخر قطره دمه إن ما حمينا هالوطن ما حن بكفو للبدال والكل منا عاهد الله دونه .. وأدى قسمه هذا وطنا اللي خذاه ( معزي ) بحد السلال قلط بجنبنيه على حكمٍ سمينٍ .. ودحمه عهدٍ علينا يا وطنا ما نبيعك ب أي حال كرامة الرجال فينا دون حده … وعلمه كما قدم العازف مازن الشهراني ألحانا ومعزوفات وأغنيات وطنية لصوت الأرض وقيثارة الشرق طلال مداح تفاعل معها الحضور. واختتمت منار الغامدي الأمسية بتوزيع كتب وطنية للحضور ورسائل عبارة عن كلمات ذهبية لسعوديين كان لهم باع في الحكمة والثقافة. وعبرت ديمة ابنة الفقيد محمد العثيم عن سعادتها وامتنانها بهذه المناسبة، وقالت: “امتزجت مشاعر الفخر والفرح حتى شعرت بأنها جبر لكسر الفقد في قلبي..” ثم كان الختام مسكا بعزف النشيد الوطني للمملكة العربية السعودية، ووقف معه الجميع تحية حب وتقدير وفخر بهذا الوطن العظيم.

مشاركة :