كينيا.. الجفاف يهدد الإنسان ويفتك الحيوان

  • 10/1/2021
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

- يعيش البشر والحيوانات لأيام دون قطرة ماء واحدة - الجفاف اجتاح 10 مقاطعات من أصل 47، وعدت كينيا ذلك "كارثة وطنية". - مسؤول حكومي : فقد الكثير من الناس حيواناتهم وماتت الآلاف منها، لا يوجد ماء لي ولعائلتي.   بعد عدة أشهر من عدم هطول الأمطار بسبب تغير الظروف المناخية، تواجه العديد من المجتمعات في شمال كينيا حياة قاسية إلى جانب الجوع وتنافس البشر مع الحيوانات البرية على موارد المياه والمراعي. وأعلنت كينيا أن الجفاف اجتاح 10 مقاطعات من أصل 47، وعدت ذلك "كارثة وطنية". وتحركت وزارتا "الخزانة الوطنية" و"الداخلية" بتنسيق من الحكومة الوطنية لمساعدة الأسر المتضررة عن طريق توزيع المياه والغذاء الإغاثي والماشية، لكن المساعدات تصل بشكل تدريجي، بينما لا يزال الكثير يعانون. في مقاطعة "غاريسا"، شمال شرقي البلاد، يربي عمر عبدول، أحد السكان المحليين، الأبقار والماعز كمصدر رئيسي لكسب الرزق. حيث تحولت الأشجار حول منزل عبدول إلى اللون الأصفر، ويبدو الغطاء النباتي في المنطقة ذابلاً ومحرومًا من الماء لفترة طويلة. وتعد مقاطعة "غاريسا" من بين المقاطعات العشر في كينيا الأكثر تضرراً من الجفاف الشديد، وبالنسبة لكثير من الناس، أثر الجفاف على التعليم في المجتمعات الرعوية والبدوية، وتسبب في النزوح، بالإضافة إلى أن الجفاف ترك الكثيرين يواجهون الجوع إلى حد المجاعة. ** الجفاف يقتل الحياة البرية يتأسف عبدول من قساوة الجفاف قائلاً: "فقد الكثير من الناس حيواناتهم وماتت الآلاف منها، لا يوجد ماء لي ولعائلتي، فمن أين أحصل على الماء للماشية؟ من بين ما يقرب من 60 ماعزًا، لدي الآن نصفهم فقط لازالت تتشبث بالحياة". وأكد عبدول جفاف ينابيع المياه، حيث يأتي الناس من أماكن بعيدة لمحاولة الحصول على الماء لحيواناتهم المتعبة، لكنهم لا يجدون ماء ولا مرعى. بينما تموت الكثير من الحيوانات في طريق العودة. "هناك جثث فاسدة في كل مكان. الأرض جافة جدًا ومشمسة لدرجة لا نستطيع معها حتى دفن الحيوانات الميتة". وأضاف: "هناك حيوانات برية ميتة في كل مكان. يمكن رؤية الحيوانات النافقة في أنحاء المنطقة، بما في ذلك الأبقار والماعز وغيرها. كما ماتت الحيوانات البرية مثل الزرافات بسبب الجوع الشديد وفقدان الغطاء النباتي والجفاف". فيما، قال أبيشار عبدي، أحد السكان المحليين، إن الحيوانات البرية تأتي بحثًا عن الماء والغذاء في المناطق المأهولة بالسكان. وأوضح أن "الحيوانات تأتي إلى حيث نعيش بحثًا عن الماء وأي طعام قد تحصل عليه، هناك صراع متأجج بين الحيوانات والبشر، بالنسبة لبعض الحيوانات يعد الماعز والبقر طعاماً، ولهذا السبب هناك العديد من الحالات التي تهاجم فيها الحيوانات البشر". ** صراع مستمر ويرى عبدي أن السعي وراء الحصول على الغذاء المنقذ للحياة يعد سببًا في جعل الصراع بين الإنسان والحياة البرية أمرًا لا مفر منه. وأضاف: "انظر إلى الشقوق على الأرض ومدى جفاف هذه المنطقة، هذا هو لون الموت". وأردف عبدي:" يتعين علينا السفر بعيدًا، وأحيانًا إلى مناطق الحياة البرية المحمية بحثًا عن الغطاء النباتي، سيكون هناك صراع مع الحيوانات، أليس كذلك؟". وأشار إلى أنه في مثل هذه الأوضاع ينشب صراع على المراعي بين المجتمعات أيضاً. وزادت حالات الصراع بين الإنسان والحياة البرية في شمال كينيا ومناطق أخرى متأثرة بالجفاف، والتي خلفت أكثر من مليوني شخص يواجهون المجاعة. وفي 9 سبتمبر/أيلول الجاري، قُتل راعي على يد أسد في منطقة "لايكيبيا"، بعد أسابيع قليلة من هجوم بعض الأسود على مجموعة من الأبقار في نفس المنطقة. كما ارتفعت أيضًا حالات قتل الأسود للماشية، في أنحاء البلاد، لتشكل ظاهرة جديدة وغير شائعة. وعبرت دليلة حبيبة، أم لثلاثة أطفال، عن أسفها قائلة: "لا يمكننا جمع الأموال لإرسال أطفالنا إلى المدرسة. حتى المدارس ليس بها ماء. ماشيتنا هزيلة جدا. وحتى المزارعون الذين يعتمدون على نهر تانا يعانون من موت محاصيلهم". ** تعثر تجارة المواشي وقال عبدول بهاري، السكرتير الإداري الأول في وزارة نقل السلطة والأراضي القاحلة وشبه القاحلة، إنه قام بجولة في معظم المقاطعات الشمالية الشرقية في كينيا، مؤكداً أن الجفاف الآن في ذروته، مع استمرار أزمة المياه، وفقدان الماشية لوزنها. وفي إشارة إلى أعمال سوق الثروة الحيوانية، التي تمثل النشاط الاقتصادي الرئيسي في المنطقة، قال بهاري إن أسواق الثروة الحيوانية الآن في أدنى مستوياتها الإنتاجية. وأضاف: "أعيد افتتاح المدارس، والآباء بحاجة لدفع الرسوم المدرسية، ولكنهم غير قادرين على تلبية ذلك لأن سوق الماشية غير نشط الآن. كما أنهم مثقلون بمشاكل المياه". وأوضح بهاري أن الحكومة تقوم بتجميع الموارد للتخفيف من آثار الجفاف. ووفقًا لسجلات الهيئة الوطنية لإدارة الجفاف في كينيا، تضرر بشدة ما لا يقل عن مليوني كيني من الجفاف الحالي، مع توقع تفاقم موجة الجفاف في الأشهر المقبلة. الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.

مشاركة :