تتناثر هياكل عظمية لأغنام نافقة فوق أرض قحطاء تلهبها أشعة الشمس الحارقة في شمال كينيا فيما يمر بجانبها رعاة عطشى بخطى متثاقلة في مسيرة تستغرق يوما للوصول إلى أقرب مصدر للمياه. وهذا هو الموسم الثاني على التوالي الذي تغيب فيه الأمطار عن سماء شمال كينيا، وهي منطقة شبه قاحلة من البلاد، على عكس الجنوب الأكثر خصوبة واخضرارا. وتقول الأمم المتحدة إن أكثر من 465 ألف طفل دون سن الخامسة وما يربو على 93 ألف امرأة حبلى ومُرضعة يعانون من سوء التغذية في المنطقة الشمالية بكينيا. وتشهد أسعار المواد الغذائية زيادة مطرده. وتظهر بيانات الهيئة الوطنية لإدارة الجفاف في مقاطعة مارسابيت أنها أعلى من المتوسطبنسبة 16 بالمئة. وبالنسبة للرعاة، تنخفض قيمة قطعانهم الهزيلة بنفس السرعة التي ترتفع فيها الأسعار المكتوبة على أكياس المنتجات الغذائية في السوق. يقول موسى لولوجو، وهو راع من مقاطعة إيسيولو تطوع للمساعدة في توزيع التبرعات الغذائية من حكومة المقاطعة “الماعز لا يمكن بيعها، والوضع أسوأ بالنسبة للأبقار وأطفالنا يتضورون جوعا”. ويقول برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة إن قلة المطر تعني أن 2.4 مليون شخص في المنطقة سيواجهون الصعاب لتأمين ما يكفيهم من الطعام بحلول نوفمبر تشرين الثاني. وقال موريس أونيانجو، المدير الإقليمي لإدارة مخاطر الكوارث في منظمة (بلان انترناشونال) الخيرية “كان يمكن التنبؤ بموجات الجفاف الماضية إلى حد كبير. وكانت لدينا دورات أطول تمتد من خمس إلى عشر سنوات (فيما بينها). وهذا يعني أن المراعي والمسطحات المائية تتجدد بسرعة كبيرة”.
مشاركة :