فتح «إكسبو 2020 دبي» أبوابه أمس ليكتشف العالم موقعاً فريداً، يضم أجنحة ومباني تجسد أبهر نماذج العمارة التقليدية والعصرية والمستقبلة، ومعروضات ومشاركات تعكس أجمل ما في العالم من ثقافات وفنون وإبداع وابتكار. ويجمع هذا الحدث العالمي الضخم ثقافات أكثر من 190 دولة وموروثها وإنجازاتها في موقع واحد، ويستعرض النبوغ البشري في أبدع صوره وابتكاراته، ويتيح منصة مثلى لمعالجة قضايا ملحة تواجه البشرية جميعاً، مثل تغير المناخ والصراعات والنمو الاقتصادي والأوبئة. إن افتتاح «إكسبو 2020 دبي» هو تتويج لأكثر من عشر سنوات من التخطيط والإعداد المتفاني لفريق فذّ من الكفاءات الوطنية والخبرات الدولية، التي تجسد حَرفيًّا الشعار الذي بُني عليه «إكسبو 2020 دبي»، ألا وهو «تواصل العقول وصنع المستقبل». وهو أيضاً تتويج لتكاتف وتعاون عقول وسواعد من شتى بلدان العالم، دفعتها رؤية الإمارات وطموحها إلى إنجاز أحد أروع المواقع التي استضافت هذا الحدث العظيم، أو أي حدث كبير آخر في العالم. وافتتاح «إكسبو 2020 دبي» هو أيضاً تتويج لخمسين عاماً من الحكم الرشيد، واتحاد الإخوة، وحب الوطن، بدأته حكومتنا الرشيدة، بقيادة المغفور لهما، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وأخيه الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، اللذين نقلا، بمعية بقية إخوانهما من حكام الإمارات، إماراتنا الحبيبة من تجمعات صحراوية بدوية متباعدة إلى حواضر عالمية متلاحمة فيما بينها، وقريبة من العالم بأسره، تبهر الزائر بتقدمها ونظامها ونموها المتسارع، وتزرع في أهلها، من مواطنين ومقيمين، الفخر والاعتزاز بالانتماء لهذه الأرض المعطاءة، وتضرب للعالم المثل في قدرة الإنسان، عندما تجتمع الرؤية والإرادة، على كسر كل ما هو مستحيل. إن افتتاح «إكسبو 2020 دبي» هو أيضاً مناسبة لاستشراف مستقبل أفضل وأكثر ازدهاراً من خلال الوقوف على رؤية دولة الإمارات المستقبلية، وتعزيز الاستراتيجية الوطنية التنموية الرائدة للسنوات الخمسين المقبلة، التي يُراد منها ترسيخ دولة الإمارات في خريطة العالم الاقتصادية والمعرفية والتكنولوجية والسياحية. كما يمثل «إكسبو 2020 دبي» فرصة للاحتفال، مع العالم كله، باليوبيل الذهبي للدولة، وبقيم الاتحاد والأخوّة والسلام والتسامح التي قام عليها اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة. يُعدّ «إكسبو 2020 دبي» مناسبة لكل دولة مشاركة للاحتفال بتاريخها وإنجازاتها وتقاليدها، وهو فرصة أكبر للإمارات لتخليد ماضيها الأصيل، والاحتفاء بحاضرها المبهر، ولاستشراف مستقبل أفضل وأجمل لها وللعالم أجمع. * عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.