كشفت دراسة جديدة أجراها باحثون من جامعة كاليفورنيا أن الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب في بداية مرحلة البلوغ هم أكثر عرضة للإصابة بالخرف في وقت لاحق من حياتهم. واعتمد الباحثون في دراستهم على أكثر من 15 ألف مشارك، في مراحل مختلفة من الحياة. ووجدوا أن أولئك الذين يعانون من أعراض الاكتئاب في العشرينات من العمر كانوا أكثر عرضة بنسبة 75 في المئة للإصابة بتدهور إدراكي كامل في سن الشيخوخة. وقال الدكتور ويلا برينوويتز من قسم الطب النفسي والعلوم السلوكية بجامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو والمؤلف الأول للدراسة إنهم وجدوا أنه كلما زادت أعراض الاكتئاب، انخفض الإدراك وتسارعت معدلات التراجع. وتشير التقديرات إلى أن البالغين الأكبر سنا يعانون من أعراض اكتئاب معتدلة أو عالية في بداية مرحلة البلوغ، ووجدوا أنهم يعانون من انخفاض في الإدراك على مدى 10 سنوات. وخلال الدراسة الجديدة، المنشورة في مجلة “ألزايمرز ديزيز”، قام الفريق بتجنيد نحو 15 ألف متطوع تتراوح أعمارهم بين 20 و89 عاما، ووقع تقسيمهم إلى ثلاث مراحل عمرية. الشباب المصابون بالاكتئاب كانوا أكثر عرضة بنسبة 73 في المئة لتجربة التدهور المعرفي في وقت لاحق من حياتهم وبعد ذلك، طور الباحثون نموذجا إحصائيا للتنبؤ بالمسار المتوسط لأعراض الاكتئاب. ويساعد هذا المسار الفريق في عمل تقدير لحالة الصحة العقلية لكبار السن المصابين بالخرف عندما كانوا أصغر سنا. ووقع تطبيق النموذج بعد ذلك على 6 آلاف مشارك من كبار السن في الدراسة ممن لديهم تاريخ من التدهور المعرفي. وقام الباحثون بمراقبة العوامل الأخرى التي يمكن أن تلعب دورا بما في ذلك الجنس والعرق وتاريخ التدخين. وكشفت النتائج أن الشباب المصابين بالاكتئاب كانوا أكثر عرضة بنسبة 73 في المئة لتجربة التدهور المعرفي في وقت لاحق من حياتهم. كما ارتبط هذا الاكتئاب في مرحلة البلوغ المبكرة بانخفاض الإدراك بعد 10 سنوات من بدء الأعراض. وكان هناك أيضا خطر الإصابة بالخرف في وقت لاحق بالنسبة لأولئك الذين أصيبوا بالاكتئاب في منتصف العمر أو كبار السن، لكن الخطر لم يكن مرتفعا عند 43 في المئة. وافترض الباحثون أن المصابين بالاكتئاب لديهم عدد كبير من هرمونات التوتر، والتي يمكن أن تدمر القدرة على تكوين ذكريات جديدة. وقال برينوويتز “تشرح عدة آليات كيف يمكن للاكتئاب أن يزيد من خطر الإصابة بالخرف”، من بينها أن فرط النشاط في نظام الاستجابة المركزية للضغط يزيد من إنتاج هرمونات الإجهاد السكرية، ما يؤدي إلى تلف الحُصين، وهو جزء من الدماغ ضروري لتشكيل وتنظيم وتخزين الذكريات الجديدة”. وقال الباحثون إنه مع وجود 20 في المئة من الأميركيين يعانون من الاكتئاب، يجب على الأطباء التأكد من البحث عن التدهور المعرفي لدى مرضاهم. وقالت كبيرة الباحثين، الدكتورة كريستين يافي، من أقسام الطب النفسي والعلوم السلوكية وعلم الأوبئة والإحصاء الحيوي في جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو “ستكون هناك حاجة إلى عمل مستقبلي لتأكيد هذه النتائج، ولكن في غضون ذلك، يجب علينا فحص الاكتئاب وعلاجه لأسباب عديدة”. ShareWhatsAppTwitterFacebook
مشاركة :