هل أفكار طالبان تختلف عن أفكار تنظيم داعش لتشن عليه الحرب

  • 10/1/2021
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تسود الكثير من الشكوك في قدرة حركة طالبان على محاربة تنظيم داعش والقضاء عليه سواء في معركة مباشرة أو تحت مظلة الحرب الدولية على الإرهاب. ويقول خبراء في الحركات الإسلامية إن حركة طالبان تريد أن تسوق نفسها كطرف معتدل يمكن للغرب، وخاصة الولايات المتحدة الوثوق به، لكن أدبيات الحركة وطريقة تفكير قياداتها تثير تساؤلات عن جدية وعودها خاصة أنها لا تختلف عن داعش في الأرضية الفكرية، والتي تقوم على الحكم باعتماد أفكار إسلامية متشددة تبرر القتل الفردي والجماعي للخصوم دون اللجوء إلى القضاء، فقط مجرد فتوى من الزعيم تكفي. كما أنها تريد حكما هي الوحيدة التي تتصرف فيه دون معارضة أو مؤسسات يمكن أن تناقشها. وتعتقد طالبان كما داعش أنهما على حق تماما، وأنهما يطبقان ما جاء في “كتاب الله وسنة رسوله”، وبالتالي، فإن أي معارضة لهما، هي بمثابة معارضة الله ورسوله. وعلى هذا الأساس، يمنحون أنفسهم الحق في اتباع كافة الأساليب لقمع أي شخص أو فرد أو جماعة مخالفة لرأيهما، مثل الإعدامات العلنية للمدانين بجرائم القتل، أو مرتكبي الزنا أو بتر أيدي من تثبت إدانتهم بالسرقة، أو الرجم بالحجارة وغيرها من الأساليب. كما يكنّان العداوة للمفاهيم الديمقراطية الغربية، كالمساواة بين الرجل والمرأة، والتعددية، وحقوق الإنسان، وحرية التعبير وغيرها من المفاهيم العصرية، ويتبعان ممارسات صارمة لوأد أي معارضة أو تمرّد ضدهما في مهده. ولأجل ذلك يقول الخبراء إن الأرضية الفكرية واحدة بالنسبة إلى طالبان وداعش والقاعدة وبقية الحركات الإسلامية المتشددة بما في ذلك حركة الإخوان المسلمين، وهي تنزيل رؤية متشددة للدين وفرضها على الناس والتعامل مع معارضيها على أنهم يعارضون الله والرسول وليس مجموعة من الفتاوى التي يتم تجميعها من هنا وهناك ويتم تطبيقها لمعاقبة الناس بدل البحث في الدين عن القيم التي تحث على الحياة والتعاون والتسامح. والمشكلة الأبرز أن تشدد الحركات الإسلامية لا يكون فقط على الآخر المختلف دينيا أو المنتمي إلى حضارة أخرى، بل يكون أشد وأعمق تجاه المسلمين ككل، بما في ذلك بين الحركات المتشددة نسفها، وهو ما تفسره المواجهات بينها في أفغانستان وغيرها من الأماكن. ويعتقد الخبراء أنه في غياب الخلاف الفكري والديني تلجأ الحركات الإسلامية لتصفية بعضها تحت عنوان الغلبة التي تقود من ناحية إلى فرض نفسها كحاكم وحيد على الأرض وناطق باسم الله والإسلام، ومن ناحية ثانية تسويق نفسها للخارج من أجل الاعتراف بها على أن تسعى لاسترضائه بمختلف الطرق من أجل أن تظل في الحكم. لأجل هذا لا تخفي طالبان عزمها على مواجهة تنظيم داعش وتصفيته في أفغانستان. في المقابل يتحرك التنظيم بدوره لاستهداف طالبان بالتفجيرات الانتحارية وبيانات الوعيد والتهديد. وقال متحدث باسم حكومة طالبان الأربعاء إنه تم تكليف القوات الخاصة التابعة للحركة بمهمة تعقب مقاتلي داعش في أفغانستان. وقال بلال كريمي المتحدث باسم طالبان إن قوات الحركة قتلت بالفعل وألقت القبض على عدد من عناصر داعش. وأضاف أنه لا توجد معاقل فعلية لداعش في أفغانستان، إلا أن مقاتلي طالبان سيعملون على القضاء تماما على وجودهم “غير المرئي”. ولم تكشف طالبان عن مناطق عملياتها، إلا أن محطات محلية أفادت بأنها بدأت في شن حملة على عناصر داعش في العاصمة كابول وفي ولاية ننجرهار شرقي البلاد. Thumbnail في غضون ذلك، أفادت وكالة أنباء “بختار” الحكومية أن مسؤولا محليا في طالبان وعنصرين آخرين أصيبوا بجروح جراء انفجار وقع بولاية كونار شرقي البلاد اليوم. ونقلت الوكالة عن متحدث محلي باسم طالبان أن قنبلة كانت مزروعة على جانب طريق انفجرت مستهدفة مدير المناجم والبترول الذي عينته طالبان مؤخرا في أسد آباد عاصمة الولاية. وأعلن مسلحو داعش خلال الأسابيع القليلة الماضية المسؤولية عن سلسلة من الهجمات التي استهدفت طالبان في مناطق بشرق البلاد، وخاصة ننجرهار. وتجدر الإشارة إلى أن مسلحي داعش موجودون منذ فترة طويلة في الولاية ويقاتلون طالبان هناك. وسبق أن اتهمت طالبان حكومة الرئيس السابق أشرف غني بدعم عناصر داعش لمحاربة طالبان. وكان خبراء مستقلون بالأمم المتحدة قد أبلغوا مجلس الأمن الدولي في تقرير نُشر في يوليو الماضي بأن تنظيم الدولة الإسلامية – ولاية خراسان وسّع نطاق وجوده ليشمل عدة أقاليم من بينها كابول، وبأن مقاتليه شكلوا خلايا نائمة. وجاء في التقرير أن التنظيم عزز مواقعه في كابول وحولها، حيث ينفذ معظم هجماته مستهدفا الأقليات والنشطاء وموظفي الحكومة وأفراد قوات الدفاع الوطني الأفغانية وقوات الأمن. وسبق أن كشف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في يونيو أن الهجمات التي أعلن التنظيم مسؤوليته عنها أو نُسبت إليه، زادت إلى 88 هجوما بين مارس ويونيو بالمقارنة مع 16 هجوما خلال نفس الفترة من عام 2020. وداعش – خراسان هو فرع للتنظيم الإرهابي الذي ظهر لأول مرة في سوريا والعراق، في حين أن المنتسبين يشتركون في أيديولوجيا وتكتيكات، إلا أن عمق علاقتهم في ما يتعلق بالتنظيم والقيادة والسيطرة لم يتم تحديده بالكامل. وتفيد أحدث التقديرات بأن أعداد مقاتليه تعدّ ببضعة آلاف، حسب تقرير لمجلس الأمن الدولي صدر في يوليو الماضي. وتنظيم الدولة الإسلامية – ولاية خراسان عدوّ لطالبان. ويرى مسؤولون بالمخابرات الأميركية أن التنظيم استغل انعدام الاستقرار الذي أفضى إلى انهيار الحكومة الأفغانية المدعومة من الغرب هذا الشهر، لتعزيز موقفه وزيادة وتيرة تجنيد أعضاء بطالبان. ShareWhatsAppTwitterFacebook

مشاركة :