عرض، أمس، في فندق قصر الإمارات بأبوظبي الفيلم الوثائقي سمّاني ملالا وسط حضور كبير من وسائل الإعلام والمهتمين والمختصين بالأفلام الوثائقية وغيرها. وقدم الفيلم الذي امتد عرضه ساعة ونصف الساعة ونال إعجاب الحضور، لمحة عن حياة ملالا يوسف زي، بدءاً من العلاقة الوثيقة التي تربطها بوالدها الذي زرع في قلبها حب العلم، مروراً بتفاصيل حياتها اليومية مع والديها وإخوتها، وزميلاتها في المدرسة واهتمامها بقضايا التعليم والإنسانية التي ظلت تناهضها حركة طالبان، وانتهاء بالكلمة الملهمة التي ألقتها في الأمم المتحدة. وقدم الفيلم عرضاً توثيقياً لقصة ملالا، الحائزة جائزة نوبل للسلام، والتي تعرضت للإصابة بطلق ناري أثناء هجوم نفذته طالبان على الحافلة المدرسية التي كانت فيها في منطقة وادي سوات في باكستان. وخاضت ملالا رحلة علاج طويلة في بريطانيا بدعم من الإمارات. وتحدث عقب عرض الفيلم كل من المخرج ديفيس غوغنهايم، وملالا يوسف زي، ووالدها ضياء الدين يوسف زي، ومنتجي الفيلم والتر باركس ولوري ماكدونالد، ومايكل غارين الرئيس التنفيذي في إيمج نيشن. وكشفت ملالا يوسف زي عن عودتها إلى باكستان قريباً لدعم ومواصلة دعوتها للتعليم ومناصرة زميلاتها في الدراسة، ومناصرة الإنسانية التي ظلت تناهضها طالبان، وأكدت الاهتمام بتعاليم الدين السمحة التي تدعو إلى مجتمع متعلم وآمن، وقالت إن الفيلم كان جيداً يجسد معاني الترابط والأخوة وحقق نجاحاً لدى كل المجتمعات في العالم، وبصورة خاصة المجتمع الباكستاني. وأكدت أن الفيلم يحث الأطفال المحرومين من الذهاب إلى المدارس، وأشارت زي إلى أنها تشتاق كثيراً لوطنها ومجتمع باكستان، ورؤية بلدتها ذات الطبيعة الساحرة في وادي سوات في باكستان. وأوضح ضياء الدين يوسف زي أن الفيلم يقدم رسالة قوية للمجتمع ويدعو إلى نشر الفكر البناء وتعاليم الدين السمحة، ويحسن تاريخ وصورة الإسلام التي شوّهها البعض، ونفرت منها بعض المجتمعات، خاصة في الغرب وأمريكا. وأكد أن طالبان دمرت نحو 400 مدرسة، وشردت كثيراً من العائلات، وهدّدت ناشطين مناهضين لها، كما قامت بإعدام كثير من القادة والسياسيين الذين رفضوا الفكرة. وأشار إلى أن هنالك كثيراً من المشاهد المؤلمة لم يتم عرضها في الفيلم لحساسية الموقف وبعض الصور التي لا يتحملها بعض المشاهدين. وتحدث المخرج الوثائقي ديفيس غوغنهايم عن قصة ملالا ووالدها ضياء الدين وعائلتها، ومدى التزامهم بالدفاع عن حقوق تعليم الفتيات حول العالم، وقال إن ملالا تمتلك شخصية قوية، وأشار إلى أن الفيلم تجنب كثيراً من التعقيدات والمشكلات السياسية، وركز على المناظر الجميلة والطبيعة الخلابة في باكستان، مشيرا إلى أن الفيلم استغرق 18 شهراً، وقال: إن فكرة الفيلم قامت على الجانب الإنساني والتعليمي وتدعو إلى الخير بعيداً عن السياسة.
مشاركة :