بافتتاح معرض «إكسبو 2020 دبي» تدخل دولة الإمارات العربية المتحدة مرحلةً جديدة أخرى من التطور والتنمية التي تصبو إليها كل الدول الساعية نحو التقدم والارتقاء. فعلى الرغم من الظروف التي فرضتها جائحة كورونا على العالم باسره، فإن دولة الإمارات، بدعم قيادتها وسواعد شبابها، عملت بنجاح على الاستعداد لاستقبال وتنظيم هذه التظاهرة الكونية على أكمل وجه. ومن ناحية اقتصادية سوف يساهم إكسبو 2020 دبي في تعزيز ودعم المركز الاقتصادي والمالي للدولة في أكثر من اتجاه، إذ يتوقع أن يساهم في زيادة الناتج المحلي الإجمالي بما يصل إلى 1.5%، كما أن أعمال البنية التحتية للمعرض ستتمخض عن إنشاء مجتمع أعمال مكون من مجموعة شركات وكيانات صغيرة ومتوسطة في العديد من القطاعات الاقتصادية بعد انتهاء التظاهرة. وسوف تشكل هذه التظاهرة الكونية بوتقة مهمة جداً من ناحية المساهمة في التخفيف من حدة التوتر في المنطقة والعالم، كما ستساهم بشكل مؤثر وفعال في فتح قنوات وممرات جديدة للتواصل بين ممثلي الدول المشاركة وعددها 192 دولة. ومن المتوقع أيضاً أن تتحول دولة الإمارات، أكثر من ذي قبل، إلى مركز لوجستي وتجاري عالمي كبير، باعتبار موقعها الاستراتيجي وباعتبار كونها شريكاً أساسياً في مختلف المجالات. بل والأهم أن هذه التظاهرة ربما ستعمل على توحيد العالم على موقف واحد بعد الظروف التي واجهت البشرية جراء جائحة كورونا غير المسبوقة، ومن ثم العمل على إعادة رسم المستقبل وفق معطيات جديدة أكثر وعياً وطموحاً. ويواكب تنظيم هذه التظاهرة مناسبةً هامةً جداً على صعيد المسار التنموي الحضاري لدولة الإمارات العربية المتحدة، ألا وهو العام الخمسين الذي تدخله وهي تؤسس لمرحلة جديدة من التاريخ تبدأها بكل عزم وإصرار وطموح إلى الرقم واحد في كل المجالات. وسوف تخلد الإمارات ذكرى ذات قيمة كبيرة جداً بالنسبة لها، مسطِّرةً قصةَ نجاح حضاري تمثل في جمع أكثر من 190 دولة على صعيد واحد، وهي قصة ستكون ملهمةً للأجيال القادمة لكي تنهل منها وتستند إليها في إدارة حياتها المستقبلية. وسيضيف إكسبو 2020 دبي رصيداً مهماً للدولة وهي تنطلق في مسارها الصحيح على أكثر من صعيد، وقد تجسد أمامها إكسبو 2020 واقعاً بعد أن كان حلماً يتوق إليه الإماراتيون، وها قد تحقق. *كاتب كويتي
مشاركة :