ناصر الوسمي * لن يستيقظ كثير من الناس ليجدوا أنفسهم أمام ثلاثة رجال قابعين في وسط صحراء إمارة الفجيرة يحملون بنادق، ويحدقون فيهم كما لو يفكرون ما إذا كانوا هدفاً ثميناً للصيد، ولكن أيضاً لن يصبح كثير من الناس صحفيين، وخصوصاً في الإمارات، بيد أنني وجدت ذلك من حسن حظي، لأنه بعد دقائق معدودات، كنت أنا وهؤلاء الأشقاء الثلاثة نجلس ونتبادل أطراف الحديث، وكانوا هم من يبادرون بالأسئلة حول بلدي الكويت، وأصبحنا أصدقاء، واتصل بهم الآن كلما ذهبت إلى الفجيرة. وبالطبع هذا جزء من الارتباط الذي أشعر به يومياً في الإمارات، وعلى الرغم من أن الدولة تغيرت، لكن بالنسبة لي، لأنني أزور أهل والدتي هنا منذ عقود، فقد لاحظت أن الناس أصبحوا أكثر وداً ولطفاً. ولعل هذا هو ما يجعل هذه الدولة بيئة مختلفة حقيقة لكي تصبح فيها مراسلاً صحفياً، فعلى على الرغم من أنك لن تستطيع أن تحصل على سبق صحفي يومياً أو أن تغطي منافسة برلمانية، لكنك ستجد ارتباطاً بالنمو متعدد الأوجه الذي تخوضه الإمارات. وبكل تأكيد، يبدو «سكي دبي» مدهشاً، وكذلك خطة أبوظبي 2030، ولكن في كثير من الأحيان أجد أن الأخبار الأقل أهمية جديرة بالكتابة. وبالنسبة لي، أفضل قصة الرجل الثمانيني الذي لا يزال يقطع رحلته إلى بر دبي يومياً سيراً على الأقدام، ورجل الأعمال الهندي الذي فتح مطعماً، فأسماه على اسم فريق «الكريكت» المفضل لديه في بلده، وقصص هؤلاء الأشقاء الثلاثة الذين يتمسكون بتقاليدهم. ... المزيد
مشاركة :